الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المحافظون الجدد والمجتمع الأهلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أعرف معرفة شخصية أيا من المحافظين الجدد . وليس مهما أني عرفت من المعلومات المتناثرة علي الإنترنت كثيرا من المعلومات عنهم . ومن ثم لا يكون هناك أي معني لحديث من مدح أو قدح . لكن ما لفت انتباهي هو نسبة المدنيين بينهم . فمن بين سبعة عشر محافظا جديدا لايوجد إلا ثلاثة عسكريين . وإذا أضفنا اليهم المحافظين الذين لم يتغيروا تكون نسبة المدنيين هذه المرة ستون في المائة . وهي نسبة كبيرة أكثر مما كان يحدث من قبل . وهذا اختبار كبير للقيادات المدنية . ورغم أني أحلم بيوم أن يكون المحافظون بالانتخاب إلا أن هذا الأمر يبدو بعيدا . لقد ترك الدستور الجديد هذا الأمر إلي مجلس الشعب يحدد طريقة اختيار المحافظين تعيينا أو انتخابا . ونحن في انتظار مجلس الشعب . وحتي يتم ذلك لا بد من تشجيع هذا الاختيار لهذه النسبة من المدنيين . أولا فهي تقلل من الحديث عن القبضة العسكرية أو حتي الأمنية . ثانيا لأنه لا بد أن يختلف المدنيون عن العسكريين في الإدراة . الأوامر والحسم ليست صعبة علي المدنيين لكن المهم ان يعرف المحافظ المدني أن المسالة ليست بالأوامر والحسم فقط . ولا حتي بدراسة ما عليه المحافظة من أحوال سيئة وهي الأغلب ووضع خطط لتجاوزها من قبل الدولة . لكن أن يعرف أنه لا يستطيع أن يعمل وحده دون إعطاء الفرصة للمجتمع المدني أو الأهلي . هذه مسألة فعلها من قبل قليل من المحافظين حتي من أصول عسكرية مثل ........ محافظ الاسكندرية الذي كان كل ما فعله بتعاون كبير مع رجال المجتمع الأهلي . رجال أعمال أو فنانين أو مثقفين . الفرصة يجب ان تكون أكبر عند المحافظين المدنيين . إطلاق يد المجتمع المدني في بناء المدارس وإهدائها لوزارة التربية والتعليم ويتم الإشارة إلي من فعل ذلك سواء علي إسم المدرسة أو إحدي قاعاتها إذا كانوا أكثر من شخص . الأمر نفسه في المستشفيات . ميزانية كل محافظة لن تكون كافية للنهضة التي نريدها بعد سنوات عجاف . البحث فيما قدمه الشباب من أفكار للتخلص مثلا من القمامة . وإطلاق الفرصة لم يتحدثون من زمان عن إمكانية إعادة تدوير القمامة للعمل وتحقيق ما يريدون . هذا مثال من عشرات من الأمثلة . وحتي يتم انتخاب المجالس المحلية يمكن أن يكون لكل محافظ هيئة استشارية مختارة من الأحزاب الكبيرة التي ارتبط اسمها بالثورة . ليس صعبا أن يكون للمحافظ اجتماع أسبوعي أو حتي شهري مع القوي المدنية . ومن السهل جدا أن يسال كل محافظ نفسه أو من يختارهم من المجتمع المدني والأحزاب عما أوصل المحافظة إلي هذا الوضع . سيجد ببساطة قلة الميزانية أمرا واردا ، لكن سيجد إبعاد المجتمع الأهلي عن المساهمة في التطوير أمرا حقيقيا ، وسيجد عدم الاهتمام بقيم الجمال أمرا أساسيا فالقبح يملأ كل مكان من الزبالة إلي طرق البناء إلي الاعتداء علي البحيرات إذا كانت المحافظة تقع علي بحيرة . وهكذا . ليس صعبا أن يعرف كل محافظ كيف كانت مصر زمان وكيف كانت محافظته زمان قبل ثورة يوليو 1952 أو حتي إلي نهاية الستينات . وسيجد أن سياسة الحزب الحاكم ، الوطني ، كانت سياسة تنفيع الاعضاء الكبار فيه علي حساب الجمال الذي تحدثت عنه . تصفح كل محافظ لتاريخ محافظته ووضعها يوما ما أمر مهم جدا ليعرف الفارق بين زمنين . وفي كل الأحوال لن تستطيع ميزانية المحافظة القيام بذلك وحدها ، لكن لا بد من إسهام المجتمع الاهلي وإيجاد طريقة يعفي بها من يساهمون بأعمال كبيرة من الضرائب فيما أنفقوه . بدون مجتمع مدني لن يستطيع أى محافظ مدني أو عسكري أن يفعل شيئا وسنظل ندور في حلقة مفرغة .