الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

من السادات للسيسي.. نسور الشرق تدك معاقل الإرهاب في ليبيا ثأرًا لشهداء الوطن.. اللواء حداد: قرار صائب وعقاب رادع للخسة.. سويلم: السيسي يثأر لكرامة مصر وليبيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فارق كبير بين تحليق نسور القوات الجوية المصرية، في سماء المعركة بليبيا خلال موقعتين شهيرتين إحداهما كانت في عام 1977 إبان حكم العقيد معمر القذافي، والثانية كانت فجر اليوم الإثنين، ولكنهما تأتيان ترسيخًا لكلمة الراحل السادات "وإن عدتم عدنا" وذلك لتحذير الأعداء في الجهة الغربية، ولكن الأخيرة جاءت وسط ترحيب ومؤازرة من جموع المصريين والليبيين على اختلاف طوائفهم.
هكذا بدا المشهد بعد الإعلان عن توجيه ضربة جوية جديدة كانت بمثابة إنذار للإرهاب في الداخل والخارج حظت بها الجماعات التكفيرية "داعش" فزاعة العرب التي أرادت أن تنال من أمن واستقرار البلاد، فكانت الضربة الجوية الثانية بعد الأولى التي شنها الرئيس الراحل أنور السادات ولقن بها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي درسا لا ينسي، ولكن هذه المرة كان المشهد مختلفا حيث بدا التعاون المصري الليبي من أجل دحر معاقل الإرهاب على الأراضي الليبية، وردا على الاعتداءات الهمجية التي قام بها التنظيم الإرهابي والتي انتهت بمقتل 18 مواطنا مصريا ذبحا ما جعل الجيش المصري يعلن حالة من الاستنفار والتصعيد باعتبار أنها عملية ثأر وقصاص لدماء المصريين دون أخذ مشورة أو تفويض أو مساعدة من أي دولة أخرى، حسب فحوى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

بدأت الجولة الأولى من المناوشات المصرية الليبية في 20 يونيو عام 1977، بعد أن ساءت العلاقات المصرية الليبية بسبب توجه السادات لإعلان حالة السلم مع إسرئيل وحشدت الحكومة الليبية آلاف المتظاهرين الليبيين باتجاه الحدود المصرية، بعد أن طالبت الرعايا المصريين بمغادرة البلاد وإلا فسيتم اعتقالهم، وذلك ردًا على زيارة السادات لإسرائيل ورفضا لتوقيع معاهدة كامب ديفيد التي لم يرحب بها القذافي، معتبرا أن الزعيم السادات قضي على القومية العربية التي تبناها عبد الناصر وظن العقيد الليبي أن الشعب المصري سيستقبل غزوه بالدفوف والترحاب على عكس ما أظهره الشعب من استياء وتذمر عارم من موقف ليبيا الشقيقة مؤيدًا موقف السادات في اتفاقية السلام لوقف الحرب وإعلان الهدنة.

وعندما أوقفت قوات حرس الحدود تلك المسيرة، قامت القوات الليبية بضرب مدينة السلوم المصرية، ما جعل السادات يعلن حالة الحرب ويعطي إشارة الانطلاق لنسور القوات الجوية بتوجيه ضربة مدوية لأكبر قاعدة جوية بليبيا، تحديدا في جنوب طبرق، واستمر الضرب لمدة 4 أيام دكت فيها الطائرات المصرية "سوخوي" الطائرات الليبية وقواعدها بعد أن ساوتها بالأرض، لتلقن القذافي درس العمر وعدم المساس بالحدود الليبية.

بعدها استجاب الزعيم السادات لكل من فلسطين والجزائر لوقف الحرب، ومن ثم توقف القتال في 25 يونيو عام 1977 وخرج السادات موجها رسالة إعلامية للشعب الليبي قال فيها "قسمًا بالله لإن عدتم عدنا".
40 الفا كان عدد المقاتلين المصريين آنذاك بالإضافة لـ12 كتيبة صاعقة، في حين كان عدد الجيش الليبي كله 32 ألف مقاتل فقط لم يتوافر منهم سوي 8 كتائب (5000 مقاتل) موزعة على 3 ألوية مما ساهم في إنجاح الضربة دون إصابة مدني واحد.

وبلغت الخسائر الليبية جراء تلك المناوشات ما يقرب من 60 دبابة، و20 طائرة " ميراج 5"، و40 مدرعة، فيما قتل وجرح ما يزيد عن 400 ليبي، أما الجانب المصري فقد تم استهداف طائرتين سوخوي وأسر ضابط طيار.


أما الجولة الثانية لتحليق النسور المصرية، فقد جاءت فجر يوم الإثنين، 16 فبراير من العام 2015، كانت ذات طابع خاص حيث كانت على عكس الأولى تماما، حيث بدا التعاون والتأييد الليبي للجانب المصري جليا، وساعدت القوات الليبية نظيرتها المصرية معنويا، ومن ثم انطلقت الضربة الجوية المصرية التي استهدفت معسكرات وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر ومناطق تمركز تنظيم داعش الإرهابي ومنازل قادته بليبيا، وذلك ردا على خطف وذبح 21 مواطنا مصريا، وقد حققت الضربة أهدافها منطلقة من مطار القاهرة ومتجهة نحو مطار مطروح وصولا لمدينة "سرت" التي تعد من أكبر بؤر الجماعات الإرهابية، مستخدمة 6 مقاتلات حديثة من طراز إف 16 بلوك 52، وهى أحدث الطرازات الموجودة داخل القوات الجوية المصرية، وعادت إلى قواعدها سالمة دون أية خسائر.
من جانبه، صرح العميد ركن صقر الجروشي، رئيس أركان سلاح الجو الليبي، في اتصال مع قناة "العربية" من ليبيا، أن القصف المصري تم بالتنسيق مع الجيش الوطني الليبي، مضيفا: "طائراتنا استهدفت معاقل الإرهاب وحرب مصر وليبيا واحدة".
كما نقل التليفزيون المصري عن قائد سلاح الجو الليبي قوله: إن ما بين 40 و50 إرهابيا قتلوا في الضربات الجوية الـ8 التي شنتها القوات المصرية على مواقع التنظيم الإرهابي.

وهدد بيان صادر عن الجيش المصري بأن الضربة لن تكون الأخيرة وأن هناك تصعيدا للأمر لأن أمن مصر القومي لن يترك لعبث تنظيمات مجهولة النسب والهوية، مؤكدا أن الهدف من الضربة العسكرية لم يكن للاعتداء على الاراضي الليبية الشقيقة وإنما كان ردًا رادعًا بشكل مبدأي على التنظيم الإرهابي.


وأيد الخبير الإستراتيجي اللواء مدحت الحداد، رئيس حزب حماة مصر، قرار توجيه ضربه جوية لمعاقل التنظيمات الإرهابية بليبيا، مؤكدا أن القرار جاء بإجماع أعضاء مجلس الدفاع الوطني خلال الاجتماع الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس، مؤكدا أن الرئيس لو لم يتخذ هذا الإجراء لكان فقد ثقة شعبه به؛ لأن الأمر تعدى حدود المعقول بمقتل أبنائه المصريين وأن الشجب والإدانة لم تعد أساليب مناسبة لردع العمليات الإرهابية الخسيسة.

وأكد حداد أن هذا التنظيم الخائن لا يحسب على العرب ولا المسلمين مهما أذيع ومهما ادعوا، وأن التقنيات الحديثة للتصوير التي ظهر بها الفيديو الأخير، يدل على أن هناك دولا خارجية تستعين" بمأجورين" ومرتزقة لتنفيذ تلك العمليات الإرهابية فضلا عن أن هذه الوجوه الملثمة ليست عربية على الإطلاق.


أما عن التكهنات برد فعل عنيف من قبل داعش، فقد توقع الخبير الإستراتيجي أن يقوم التنظيم بعمليات خطف وقتل ومناوشات تافهة وعلي أقصى تقدير سيستخدم الـ "هاون" ولأن المسافات بعيدة فلن يحقق أي خسائر، مؤكدا أن قتل المصريين الهدف منه إبعاد الجيش عن سيناء للتحرش بها، وهذا لن يحدث على كل الاصعدة.

وأوضح الخبير الإستراتيجي اللواء حسام سويلم، أن الفارق بين الضربة الجوية الأولى والثانية على ليبيا كبير فالأولى كان رد فعل دولة ضد دولة، حيث قامت مصر بالرد على اعتداءات القذافي وتدخله في الشأن المصري وضربه قوات حرس الحدود بالسلوم، أما الثانية التي شنها السيسي فكانت بالتحالف مع دولة ليبيا ضد تنظيم إرهابي يعد عدوا للبلدين وكل البلدان العربية، مؤكدا أن الضربة الحالية ردت اعتبار الشعب المصري واستهدفت بيوت قادة التنظيم وأوقعت 50 ارهابيا من بينهم 7 قادة، فضلا عن دك المحكمة الشرعية لداعش ومخازن الأسلحة والذخيرة والكثير من المقرات العسكرية في دقائق معدودة، كرد فعل أولى.


وأكد "سويلم" أن نسور مصر مستعدون لأية ردود أفعال، والجيش المصري على أهبة الاستعداد تحسبا لأي هجمات بربرية، ولكن الخوف كل الخوف على الـصيادين المصريين المختطفين في مصراته والبالغ عددهم 21 صيادًا أيضًا، متوقعا أن يتم ذبحهم انتقامًا لما حدث اليوم.