الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مناضلون وخونة على مذهب "الشيخة موزة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثيرة هي الكلمات التي تفقد دلالتها النبيلة بسبب ابتذالها واستخدامها في تسمية كل ما هو منحط وقذر.
النضال - مناضل أصبحت من الكلمات سيئة السمعة والتي لا تعني إلا أفعال الخيانة والنذالة والتآمر على الوطن مقابل حفنة دولارات.
فقد أصبحت تطلق للأسف على مجموعة من (صيع ومقاطيع مقاهي وسط البلد) يسمون أنفسهم ثوارا ومناضلين وينضوون تحت لواء حركات أسست في الواقع على مبادئ العهر والقوادة والتحلل الأخلاقي من أية قيمة، بل والشذوذ بكل معانيه وصوره حتى يصبح من السهل التحكم في عناصرها وأعضائها.
هل هناك من يشكك في أننا نخوض حربا ضروسا ضد تنظيم دولي تحالفت معه الولايات المتحدة وتدعمه قطر وتركيا يسمي نفسه مرة بيت المقدس وأخرى داعش...؟!.
لا أتصور أن ثمة مجال لطرح السؤال أصلا بعد المجزرة التي تمت على السواحل الليبية، ومع ذلك هناك من يرى أن الضربة الجوية المصرية ليست إلا عنوانا لتحالف الإرهابي عبد الفتاح السيسي مع سفاح ليبيا "خليفة حفتر"، وأن القوات المسلحة المصرية استهدفت منازل المدنيين لا معاقل الإرهابيين في درنة، وأنه لا حل سوى الثورة على السيسي ومحاكمة كل من أيده من المصريين.
ذلك هو ملخص بيان صدر عن تنظيم الاشتراكيين الثوريين عقب الضربة الجوية التي وجهتها قواتنا المسلحة لمعاقل تنظيم داعش الإرهابي في مدينة درنة وهو أيضا نفس ما قالته عناصر حركة 6 ابريل على صفحاتها ومواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وفيما يبدو أن مذهبا جديدا يجمع بين النضال والخيانة في آن واحد قد دشن وسمي بمذهب "الشيخة موزة" وأصبح الاشتراكيون الثوريون وأعضاء 6 إبريل أول مريديه ومجاذيب الشيخة.. لما لا وعطاياها لاتنفذ وصناديق كنوزها فتحت على مصراعيها لدراويش الثورة وبالاحرى "دراويش موزة"؟!.
وأهم ما يميز هذا المذهب الجديد هو أن تكون وقحا متبجحا تستخدم كل كلمات ومعاني الوطنية النبيلة وفي نفس الوقت تدعو للخيانة والتآمر.
لا يمكن فهم بيان الاشتراكيين الثوريين إلا باعتباره اعترافا صريحا بالعمالة للإخوان والحصول على تمويل قطري لا بأس به، ذلك أن البيان روج لذات الشائعات والأكاذيب التي تروج لها قناة الجزيرة فهي وحدها من تحدثت عن استهداف الطائرات المصرية لمنازل المدنيين وهي أيضا، بالإضافة لأخواتها العاهرات (مصر الآن والشرق ورابعة ومكملين) من يروجون لأن الجيش المصري يستهدف المدنيين العزل في رفح ليقيم منطقة عازلة على الشريط الحدودي مع قطاع غزة.
ما معنى أن يردد الاشتراكيون الثوريون و6 إبريل كل ما تشيعه جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها، بل ويقومون بتنفيذ جميع المخططات الرامية لإشاعة الفوضى وإثارة العنف؟! أو ليس ذلك دليلا دامغا على كونهم حركات إرهابية وخائنة؟!.
إن إشاعة الأكاذيب في أوقات الحرب وإلصاقها بالقوات المسلحة خيانة عظمى، وهو ما اقترفه بيان الاشتراكيين وبعض قيادات 6 ابريل ويستلزم محاسبتهم قانونيا.
ولا ينبغي النظر إلى هذه الحركات باعتبارها منبتة الصلة عن التنظيم الارهابي وأظن أنه لابد من تتبع مصادر تمويل أعضائها وعناصرها لاسيما، وأن بعضها على صلة برجال أيمن نور من الصحفيين الهاربين إلى قطر.
أية أدلة إضافية نحتاجها بعد هذا البيان الذي يحرض وبوضوح على الجيش ويتبنى كل أهداف جماعة البنا الإرهابية؟!.
إنهم يعتبرون العصابات المسلحة في ليبيا والتي تتكون في أغلبها من مرتزقة غير ليبيين ثوارا، وأن الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر ليس إلا محاولة للانقلاب على ثوار 17 فبراير لذلك يدعمهم بحسب رؤيتهم الانقلابي عبد الفتاح السيسي.
هل هناك انحطاط او انحلال أكثر من هذا؟! لو علمتم كيف تأسس هذا التنظيم وماذا كان يجري في الغرف المغلقة لكسر وتحطيم كل القيم لأدركتم في اي مستنقع هم غارقون.
المشكلة أن هؤلاء الخونة يحاولون إعطاء انطباع أن الغاضبين في مصر ليسو الإرهابيين الإسلاميين فقط، وإنما قطاعات أخرى من التيارات السياسية المناقضة لجماعة الإخوان وحقيقة هم ليسو إلا مجموعة من المرتزقة الذين يخدمون في بيوت الدعارة الإخوانية مدعومين بأموال قطر بخلاف تمويلات مؤسسات حقوق الإنسان التي يعمل فيها معظمهم والتي بات واضحا الارتباط الوثيق بين أجنداتها وتحركات اجهزة مخابرات الدول الممولة لها.