الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عمدة سور الأزبكية لـ"البوابة": هناك مؤامرة لتشويه السور.. وأسعار دور النشر سبب الطبعات المقلدة.. وأنيس منصور ومصطفى محمود زبائن السور القدامى

عم حربى
عم حربى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نجيب محفوظ كان يسألنى: «جدك ماسبليش حاجة؟».. وكتب الفلسفة أبرز اهتماماته.. الطبعات الحديثة «شغل كمبيوتر يزغلل العين».. وجودة الكتب القديمة أهدرتها التكنولوجيا
أقدم باعة الكتب بسور الأزبكية، ورث المهنة عن أجداده منذ عشرات السنين، ولولا عشقه للقراءة ما كان ليترك الدراسة، ويكتفى بالمرحلة الثانوية للاطلاع على الكتب التى يبيعها، حيث بدأ بمجموعة كتب نادرة حصل عليها من باعة الكتب القديمة، فالرجل ولد فى منزل مليء بالكتب حيث كان يجد المؤلفات النادرة والقيمة من حوله دائما، لأن جده لوالده كان بائعًا مشهورًا بسور الأزبكية.
صاحب مكتبة «دار الحسن» أقدم مكتبات السور، تعود أن يشترى الكتاب ويصنفه ويبيعه للزبون، كذلك يقوم بعملية «ترميم» الكتب إذا كانت فى حاجة، لأنه يتعامل مع الكتاب القديم الذى لا يكون فى حالة جيدة كأن يكون منزوع الغلاف أو كعبه مفكوك، أو ورقاته مقطعة، فيقوم بإصلاح تلك العيوب وإعادة تجليده حتى يخرج الكتاب فى أحلى صورة.
«البوابة» التقت عم حربى قبيل انطلاق فعاليات الدورة الـ46 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب لتحاوره حول مدى استعدادات أصحاب مكتبات سور الأزبكية، وأبرز المشكلات التى تواجه بائعة السور طوال أيام المعرض، حيث أكد أن اتهام البعض لباعة السور بتزوير الكتب اتهام باطل، لأن الكتب المزورة موجودة فى عدة أماكن أبرزها محطات السكك الحديد، الميادين والشوارع العامة، لافتًا إلى أن هناك مؤامرة لتشويه اسم السور، ولا بد من تحرى الدقة أولاً.
وعن أسباب لجوء باعة الكتب لعملية التزوير أوضح، أن سعر الكتاب مرتفع جدًا، لذا يرفض الزبون شراء الكتاب من المكتبات، والذى يتعدى سعره الـ50 جنيهًا، ويقبل على سور الأزبكية أو باعة الأرصفة، لأنه يجد الكتاب بنفسه بـ15 جنيهًا مثلًا، مضيفًا: عرضت مرارًا على أصحاب دور النشر الكبرى عمل طبعة شعبية للقارئ البسيط بجانب الطبعة الفاخرة، الأمر الذى سيغلق الباب على المزورين، وفى الوقت نفسه تكون الطبعة الشعبية بـ10 جنيهات.
عم حربى أكد أنه فى السابق كان يتردد على مكتبات سور الأزبكية أعلام الثقافة ورموز الأدب أمثال نجيب محفوظ، أنيس منصور، مصطفى محمود، وغيرهم ممن تتحدث عنهم الجماهير الآن، لكن اليوم كل ذلك تغير، ولم يعد هناك من يهتم بقيمة سور الأزبكية.
ويضيف: «لدى موقف مع الأديب نجيب محفوظ، فالراحل كان دائم التردد على سور الأزبكية، وفى كل مرة كان يسألنى عن كتاب بعينه ويقول لي: «جدك ما سبليش حاجة..؟»، لأنه كان دائم السؤال على كتب الفلسفة، ومن الذين كانوا يترددون أيضًا كامل زهيرى، محمود أمين العالم، خالد السرجاني، حلمى النمنم، لميس جابر، كما قمت بتجهيز الكتب فى مسلسل «عباس الأبيض فى اليوم الأسود»، وكذا ساهمت فى إعداد ديكور التصوير، والمخرج نادر جلال أصر أن أكون موجودًا بجانب الدكتور يحيى الفخرانى فى المكتبة.
وعن الفارق بين طبعات الكتب قديمًا وحديثًا أشار إلى أن النسخ القديمة كانت مختلفة تمامًا عن طبعات اليوم، لأن الكتب التى تباع فى السوق «شغل كمبيوتر يزغلل العين»، الأمر الذى يشعرك باختلاف فى الصفوف وحجم الخط وصف الحرف نفسه، كما أن الفرق بين السطور تبدل وتغير نوع الخط والورق وجودته.
«نحن اليوم فى مأساة حقيقية، وللأسف أمة اقرأ لا تقرأ إلا للضرورة فقط».. هكذا تحدث عن مدى إقبال القارئ على شراء الكتب فى الآونة الأخيرة، لافتًا إلى أن شراء الكتب يرتبط بحالة البحث أو تحضير رسالة، بعكس ما كان يحدث فى الماضي، حتى كان القارئ يقرأ فى كل العلوم و يأتى وفى يده اسم الكتاب الذى يبحث عنه وتاريخ الطبعة.
وتابع: أشارك فى المعرض بمجموعة كتب مختلفة تتنوع بين المؤلفات تاريخية والأدبية الفلسفية بالإضافة للأوكازيون الذى يبدأ بـ 5 جنيهات، مراعاة للقارئ الفقير، كما أن هناك إقبالًا على السور من الجمهور خاصة أيام المعرض نظرًا لعدة أسباب أهمها وجود الكتب القيمة والنادرة.
وعن مطالب أصحاب مكتبات السور أضاف: أنا حزين لما يحدث لمكتبات سور الأزبكية، حيث لا يوجد اهتمام من الدولة ومعاناتنا بدأت منذ عام 1983، ومن وقتها حتى الآن انتقل السور حوالى 6 مرات فى أماكن مختلفة، لأنه لا يوضع على خريطة السياحة الثقافية فى مصر، وكذا لم نر وزير الثقافة حتى وقتنا هذا، وآخر وزير ثقافة زار سور الأزبكية كان عبد الحميد رضوان، وكان ذلك فى مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
من النسخة الورقية