الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حرية الرأي والتفجير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما ترسخ في مصر أن الخيانة تندرج لدى البعض تحت تصنيف حرية التعبير والحق في امتلاك وجهة نظر، أصبح من الطبيعي أن نشهد حربًا بين إرهابيين في سيناء وبين جيشنا المصري، فالرخاوة التي يعيشها المناخ السياسي العام مدعومة بتردد النظام ومحاولته مسك العصا من المنتصف هما الحافز الأساسي لتغول التكفييرين ومحاولاتهم المتكررة لاختطاف سيناء وجر البلاد إلى مصير دموي رهيب.
مواجهة الإرهاب لا بد ان تبدأ بتوفر المعلومات الدقيقة والشاملة حول الإرهابيين ومن يدعمهم وبالحزم اللازم تجاه من يتم القبض عليهم نتيجة هذه المعلومات، رأينا إرهابيًا اسمه عادل حبارة قاتل محترف ما زال حيًا يرزق في السجون المصرية، نقدم له الطعام والحراسة والدواء، بينما لسانه ما زال يعطي الإشارات بالقتل لأبنائنا ويعطي الشتائم والسباب لمنصة القضاء.
ليست مشكلة الجيش المصري في فقدانه القوة للمواجهة الحاسمة مع هؤلاء، ولكن المشكلة هي أن يتردد متخذ القرار في إنهاء المشكلة من جذورها، فصاحب القرار قد بشّرنا منذ عام بتخصيص خمس عشرة دائرة قضائية للنظر في قضايا الإرهاب ولم نر هناك سوى التأجيل والطعن والاستئناف، ما زلنا نحن أبناء منطقة القناة نرى على الشاطئ الآخر سيارات دون لوحات تعربد في مدقات سيناء بينما تبحث الشرطة عن أحراز معهم لإحالتهم للنيابة، نرى الأسلحة البيضاء في أيدي الجهلة بالشوارع وتحول أسطح بعض البيوت لمصانع مولوتوف، بينما النظام الحاكم ولا أستثنى منه الرئيس السيسي أو محلب رئيس الوزراء، يتفرجون على لقاء أوباما بعناصر الإرهابية في البيت الأبيض باعتبار أن تلك العناصر من مكونات العمل السياسي.
الشماعة التي نعلق عليها عثراتنا وهي أن خطة عالمية يتم حياكتها ضدنا، هي شماعة لا بد من كسرها، مصيبتنا في الداخل، في ارتعاش الأيادي وترك الجنود دون غطاء اسمه الإرادة الحاسمة، نتركهم يموتون وحدهم لنفترق بين حزين وشامت، فالحزين أستطيع فهم أسباب حزنه، أما ذلك الشامت فهو صاحب ستارة الدخان التي يتخفى خلفها الإرهابيون، ذلك الشامت سواء كان مختلفًا مع السيسي أو مع طبيعة المرحلة هو الجسر الذي يعبر على ظهره الرصاص والبنادق والموت، ذلك الشامت حتى لو ارتدى ما يشبه ردائي هو جزء من الهزيمة.
جريمة سيناء التي أتمنى أن تكون الأخيرة لا يجب أن تمر مرور الكرام اعتمادًا على صبر الشعب ونسيانه وغفرانه، وهل يستوي استشهاد جندي مع قتل إرهابي؟ وهل يستوي سيف كان لك بسيف أثكلك كما قال شاعر الرفض أمل دنقل قبل سنوات طوال.
طعم الانتصار هو الأمان وحرية المواطن في العيش دون مفخخات هي استحقاقات ثورة 30 يونيو إذا لم تتحقق فستفقد شرعيتها وينجح مخطط الإرهاب الذي تم إعداده بإحكام، لم يكن يتخيل عاقل أن صواريخ الهاون والآر بي جي قد تمكنت في مخابئ الجبال بسيناء في زمن العملاء الإخوان، لم يكن يتخيل عاقل أن تمثل حماس ظهيرًا آمنًا للقتلة، وطالما صارت الصورة هكذا.. هل ما زال المترددون في دعم يونيو واقفين عند حدود المتفرج الشامت كخصم لئيم، نعم إنها معركة جادة.. الإرهاب معروف بشكله ومضمونه ويصير من العار أن نرى فصائل وتيارات مدنية تقف في المكان الخطأ تحت مبررات يقولونها في كلمات ممضوغة لا طعم لها ولا معنى.
ستظل دماء الجنود والمدنيين الأبرياء تلاحق كل مَن شارك سواء بالفعل أو بالفرجة أو بالتردد في إحالة القتلة لمحاكم تليق بهم، محاكم لا يتلاعب فيها المحامون بالثغرات القانونية واحتراف إطالة إجراءات التقاضي بسبب لعبة الخطأ في الإجراءات وكأننا بصدد قضية نفقة زوجية أو مخدرات، نعم طالما الشوارع صارت ميادين حرب، وصارت المواجهات مدفوعة الثمن من دماء العسكريين، فلتكن المحاكم العسكرية هي الفيصل بين الشعب وهؤلاء القتلة.
أنتظر لطم البعض وتلاسنهم وهم جالسون على اللاب توب وهرتلتهم عن حرية الرأي وإعطاء مبررات للإرهاب والتفجير، ولهم أقول هذه مواقف فاصلة، إما تكون مع هذا البلد الذي علمك بالمجان، وإما أن تكون غلامًا لدى داعش وأخواتها، والاختيار لك.