الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حزام النار..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يجب ألا تأخذنا التفاهات المنتشرة بيننا عن عمد بعيدًا عن المصيبة التى تنتظرنا، وتُغلق أعيننا عن الدمار الذى يُعده لنا أعداؤنا، وتُبلد إحساسنا حتى لا نشعر بالفناء الذى يزحف إلينا بسرعة الصاروخ أو بمعنى أدق سرعة الضوء.
سهل جدًا أن نقول العبارة المأثورة "كل شىء تحت السيطرة".. لكنها للأسف لا تعبر عن واقع ملموس خاصة أن الأمور تفلت من بين أيدينا رويدًا رويدًا لأن معظم خيوطها ليست فى قبضتنا أصلاً ولأننا مشغولون بأشياء كثيرة لا نحسمها بالشكل المثالى المطلوب فيتسع الخرق على الخارق ويتوه منا الحل فى النهاية.
اعتبرونى "مجنونًا" وكلامى مجرد تخاريف.. لكن ارجوكم ادرسوه وابحثوه من باب العلم بالشىء فقد تأتى الحكمة من افواه المجانين:
× اولاً: لا احد يختلف ابداً على ان امريكا بدأت فعلاً منذ الشهور الأولى للقرن الحالى وتحديداً عقب احداث 11 سبتمبر فى تنفيذ مخطط تفكيك المنطقة وتدميرها لصالح اسرائيل.. ولعلنا لا ننسى عبارات كوندا ليزا رايس الشهيرة "الشرق الأوسط الجديد" و"الشرق الأوسط الكبير" و"الشرق الأوسط الواسع".. وكانت الرصاصة الأولى ضرب أفغانستان ثم العراق واحتلالهما فى 2001 – 2003 على التوالى.
× ثانيًا: هذه العبارات باختصار شديد هدفها تمزيق المنطقة عامة ومصر خاصة باعتبارها عامود الخيمة للوطن العربى.. والادارة الأمريكية تدرك جيداً ان هذا التمزيق لايمكن ان يتم فى ظل وجود 3 جيوش عربية كبيرة وفى مقدمتها الجيش المصرى الأقوى على الاطلاق والذى يعد رقم 13 على العالم من حيث القوة والتجهيزات والأعداد.. ومن ثم بدأت امريكا فى تفكيك الجيش العراقى اولاً وتمزيق اوصال ارض الرافدين وقد نجحت فى ذلك بجدارة.. ثم ادخلت الجيش السورى فى دوامة الحروب الأهلية ومع الجماعات الارهابية التى صنعتها وزرعتها هناك على غرار "القاعدة" فى افغانستان.. وقد طلبت صراحة من مصر قبل 25 يناير 2011 تقليص عدد افراد الجيش وتحويلهم من مقاتلين الى مشاركين فى المشروعات المدنية بحجة ان مصر لن تدخل حرباً جديدة بعد معاهدة السلام مع اسرائيل ولكن يحسب للرئيس الأسبق حسنى مبارك وللمشير حسين طنطاوى وكل قادة الجيش انهم رفضوا مجرد الرد على هذه التخاريف التدميرية .. وبالتالى فشلت امريكا فكان ماكان بعد ذلك.
× ثالثا: الآن وبعد 4 سنوات وضح لكل ذى بصر وبصيرة وفكر ان امريكا استغلت مااطلق عليه ثورات الربيع العربى لحسابها الخاص .. فقد ركبها عملاؤها من الاخوان و" نشتاء السبوبة " و" الحكوكيين " – وارجو عدم حذف التاء والكاف – ووجهوها لهدم اوطانهم مثلما حدث فى تونس وليبيا ومصر .
× رابعا: المشهد "الأول" الآن وفق المخطط الأمريكى – الصهيونى هو كالتالى: حروب ارهابية داخلية فى مصرمن الاخوان وتابعتهم حماس بغزة .. وفى سوريا والعراق وليبيا من تنظيم داعش الإخوانى.. وذلك لاحداث انهيار فى المؤسسات العسكرية والأمنية وتدمير كل عوامل النهوض من سياحة وتجارة واستثمار وكذلك الخدمات الجماهيرية كالكهرباء والمياة والصرف ووسائل المواصلات واخيراً استهداف سلاسل المأكولات الشهيرة التى يؤمها اعداد كبيرة من المواطنين لاسقاط اكبر عدد من القتلى على امل ان يدفع ذلك المواطنين الى الثورة على انظمتهم واسقاطها وبالتالى تقديم البلاد من جديد على طبق من ذهب للارهابيين المتأسلمين ومن ثم لأمريكا واسرائيل لتقطيعها كيفما تريدان.
× خامسًا: المشهد "الثانى" وهو اكثر خطراً من المشهد الأول.. فالعمليات الارهابية مقدور عليها كما يقولون وهناك من الاجراءات التى تنهيها مهما طال بها الأمد.. اما ماليس فى ايدينا فهو "حزام النار" الذى تحاول امريكا تطويقنا به لتفرض علينا " حرب الوجود " فنسقط من تلقاء انفسنا.. وانظروا معى الى الخريطة فستجدون الآتى:
1ـ داعش الاخوانى الذى هو صناعة امريكية بحتة يسيطر على اجزاء كبيرة من العراق وسوريا وليبيا ويرتكب مذابح يندى لها الجبين .. وهناك ممر آمن لهذا التنظيم الارهابى هو تركيا يدخل منه المحاربون التكفيريون من كل حدب وصوب وكذلك الأسلحة والمعدات .. ومن المؤكد ان امريكا ترصد كل " رصاصة " يتسلمها داعش فما بالك بصواريخ "م. ط" ومجنزرات وسيارات مصفحة ودفع رباعى؟ المؤامرة واضحة جداً مهما حاولت امريكا اقناع العالم بأنها تحارب هذا التنظيم .. وقد دفع الطيار الأردنى معاذ الكساسبة حياته ثمناً لكشفه المؤامرة بين امريكا وداعش حين رصد عملية امداد واشنطن للتنظيم بصفقة سلاح وابلغ قادته بها فتم على الفور ضرب طائرته واسره واحراقه حيا.
2ـ الجزء الجنوبى للعراق ومعظم اراضى سوريا وغالبية اليمن تخضع تماماً لايران وشيعتها فى صفقة قذرة جمدت بمقتضاها امريكا واسرائيل كل الاجراءات المعادية لطهران مقابل محاصرة مصر والمنطقة .. ولا ننسى انتشار الشيعة فى كل دول الخليج العربية .
3ـ سيطرة الحوثيين الشيعة على غالبية اليمن الهدف منها التحكم فى باب المندب لاجهاض الحلم المصرى "قناة السويس الجديدة" التى وصفها الرئيس السيسى بأنها " ذراع مصر " ولذا فانهم يسعون لكسر هذه الذراع أو تعطيلها فلا تقوى على الحركة.
4ـ تلعب امريكا واسرائيل وقطر وتركيا فى دول حوض النيل لتعطيشنا وهو مايظهر جلياً فى التسويفات والمماطلات المتكررة بشأن سد النهضة على امل ان يصبح السد امراً واقعا.
5ـ السودان.. بركان اخوانى خامل الآن .. ويقينى انه سوف ينشط فجأة وتتصاعد حممه من منفذ "حلايب وشلاتين" فى الوقت الذى تحدده امريكا واسرائيل .. ولا تنسوا ايضاً تونس التى اطاح شعبها بالاخوان فكمنوا ولم يتغابوا مثل اخوان مصر فاستمروا فى المشهد وفى الحكم من خلال البرلمان والحكومة.
خلاصة المشهدين.. "داخليًا" فى مصر عامة وسيناء خاصة و " خارجياً " فى سوريا والعراق واليمن وليبيا والمسكوت عنهما حتى الآن السودان وتونس مع وجود قنابل شيعية موقوتة فى كافة دول الخليج اضافة الى مؤامرة تعطيش مصر والدور القذر الذى تؤديه قطر وتركيا بالتمويل الفاضح للارهاب والتسويق للمخطط الأمريكى وقلب الحقائق والكذب المفضوح.. كل هذا يؤكد اننا محاطون فعلاً بحزام من نار.. وتصوروا لو ان المخطط بلغ منتهاه ونجح لاقدر الله.. ساعتها لن يكون امامنا سوى "حرب الوجود " ضد الكل.. فى اليمن وليبيا وغزة والسودان اذا تجرأت واثيوبيا ومع اى مظاهرة اخوانية ولو كانت سلمية .. فالمسألة فى النهاية "نكون .. او لا نكون".