الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انفراد.. ضابط صاعقة مفصول "العقل المدبر" لـ"مذبحة العريش"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هشام العشماوى ضابط الصاعقة المفصول «العقل المدبر» لـ«مذبحة العريش»
يقود مجموعة «إرهابية» مكونة من 200 شخص ويتولى مسئولية «داعش سيناء»
مصادر: خطورته تكمن فى «خلفيته الأمنية» وتعاونه مع شباب البدو
«السيسى» يكلف قيادة عسكرية رفيعة بـ"رأب الصدع" بين القبائل والأجهزة الأمنية

طوال الفترة الماضية كانت مؤسسات الدولة بشكل عام تعمل على تطهير نفسها من الإخوان، وعلى رأس هذه المؤسسات الجيش والشرطة، وما زالوا مستمرين فى ذلك، وتقوم الأجهزة السيادية بعمل تحريات وتقدم تقارير عن الضباط الذين يثبت انتماؤهم لهذا التيار، وطبعا طوال عهد مبارك حتى الآن لم تضم هذه المؤسسات شخصا ينتمى رسميا إلى التيار الإسلامي.
ولكن ما يحدث أن الشخص يكون منتميا لهم فكريا ولكن بشكل غير معلن، أو يتحول مسار أفكاره بعد الالتحاق بالعمل، ومنهم من تأثر بشيخ ما واقتنع بما يروج له وآمن بأفكاره، وقد بلغ عدد الضباط المفصولين من رجال الشرطة حتى الآن 105 بين ضباط وأمناء، أما الجيش فهو غير معروف عدد من تم فصلهم على وجه الدقة.
والكارثة التى كانت تحدث خاصة لضباط الشرطة الذين يعملون فى "مباحث أمن الدولة" الأمن الوطنى حاليا، هى الاستقطاب الذى يحدث خلال التحقيقات أو داخل السجون، وكان الأمر يبدأ عندما يستجوب الضابط أحد المشايخ، وللشيخ نظرة وخبرة فى الشخص الذى أمامه وخاصة لو كان شابا.
يبدأ الشيخ فى الحديث عن الدين والدنيا ويوجه أسئلة للضابط من ماركة "أنت بتصلى" ثم يبدأ فى ترديد كلام يشعر بعده الضابط أن عمله حرام، وهنا تتحول جلسة الاستجواب إلى جلسة دروس دينية.
حدث هذا كثيرا خلال عهد مبارك لضباط بعضهم أبناء كبار مساعدي وزير الداخلية حبيب العادلى، وتكون النتيجة هى أن يترك الضابط عمله وينضم للجماعات الإرهابية، أو يظل فى موقعه ويقوم بتسريب الأخبار للجماعات حتى ينكشف أمره ثم يفصل من العمل، ويكون مفيدا أكثر من أى شخص آخر، ومن هنا يأتى الخطر. بعد ثورة 30 يونيو تم فصل عدد من ضباط الجيش بعد أن دارت حولهم الشبهات التى أكدتها التحريات وتقارير الجهات السيادية، فالجيش مؤسسة وطنية لا تتردد قياداته فى إصدار القرارات التى تحمى الوطن وتماسك المؤسسة.
يقول مصدر أمنى بوزارة الداخلية: إن تحريات الأجهزة الأمنية، وخاصة الأمن الوطنى تشير دائما إلى وجود شخص سبق له العمل فى الجيش أو الشرطة، يتعاون مع الجماعات الإرهابية أو يكون أحد أعضائها والعقل المدبر لها، ويوجد بالفعل تفجيرات واغتيالات حدثت كان خلفها ضباط مفصولون، ويوجد ضابط سابق يدعى هشام العشماوى، وكان ضابطا فى فرقة "777" وخدم فى قوات الصاعقة عدة سنوات، وخرج من الخدمة منذ 7 سنوات، والغريب هو سبب فصله، فقد كان ضابطا فى سيناء وخدم فيها عشر سنوات، وكان أبوه مريضا وتوفى نتيجة مرضه، وبعدها ساءت حالته النفسية وأصيب باكتئاب، وكره عمله لأنه السبب فى إهماله لوالده وعدم رؤيته له قبل أن يموت وكان وقتها ما زال فى سيناء.
انضم العشماوى لجماعة جهادية ملأت رأسه بأن الله عاقبه على عمله مع أعداء الإسلام، وأنه سبب مرض ووفاة والده، وانكشف أمره وتم فصله من الجيش، "العشماوى" كون خلية إرهابية تضم مجموعة من الجهاديين بينهم أربعة ضباط شرطة مفصولين من الخدمة لعلاقتهم بالإخوان والجماعات التكفيرية، وكان متهما فى محاولة اغتيال وزير الداخلية، ومتهما فى تفجير كمين الفرافرة منذ شهرين، وفى التحريات التى تجريها حاليا الجهات الأمنية حول تفجيرات العريش يوم الخميس الماضى، أشارت المعلومات إلى أن "العشماوى" العقل المدبر لها. ويضيف المصدر الأمنى أن قوات الأمن تتبعت خط سيره ورصدته أكثر من مرة، وكادت تضبطه، ولكن للأسف ينجح فى الهروب كل مرة، لأن لديه خبرة كبيرة فى سيناء، لأنه خدم فيها ويعرف جيدا كيف يهرب من خلال الجبال والمدقات، بل إنه يرسم خطط الهروب لباقى العناصر، كما أن لديه علاقات قوية ببعض مشايخ القبائل وشباب البدو.
وتشير التحريات إلى أنه قام مؤخرا بتدريب مجموعة من العناصر الإرهابية يبلغون 200 شخص، وهى عناصر تكفيرية تنتمى فكريا لداعش، ومن بين هذه المجموعة من اشتركوا فى تفجيرات العريش، كما أن خطورته كما يقول المصدر، تكمن فى أنه على دراية بالخطط الأمنية وكيفية تحركات الجيش، وهو ما يجعل هروبه سهلا كل مرة، كما أنه على علم أيضا بترتيب المبانى الشرطية والعسكرية من الداخل، لأنه كان ضابطا وطالما دخل هذه الأماكن، مثل مكان تخزين السلاح داخل الكتيبة، وهو أيضا لديه خبرة فى خط سير المركبات العسكرية، ويرسم خطط ضرب الأهداف العسكرية فى شمال سيناء تحديدا.
ويعد "هشام العشماوى" ومعه "هاشم حلمى" من أكثر الضباط المفصولين خطورة، وهاشم حلمى هو ضابط شرطة، وكان يعمل فى قطاع الأمن المركزى ومصلحة السجون، وتم فصله من الداخلية، وهو أصلا من "المطرية" وتمت إقالته وهو برتبة مقدم عندما انكشف أمره، وتبين أنه اعتنق الفكر الجهادي، وهو الآن مفتى داعش وخطيبه المفوه، وهو من أعطاهم التبرير الشرعى للذبح والقتل واستخدام النساء جوارى.
ويؤكد المسئول الأمنى أن الضباط المفصولين وأيضا الطلاب المفصولين من الكليات العسكرية والشرطة، عبارة عن قنابل موقوتة، ويخططون للعمليات الإرهابية بحرفية تفوق قدرة الإرهابيين فى ذلك، لأنهم يمتلكون معلومات لا تتوافر لدى الإرهابيين وخبرتهم تساعدهم على ذلك، ويعلمون أوقات تبديل ورديات العمل وثغرات الكمائن، وكم التسليح وأسرار الخطط الأمنية والعسكرية.
وفى سياق متصل، يقول أحد المسئولين، أن عملية العريش التى سقط فيها شهداء من الجيش والشرطة والمدنيين، كانت ردا على قتل 17 إرهابيا من عناصر وقيادات تنظيم ولاية سيناء خلال الأسابيع القليلة الماضية، ومن بينهم قيادى يدعى «صلاح»، وهو مصرى ظهر فى الفيديو الذى نشره التنظيم الإرهابى لعملية "كرم القواديس"، وكان يتحدث فيه وأمامه مجموعة من الأسلحة التى حصلوا عليها من الكمين بعد ضربه، وهو عنصر مهم ونشيط جدا وفى مثابة الأمير بينهم، كما أنه يمتلك عقلية منظمة بشدة، وقتله أثار غضب الجماعات الإرهابية بشكل كبير.
ويضيف: الشائع أنهم لم يقصدوا قتل المدنيين وأن قذائف الهاون سقطت عليهم بالخطأ، ولكن هذا منافٍ للحقيقة، فقد كانوا متعمدين ذلك، حيث إنه قبل التفجيرات بأربعة أيام كانت إحدى السيارات تسير فى منطقة رملية فى العريش، ولكن السيارة غرزت فى الرمال، وعندما ذهبت مجموعة من الناس لنجدتها تبين لهم أنهم إرهابيون بسبب مظهرهم الذى بات أهالى سيناء يعرفونه جيدا، ورغم أن العناصر الإرهابية كانوا يحملون أسلحة إلا أن الاهالى أيضا كانوا يحملون أسلحة وكانوا لهم بالمرصاد، وكانت النتيجة فى صالحهم فقد استطاعوا قتل الإرهابيين الأربعة وكان من بينهم قيادى فى التنظيم، ولذلك وضعوا المدنيين فى الخطة، وهى العملية الإرهابية الأولى التى سقط فيها مدنيون بهذا الشكل وهذا الكم، وتوجد قذائف كانت تقصف المنازل والبيوت فقط، والمؤكد أنهم قتلوا المدنيين خلال هذه العملية عن عمد حتى يثأروا من الرباعى الذى قتله الأهالي.
كما علمنا أن قيادة مهمة فى الجيش، تتحرك حاليا لرأب الصدع الذى حدث فى العلاقة بين الجيش والأمن من ناحية، والقبائل والأهالى فى شمال سيناء من ناحية أخري، وأن القيادة تلقت أوامر من الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة بذل الجهود لعمل مصالحة عاجلة بين الطرفين، وتهدئة البدو وترضيتهم حتى يتعاونوا مع الجيش والأجهزة الأمنية من جديد، وذلك بعمل جلسات موسعة مع مشايخ القبائل وقادة البدو.
من النسخة الورقية