الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ليشهد العالم ... وإنا معه لمن الشاهدين ..!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إنها الدماء التي كحلت عيون مصر ...لعلنا بعد اليوم نجيد رؤية الطريق حين اندفعت سكين التراث السلفي تنحر الرقاب التي طالتها يد الأشرار فاندفع الشريان كي يروي أرضا ملت من الأذى وشبعت من عذاب الأنذال فما وجدت لها طريقا إلا البحر فاختلطت الدماء بالماء لتنتشر على صفحته مكونه أكبر صورة في عين السماء ....
لتشهد الجغرافيا ما يصنعه فينا التاريخ .....!
ليشهد السكين على صمت الأزهر الذي لا يزال محتفيا بفتاوى ابن تيميه التي جاءتنا بالخفافيش السلفية التي تحرم التعايش وتجرم التهنئة وتجعل الكراهية في سلطان فقهها هي الحاكمة ...!!
لتشهد الصور على جرائم الحويني وحسان وبرهامي ...ألخ عندما اخرجوا للصبيان تاريخا يحتفي بقطع الرؤوس واتخاذها حطبا ينضج اللحم في القدور فجاء خلفهم قوما يتباركون بفعل السابقين دون إنكار ولا براءة من قتل مالك أو حرق الفجاءة أو ...!!
ليشهد صندوق الحريق على أننا لم ننكر في تاريخنا من حرقوا الخيام في كربلاء ومن طاردوا النساء ومن حصدوا الرؤوس في صناديق ليقدموها مقابل الدنانير لأمير المؤمنين في دمشق يزيد .... وبعد رحلة سبي طويلة بكاها التاريخ وما بكاها المشايخ فاستنسخوا لما جيلا يرى الإجرام ديانة... والقتل جهادا ...وحز الرقاب بحد السكين شجاعة ....
وسقط الدين وسط مكانس اللحى الكثيفة وتوارت من على الأرض رحمته وبقيت للمشاغبة على الألسنة دعوة تزعم لينه وتسامحه ... دونما أن يرى أحد أثرا لذلك ....!!
ليشهد البحر الذي أحتضن الدماء ... أن دماء قبله سالت على أطهر يابسة حتى وصلت على القبر الذي حوله الخيل راثت وبالت يوم استباحت داعش الأولى مدينه النبي في موقعه الحرة الشهيرة المسكوت عنها غصبا وحيرة ....!!
لتشهد الأحبار ... أن محابرنا أنتجت فقها يدعوا إلى قتل من أخر الصلاة إلى الليل منشغلا بعلم أو تجارة ولو مرة واحده ...!!
ولتشهد الأوراق أن لدينا فتاوى ابن تيميه التي تستبيح الحياة فتقتل من تلفظ لسانه بنية توجهه في صلاته إلى رب رحمن رحيم ..
ومشهور عندنا قول ابن القيم الذي اتخذوه دينا ... أن ارتكاب كل المحرمات أهون من تهنئة النصارى بعيد ... فمن أنبأه بربكم ... ومن فرض عليكم اتخاذ هذيانه دينا بحق رسولكم ....؟
ليشهد العالم أننا لا نؤمن بالاختلاف رغم أن ديننا يقرره ... ولا نعتمد التعايش رغم أن كتابنا يؤصله ... ولم تعيش المودة يوما بين شرايين امة جعلت كتابها مهجورا فيما اتخذت من وآراء الناس التي ظهرت بتاريخها كرؤوس شياطين قولا متبوعا ...
ليشهدوا أن السلفيه التي أثارت جناية الاعتداء من أجل أختهم كاميليا وأختهم وفاء وهو كذب محض ... لم يثور المسيحيون في المقابل من اجل أخوهم جرجس أو أختهم تريزا ...
الأزمة يصنعها كفار التعايش الذي يتلقون علومهم من ابن تيميه ومن على طريقته .. لا كتاب رب العالمين الذي يقرر أن الدين لله لا إكراه فيه ولا غصب ... وقد رد النبي لقريش قوما لحقوا به وهم مسلمون عملا بعهد لا يقطعه وكتاب لا يخونه ...!!
ليشهد التاريخ أن من ذبحتهم داعش في ليبيا ...إنما ذبحتهم مطابعنا السلفيه ومنابرنا السلفيه وسطورنا السلفيه التي أهدت لهم الساطور ومنحت لهم لسان الزور الذي يردد أكاذيب على أنها دين الرسول
ثم ليستقيم التاريخ في وقفته كي يتلوا على هذا العالم التائه الضال رسالته ..
يا شعوب الأرض ....
لقد أمسك الإجرام بواحد وعشرين رجلا مصريا ...
ألبسوهم رداء الذبح المشهور عند القوم وحلفائهم ...
علموا يقينا بنهايتهم ... وأن الحرق أو الذبح لقطة ستحصل عليها لا محالة عيون الكاميرات ...
ظلوا ببسالة متمسكين بدينهم ... يرددون في ثبات دعاء كبيرا يسمعه الرب في الأرض والسماء ...
يقيني أنه كان معهم ... وأنه أنزل عليهم سكينه من صبر ... وشجاعة من تقوى .. وإيمان من نصر .. فهون عليهم لحظة القنص الرهيبة ....!!
فلم يمنح أحد الشهداء عدوه شعورا بنصر فيرجوه ...
أو يعطيه لمحه من فوز فيستعطفه حين يبكي بين يديه .... رغم بساطه دراستهم ..... وضخامة الوجع الذي حاصر وحدته ....
لقد كان إيمانهم عظيما وكانت رسالتهم للوطن درسا كبيرا ...
مضوا على الشاطئ مرفوعي الرأس ... لا تخطئ لهم الخطوات ولا تتعثر في الرمال أقدامهم ....
كانوا شرف أمة كاملة .... وقد صانوه حتى آخر لحظات الفراق ..
وما كان منهم إلا أنهم انتصروا مقيدين على حملة السكاكين ...
ليأتي دور الدولة المصرية ...
وهي قادرة على أن تجعل من القصاص الحاسم حياة لأولى الألباب
وعلى الصبية المشغولين بالشغب خلف الشاشات وفي مواقع التواصل أن يتوقفوا فورا عن التهريج ... فليس للحوارات التي تسعى إلى التشتيت من مكان اليوم في أذن أمة مجروحة تحيط بها لعنة قوم خرجوا من كهوف قريش ليغتالوا أمنها واستقرارها وحياة شعبها ...
اليوم لا خيار إلا الصمت ... أو أن يكون كل منا على مستوى المسئولية في مشاعره وكلماته ...
ولنصغي فقط لأصوات المدافع .... فإنها أنغام حرب يطرب لها القصاص العادل في الداخل والخارج ...