الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تربية الحمام "الزاجل".. هواية ومتنفس للشباب لتفريغ طاقاته.. هواة: الفراعنة أول من دربوه.. و"الصافي" بـ"20 ألف جنيه الجوز".. والطب البيطري يحذر من انتشار إنفلونزا الطيور

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحفل العالم بالكثير من الهوايات الغريبة والنادرة التي يمارسها ويعشقها البعض ومنها الموجود والمعروف منذ عهد الفراعنة وحتى الوقت الحالي، حيث اهتم المصريون بتربية الأنواع المختلفة من الطيور التي من أهمها الحمام الذي تعددت أنواعه بين الزغلول والجبلي والزاجل، وغيرها من الأنواع البرية التي يتم تربيتها على أسطح المنازل وداخل العشش والصناديق الخشب للتكاثر، وبيعها واعتبارها مشروع صغير، ولأن ما نعرفه عن هواية تربية الحمام قليل، حاولت "البوابة نيوز" كشف أسرار تلك الهواية وما يدفع الشباب نحوها بكل اهتمام وشغف.
أكد "هاني عوض"، هاوي تربية حمام، أنه منذ صغره وهو شغوف بتربية الحمام وبدأ يزاولها قبل أن يتعدى الـ سنوات10 من عمره، حيث كان يربي الحمام ويعجب به وبمرور الوقت تطور الأمر لديه إلى الهواية، مشيرا إلى أن تلك الهواية على الرغم من انتشارها من آلاف السنين داخل مصر إبان عهد الفراعنة حيث استأنس المصريون القدماء الحمام وقاموا بتربيته داخل أبراج من الطين والخزف التي ما زالت مستعملة في وقتنا الحاضر كما أن جدران المعابد احتوت على رسومات توضح كيف أن المصريين قاموا بتربيته واستئناسه، إلا أنها بمرور الوقت لم تعد معروفة داخل الشارع المصري كما كان في السابق.

وأشار "عوض" إلى أن تربية الحمام ليست مجرد هواية من أجل التباهي بأشكالها فقط، وإنما يتم استخدام العديد من الأنواع واشراكه في مسابقات على مستوى الجمهورية والتي تعد متنفسا للشباب برعاية بعض الجمعيات المعنية بتلك الهواية، إلى جانب المسابقات التي يتم تنظيمها للحمام الزاجل وتنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتبر السوق الثاني لبيع وشراء الحمام، لافتا إلى أن الحمام الفائز في السباق ربما يصل سعره بعد الفوز لمبلغ 10 آلاف جنيه.
وذكر هاوي تربية الحمام أن تلك المسابقات هي التي تحدد قدرات الحمام الخاصة على التحليق لمسافات بعيدة تمتد إلى عبور المحافظات ومن ثم العودة مرة أخرى إلى أصحابها، ويتولي صاحب الحمام تأصيلها من خلال التدريب وهو أمر يختلف حسب قدرات وذكاء كل نوع من أنواع الحمام على طاعة الأوامر عبر صفارة خاصة وأداء حركات مختلفة مع القوة والسرعة في إنجاز المهام، مشيرا إلى أن تدريب الحمام يجب أن يكون على مراحل حيث يبدأ الأمر من تدريب الحمام على الطيران والعودة إلى ذات المنطقة مرة أخرى ثم التدرج في المسافة وزيادتها 20 كيلومترا وهكذا.

في حين أكد "عوض" على أن الأسعار تتفاوت على حسب قدرة كل صنف من أصناف الحمام على العودة مرة أخرى إلى صاحبه بعد الطيران لمسافات بعيدة أما إذا كان الحمام ضعيف في القدرة على الطيران والتحليق فيقل سعره، ويتم معرفة ذلك من خلال رؤية الشهادات والميداليات التي حاز عليها صاحب الحمام والتي تثبت قدرته على ذلك أداء ذلك الدور، مبينا أنه على الرغم من تعدد سلالات وأنواع الحمام إلا إنه لا يمكن للهاوي أن يشغل نفسه أو يقوم بتربية أكثر من نوع، لكون كل نوع يحتاج إلى عناية خاصة وتطوير في القدرات والصفات وهو ما يمكن توفيره من خلال التزاوج بين الزوجين، كأن يتم الوصول إلى فرد حمام ذكي وسريع أو ذات لون جميل أو ذات لون عين جميل أو يحمل أي مزايا أخرى، مشيرا إلى أن هواية تربية الحمام من الهوايات التي سمحت مواقع التواصل الاجتماعي بنموها وعقد المسابقات المختلفة حولها والبيع والشراء أيضا.
ومن جانبه أضاف "ياسر الشرقاوي"، أحد الهواة في هذا المجال، أن هواية تربية الحمام الزاجل داخل مصر تنتشر في كل ربوع مصر وبشكل خاص في المناطق العشوائية التي يوجد بها قدر كبير من "العشش" التي تتم فيها تربية الأنواع المختلفة من الحمام حيث أن تلك الهواية تجتذب الفقراء على وجه خاص نظرا لانتشار تلك العشش وانتشار تربية تلك الأنواع التي يتم بيعها في الأسواق المختلفة مثل سوق الجمعة.

ونوه "الشرقاوي" إلى أنه إلى جانب هواية إطلاق الحمام من أجل الطيران يوجد هواية تربية الأنواع وتطوير السلالات المختلفة من أنواع الحمام أيضا، مشيرا إلى أن مصر يوجد بها أجود أنواع الحمام التي تسمح بتكوين سلالات نادرة من الحمام وهو ما جعل الكثير من الأجانب يدخل إلى سوق الحمام المصري إبان فترة ثورة 25 يناير والحصول على أكبر قدر من أنواع السلالات المصرية حيث يقومون بتزويج الأنثي بذكور السلالات الأوروبية من أجل الحصول على سلالة نادرة أخرى وهو ما ساهم في إشعال أسعار الحمام ومواجهة وندرة الأنواع إلى حد ما.
ولفت "الشرقاوي" إلى وجود العديد من الأنواع المختلفة من الحمام متفاوتة الأسعار والتي يبدأ سعرها من 100 جنيها إلى 20 ألف جنيها كحد أقصى لـ"جوز الحمام" وهو نوع يسمي بالحمام "الصافي"، مشيرا إلى أنه أفضل أنواع سلالات الحمام على الإطلاق وذلك لما له من خصائص غير موجودة في أنواع أخرى مثل اللون والريش ولون العين وغيرها من المقومات الأخرى إضافة إلى ندرته، مؤكدا أن ذلك النوع من الحمام لا يمكن أن يطير ويشارك في المسابقات نظرا للخوف من المغامرة به وعدم العودة مرة أخرى لصاحبه مما يؤدي إلى الخسارة التامة بالمبلغ الذي تم إنفاقه عليه، كما يوجد أيضا العديد من الأنواع العادية التي تكون عادة في متناول المواطنين الطبيعيين والتي تبدأ من 20 جنيها إلى 150 جنيها. 

ومن جانبه أكد "يوسف ممدوح"، رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطرى بهيئة الخدمات البيطرية، على رفضه للاعتقاد بأن تربية الحمام تجعل الفرد غير معرض لخطر الإصابة بإنفلونزا الطيور حيث أن ذلك إعتقاد خاطئ تماما، مشيرا إلى أن الحمام مثله مثل البط من الممكن أن يكون عنصر مساهم في نقل المرض للإنسان حتى وإن لم يبد على الحمام إصابته بالمرض، إلا إنه على الرغم من ذلك فإنه لحسن الحظ لم يظهر أيا من أعراض إنفلونزا الطيور على الحمام المصري مشددا على ضرورة أن يقوم الهواة والمربين لتلك الطيور بالتربية السليمة والعمل على تحصينها لتقليل نسبة الأخطار التي يمكن أن تطرأ منها.
من جانبه قال الدكتور "حسن الببلاوي"، أستاذ علم الاجتماع، أنه يجب على الدولة تشجيع قيام مثل تلك المسابقات التي يتم القيام بها في الهوايات المختلفة وذلك لكون وقت الفراغ عنصر هام من العناصر التي يجب استغلالها بإيجابية بعيدا عن مضيعة الوقت في المظاهر السلبية التي يترتب عليها حالة من الانحراف السائد داخل المجتمع والذي قد يؤدي بدوره إلى العنف داخل المجتمع.