السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من أجل الوطن.. لا تنسوا هذا الرقم 1005

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
امتهن إعلام التضليل الذي تبثه المواقع الموالية لشبكات الفتنه التي تروج لإرهاب التيارات الدينية أن التفجير الذي يحيط بالوطن هو صنع المخابرات كي يجدوا مبررا لمطارده الجماعة وإلصاق التهم ببراءة المصلحين حملة المصاحف والملتوف.. ومن انفجرت بوجوههم القنابل التي أرادوا زرعها بشوارعنا فأعلنت عن هويتهم وطبيعة البيئة ..!!
لتأتي مرة أخرى أحداث المطرية الأخيرة حين رصدتها الكاميرات، وهي عيون حيادية تنقل الواقع الذي رأيناه وكيف أراد الإرهاب الذي يختبئ خلف المصاحف إحراق البلاد فتعلن من جديد على الملأ هويته وعقيدته وأزمته..!!
لقد أحاطت جموع الإرهابيين الذي غدروا ببلادهم برجل تجاوز الثلاث وستون سنة.. أرادوا به قتلا.. وسكب لهم دمعا.. لم يرحموا شيبته ولم تغفر له دمعته.. وكانت كل جريمته أنه سائق أتوبيس النقل العام خط العبور - المظلات رقم 1005..
يقدم خدمة شبه مجانية مدعومة من الدولة للمواطنين.. حين طلبوا منه النزول لينفردوا بالأتوبيس كي يحرقونه..
هل هؤلاء المجرمون يريدون حرية حقا لوطن يلعنونه؟.. أيريدون ازدهارا ونهضة ويملكون برنامجا لوطن يحرقونه ...؟
إن لغة الإرهاب الكافر لتقدم لنا الجواب حين تلبس بجماعات الإخوان ومن معها من السلفية المسلحة بأفكار التكفير والهجرة وقد خرج كل هذا البلاء من تحت عباءة الجماعات التي لوثت الدين بفهمهما وضلالها..!!
والآن يعود التكفير كي يجري في عروق الجماعة فيدفعها إلى حرق ثروات الوطن وأموال المواطنين لمجرد أنهم موظفين بالدولة.. لتعلن الكاميرات حقيقتهم ومن ميدان المطرية وبين يدي حسونة أنهم كإسرائيل أعداء أبديون لمصر الدولة ولمصر الشعب..
فلا تنسوا وسط موجة الإرهاب هذا الرقم 1005
رقم الأتوبيس الذي استطاع أن ينقذه السائق بوطنيته حين تشبث بكرسيه وإن كانوا حارقيه فليحرقوه معه!!
هي لحظة عبرت فوق كل السطور التي كُتب في محبه الله والوطن لحظة قاوم فيها بكل حيلة وسط جنون الإرهاب الذي لم يرحم دموعه حين أرادوا حرق الأتوبيس وتكسير ضلوعه!!
هذا الرقم وهذا المشهد لم تخترعه المخابرات ولكن قدمت محنته عيون الكاميرات كي نرى من خلالها غدر الإخوان وأتباعهم بمصر وشعبها..
ونعيد من جديد التأكيد على أهمية وضرورة ما تم إنجازه بفضل وعي الشعب في ثورة 30 يونيه المجيدة، والتي أنقذت البلاد من جنون محقق ومصير معتم كالذي ذهبوا به إلى سوريا وليبيا وباقي الشرق المبتلى بفتنة الرايات السود، لتستمر وبنفس الأيام موجات الإرهاب التي تجتاح سيناء التي كبر فيها إهمال دولة مبارك الذي يجب ألا يفلت من العقاب..أحداث اليوم تعيد لنا أصداء كلمات البلتاجي على وقع التفجيرات التي ذهبت لتصنع قاموسا جديدا للخيانة عندما تُغتال الأوطان البريئة.. فيسقط في سلسلة هجمات متزامنة برفح والعريش والشيخ زويد عشرات الشهداء والجرحى ويشتعل الوطن المصري كله..
بينما إسرائيل المحتلة للأقصى على بعد عدة أمتار ترى من خلف السور غدر الإرهاب الإخواني بوطن طالما خشيت منه ولكنها اليوم تبتسم وهي تخفي سرورها فتحتشم!!
يأتي هذا الغدر السلفي بمصر وعالمنا العربي من قوم بيننا امتهنوا التكفير وتفريق الصفوف خدمة لبني إسرائيل بينما لم تخطئ صورايخ حزب الله مسارها، ولم تغادر أبدا جبهة عدوها ولم تنل من شريف في أمتها، وأدركت مبكرا يقينا سائدا أن تيارا صهيونيا عتيقا يتوسع خطره ومخاطره فنالته في سوريا كما نالته في القنيطرة..
وقصدته في حيفا كما طالته في إدلب وأدبته في الناصرة كما حاصرته في القصير وعرسال الصابرة..
لله در الوعي والإخلاص عندما يكون نبتة صغيرة وسط غابة من الأحراش الضارة..
لقد أدرك قبلنا هوية الخط.. الذي تثبت الأيام، وليس بينها أوضح من يومنا أنه ممتد من تل أبيب إلى بغداد ودمشق وطرابلس وصولا إلى القاهرة..!!
يقاتلنا نيابة عن إسرائيل.. وتقاتلنا به إسرائيل!!
وإلا فالإرهاب الذي ضرب العريش بعد فشله في المطرية التزاما بوعد البلتاجي من رابعة هو نفسه الإرهاب الذي ضرب من قبل مدرسة بحر البقر وقانا وغزة.. وأخيرا القنيطرة وعبث عهرا في شوارع القاهرة..!!
ليت الفكر الطائفي البغيض الذي أزعجنا بفتاوى التكفير يتعلم من حزب الله فيعيد فهم الشهادتين وتدبر المصاحف وتصويب الجبهات..!! فالقدس الأسيرة لم يطلقوا من أجلها حتى طلقه واحده يتيمة.. والحدود منهم قريبة.
بينما استقرت رصاصاتهم في صدر أحمد وعبدا لله ومحمود فيما سكب الدموع بميدان المطرية حسونة كي ينجوا من بطشهم فيستمر بالأتوبيس في شوارع المحروسة ينقل أما مريضه وأخا لوظيفة وشابا لجامعة وطفلا لمدرسة.. وكل ذاهب لقضاء حاجة..
لا تنسوا أيها العقلاء وسط الإرهاب الذي يجتاح الوطن هذه المعالم وذلك الرقم.. ومصر يقينا ستنتصر.