الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت الرابح الوحيد في منطقتنا الخاسرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الظلام يتسع والقُبح يتمدد والخريطة العربية تزداد تمزُقا وتشتتا وتأرجحا. اقتتال يومى، وتكفير علنى، ودماء مسفوحة، ورهائن مذبوحين، وطوارئ دائمة، وأموال تُسكب فى لا بناء ولا حضارة.
العالم العربى فى ورطة. داعش وبيت المقدس وحماس والقاعدة تغرس دبابيسها فى جسد الآمة المريض. إنها فاجعة تتجاوز فاجعة 48 بحسب تعبير الكاتب المُطلع غسان شربل، وإيران وحدها هى الرابح. يمتد نفوذها شرقا من بغداد إلى دمشق وبيروت ثُم جنوبا إلى صنعاء، حيث تحكُم عصابات الحيثيين الموالية لإيران بلدا تُسيطر على المدخل الجنوبى للبحر الأحمر.
يكبُر المارد الفارسى شيئا فشيئا، وينتشى مزهوا بهزائمنا لا بانتصاراته. منتفخا بخيبتنا لا بنجاحه مؤكدا أنه ودولة إسرائيل فقط الرابحين على الأرض. إيران تحديدا هى الأكثر استفادة لأنها دولة ذات تاريخ ولديها مشروع، وعندما تتلاقى مصالحها مع الولايات المتحدة يُصبح من اليسير شطب الشعارات الإيرانية السابقة بسحق أميركا، وتناسى وصف الولايات المتحدة لإيران قبل سنوات بأنها من ضمن محور الشر.
إيران تتقدم، تتسع، تغزو شرقا وغربا بثقافتها وفنونها وإعلامها وأفكارها وكتبها وعلومها. رغم العزلة فإن عدد الأفلام التى أنتجتها إيران فى العام قبل الماضى يعادل أربعة اضعاف ما أنتجته مصر. فضلا عن ذلك فإن الأفلام الإيرانية تحصد الجوائز الأولى فى معظم المهرجانات الدولية. وفى المسرح وطبقا لتقرير لوكالة سكاى نيوز، فإن نسبة تغطية الحضور للمسارح الإيرانية التى تعمل كل يوم يكاد يقترب من 100%.
فى الاقتصاد نجحوا فى بناء كيانات كبرى بمساعدة الشركات الأوروبية لينتجوا سيارات مكتوب عليها "صُنع فى إيران" وهو ما شجع شركات أخرى أن تغلق فروعها التقليدية وتستبدلها بفروع جديدة هُناك.
وفضائيا، يُمكن معرفة حجم رءوس الأموال التى تضخها إيران فى الإعلام بمراجعة سريعة لأسماء وتوجهات القنوات الفضائية الجديدة على نايل سات وعرب سات. إننى أعرف عدد من الاأدقاء من مقدمى البرامج والمذيعين فى لبنان وكيف تحولوا فى السنوات الثلاث الأخيرة للعمل فى قنوات يأتى تمويلها من إيران.
إنها دولة تتمدد على حساب العالم العربى، وتغزو فكريا وثقافيا وفنيا تمهيدا لغزو أكبر. والله أعلم.