الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"سنجر الجاولي".. عندما يتحول المسجد إلى "مقلب زبالة"

مسجد سنجر الجاولى،
مسجد سنجر الجاولى،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى قلب الحى الشعبى.. يمتزج التاريخ بـ«العقيدة»، حتى تأتى عاصفة الإهمال وتطمس مظاهر التاريخ وتعبث بمقدسات الدين، مثلما حدث لمسجد سنجر الجاولى، فى حى السيدة زينب، فهو مثال لغياب الوعى والاهتمام تحت إشراف وزارتى الأوقاف والآثار معا.
«خرابة فى آخر الشارع» هكذا يعرف سكان المنطقة المسجد الأثرى الذى تحول إلى «مقلب زبالة»، الأثر الإسلامى تم بناؤه عام 703 هجرية على يد الأمير علم الدين سنجر الجاولى، أحد أمراء المماليك، الذى بناه أعلى ربوة صخرية عالية فى شارع «مراسينه الخضيري» الممتد بين منطقتى السيدة زينب والقلعة، وتسبب إهمال المسجد الأثرى فى تحويله من بيت للعبادة إلى «مقلب للقمامة»، ما تسبب فى ضياع معالمه وملامحه الأثرية وأهدرت قيمته التاريخية.
لم يتبق من مسجد سنجر الجاولى سوى صور تظهر الشكل القديم للمسجد: قبتان متماثلتان، تجاورهما مئذنة، المدخل العمومى.. وشبابيك المسجد أسفل قبة للمسجد تحليها مجموعتان من الصفف، الشبابيك حليت بزخارف محفورة فى الحجر وتغطيها مقرنصات منوعة، والقبتان مبنيتان بالطوب، وطريقة التحول داخلها من المربع إلى الدائرة بواسطة أربعة صفوف من المقرنصات.. يعلوها إفريز به كتابات كوفية، وهذه ظاهرة من مميزات نهاية القرن السابع الهجرى.
الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، يستنكر ما وصل إليه المسجد قائلًا إنه من المستحيل أن يكون هذا ما وصل إليه حال المسجد، كما أكد أن مهمة ترميم المساجد الأثرية ترجع لوزارة الأوقاف، بحسب قوله، موضحًا «الأوقاف هي الجهة المالكة للمساجد، وقمنا قبل كده بوضع لجنة مشتركة ما بين الأوقاف والآثار لمتابعة ترميم المساجد الأثرية».
وأضاف أمين أن الأوقاف لا تستطيع أن تصرف على المساجد مثلما كانت «الآثار» تصرف عليها، فحسب قوله، كانت وزارة الآثار يمكنها أن ترمم مسجدًا بمبلغ 100 مليون جنيه، أما ميزانية ترميم المساجد سنويا على مستوى الجمهورية بوزارة الأوقاف فهى 70 مليون جنيه.
ويقول المسئول الحكومى إن وجدى عباس، مدير منطقة آثار السيدة زينب والخليفة، أقر بأن المسجد حالته سيئة بالفعل، لكن هناك ما هو أسوأ حالا وعلى سبيل المثال: مأذنة مسجد فاطمة الشقراء الأثرية.. ومسجد لاجين السيفى الغارق فى المياه الجوفية، قائلا على لسان «عباس»: «ليس بأيدينا إلا أن نخاطب وزارة الأوقاف».
من النسخة الورقية