الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الانغماسيون.. إستراتيجية داعش في مواجهة الجيوش.. برزت على يد الزرقاوي في العراق واستخدمها "البغدادي" ضد الجيش السوري.. خبراء: مواجهة الانتحاريين تطلب تطوير إستراتيجية التعامل مع الإرهابيين

إستراتيجية داعش في
إستراتيجية داعش في مواجهة الجيوش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تعرف التنظيمات الجهادية المتطرفة فكرة العمليات التي تستهدف خصومهم عبر سيارات مفخخة يقودها انتحاري أو ما تسميه هذه الجماعات بـ"الانغماسيين" تستطيع الوصول إلى أهدافها دون استطاعة ايقافها إلى بداية العقد الأول من القرن الجاري.

فبعد ظهور تنظيم التوحيد والجهاد على يد أبي مصعب الزرقاوي، في العراق بعد الغزو الأمريكي لها، حيث نالت الطائفة الشيعية النصيب الأوفر من تلك العمليات.

ويعد تولي المصري أبي حمزة المهاجر، للجناح العسكري لما عرف بالدولة الإسلامية في العراق، توسع في تلك العمليات بصفته خبيرا في التفخيخ، حيث أظهرت بعض الفيديوهات التي كشف عنها التنظيم لاحقا، عن أن المهاجر "كان يقوم بنفسه بتجهيز السيارات المفخخة وإعداد دوائر التفجير".

وعند اشتداد الصراع بين الجيش العراقي والأمريكي من جهة وتنظيم "الدولة" من جهة أخرى وتضييق الخناق على الأخيرة، أخذت في التوسع في تلك العمليات نظرا لفشل القوات العراقية والأمريكية في ايقافها ونجاحها في استنزافهما.

وبعد الثورة السورية التي اندلعت في منتصف عام 2011 استخدم تنظيم "الدولة" من أطلق عليهم "الانغماسيين" في ضرب تجمعات وحواجز الجيش السوري ما أدى في النهاية إلى سيطرته على العديد من المدن السورية.

وبالتكتيك ذاته، استخدم تنظيم أنصار بيت المقدس، الموالي لــ "داعش" "الانغماسيين" في العديد من العمليات التي قام بها في مواجهة الجيش والشرطة في مصر وكان أبرز تلك العمليات، تفجير مديريتي أمن الدقهلية وجنوب سيناء، والهجوم على وحدة عسكرية في كرم القواديس، وأخيرا الهجوم على الكتيبة 101 في حي السلام بشمال سيناء، أول من أمس.


من جهته قال اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري والإستراتيجي إن مواجهة الانتحاريين في سيناء تطلب "تغيّر متكامل وتطوير لإستراتيجية مكافحة الإرهاب في سيناء". مؤكدًا أن العمليات الانتحارية الأخيرة كشفت عن تغير نوعي في تكتيك الجماعات الإرهابية وتطور كبير في طريقة الهجوم، موضحًا أن جماعة الإخوان الإرهابية استعانت بعناصر تنظيم أنصار بيت المقدس وعدد من المتسللين من حركة حماس لتنفيذ تلك العمليات، بعد أن فشلت في تحقيق أي نجاح ولم تتمكن من إحداث الفوضى أو النيل من مؤسستي الجيش والشرطة خلال الذكرى الرابعة لثورة يناير.

وأوضح بخيت في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن أساليب الإرهاب التي تمارسها الجماعة الإرهابية بدأت تتقلص لذلك كان من الضروري البحث عن أساليب جديدة وهي تنفيذ عمليات انتحارية، وتوقع بخيت استمرار العمليات الانتحارية على نطاق واسع خلال الأيام المقبلة، مشددًا على ضرورة وضع إستراتيجية عسكرية شاملة وصارمة للتعامل مع تلك التنظيمات، وطالب الدولة بضرب الإرهاب بيد من حديد للقضاء عليه.

وأشار بخيت أن القضاء على الإرهاب لن يحدث بين ضحية وعشاها والدليل أن الدول التي نجحت في ذلك قضت سنوات تحارب الإرهاب واستحدثت اساليب عديدة لتحطيمه، موضحًا أن الحل الامثل للقضاء على الإرهاب في سيناء هو التنمية الشاملة إضافة إلى خطة أمنية محكمة. 


قال اللواء أحمد رجائي الخبير العسكري ومؤسس فرقة 777 إن أماكن التفجيرات كانت مرصودة وتم تنفيذ العملية بطريقة تكتيكية، مشددا على ضرورة وضع خطة حاسمة للتعامل مع الإرهاب في سيناء تشمل آليات على نفس مستوى التطور النوعي للإمكانيات التي يمتلكها الإرهابيون.

وشدد على ضرورة استغلال مشايخ القبائل في سيناء لمساعدة الجيش في ضبط العناصر الإرهابية، ومحاصرة أوكارهم.

وأكد الخبير العسكري أن اتجاه الإخوان نحو العمليات الانتحارية جاء نتيجة فشل التنظيم في السيطرة على القاهرة أو تحقيق أي نجاح ضد الدولة في ذكرى ثورة 25 يناير، وهو ما دفعها إلى الاستعانة بالعناصر المدربة خارجيًا للقيام بعمليات انتحارية ضد الجيش.