السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس قطاع الطب الوقائي: مخزون مصل "التيتانوس" يكفي شهرين فقط.. و توقعات بزيادة معدلات الإصابة بـ"أنفلونزا الطيور" والفيروس ينتشر بشكل كبير

الدكتور عمرو قنديل،
الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مصر خالية من «الحصبة» فى 2018 وقضينا على «شلل الأطفال» منذ 8 سنوات خطة محكمة لمواجهة «الإيبولا».. و5 دول وراء انتشار المرض

قال الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، إن هناك زيادة كبيرة في معدلات الإصابة بفيروس "أنفلونزا الطيور"، نظرا لزيادة "بؤر الطيور" المصابة بالفيروس، موضحا أن عدد حالات الإصابة بداية من منتصف نوفمبر الماضي وحتى مطلع يناير الجاري بلغ 25 حالة، ومن أول يناير حتى 25 يناير أصيبت 27 حالة.

وأشار قنديل في حوار لـ"البوابة"، إلى أن مخزون مصل التيتانوس"، للأطفال يكفي لتغطية الاحتياجات المطلوبة لشهرين، وذلك ردا على ما نشرته "البوابة" في عددها رقم "46" تحت عنوان "اختفاء أمصال الأطفال خلال 45 يوما.

نشرت "البوابة" فى عددها رقم "46" تحقيقًا يتوقع انتهاء "أمصال الأطفال" خلال 45 يومًا بعد حريق "المصل واللقاح".. ما ردك على ما ورد فى هذا التحقيق؟

- الرصيد المركزى لمصل "التيتانوس" يكفى شهرين، فنقوم بتطعيم الأطفال بـ6 جرعات من سن شهرين حتى 7 سنوات، ولدينا بديل لـ"التيتانوس" وهو "التيتانوس توكسيد"، وبالنسبة لمصل "العقرب" فنحن نحتاجه فى فصل الصيف، وليس فى الشتاء.

تزايدت مؤخرًا معدلات الإصابة بفيروس "أنفلونزا الطيور".. ما السبب وراء ذلك؟

- انتشار فيروس "انفلونزا الطيور" يرجع إلى زيادة بؤر الطيور المصابة بالفيروس، فالفيروس "حيواني"، ينتقل بين الطيور وبعضها البعض، وينتقل من الطيور المصابة إلى الإنسان عن طريق التعامل معها بطريقة غير سليمة، ولذلك تعد وزارة الزراعة هى المعنية الأولى بانتشار الإصابة.

بالفعل هناك زيادة فى عدد حالات الإصابة، حيث بلغ عدد المصابين بداية من منتصف نوفمبر الماضى وحتى مطلع يناير الجارى 25 حالة، ومن أول يناير حتى 25 يناير الجارى بلغ 27 حالة، وهذا رقم كبير مقارنة بالفترة الماضية، حيث بلغ إجمالى المصابين خلال شهرين 52 حالة، واتوقع زيادة فى عدد المصابين حتى شهر مايو المقبل.

ماذا عن دور وزارة الصحة فى مواجهة زيادة حالات الإصابة؟

- وزارة الصحة تتخذ عدة إجراءات للتصدى للفيروس، حيث عملت على تنشيط الرصد السريع للمرض داخل المستشفيات بالقاهرة والمحافظات كافة، من خلال فريق الطب الوقائى الذى يتابع المرضى المصابين حتى 21 يومًا من يوم الاصابة والمخالطين للمريض 14 يومًا، كما يتم التأكد من سلامتهم.

وتعمل الوزارة أيضًا على توعية الأطباء فى وحدات الرعاية الأساسية وفى المستشفيات، وتحليل البيانات ومقارنتها بنتائج الشهور والسنوات الماضية، ومتابعة الموقف الاقليمى والعالمى مع منظمة الصحة العالمية، كما يتم تدريب فريق المعامل على أخذ العينات وتوفير المستلزمات الطبية والأجهزة بالمعامل، علمًا بأن العينات كانت تفحص فى المعمل المركزى بوزارة الصحة؛ وجرى انشاء 6 معامل بمحافظات: اسوان، واسيوط، والمنيا، والبحيرة، والاسكندرية، والغربية، ويتم الآن تجهيز معملين بشرم الشيخ والدلتا، لمواجهة زيادة عدد المصابين.

هل لدى الوزارة مخزون من العقار المقاوم للفيروس؟

- لدينا 695 الف جرعة "تاميفلو" بنوعيها "الشراب والكبسولات"، وهى مخزون استراتيجي، بخلاف الكمية التى جرى توزيعها على المحافظات، أما بخصوص التحور الجينى للفيروس فهناك بعض التغيرات الطفيفة التى حدثت به، ولكن لا يزال الفيروس يستجيب لعقار "التاميفلو"، ونحن لم نكتف بإرسال عينات من الفيروس للمركز القومى للبحوث للوقوف على آخر التطورات التى تحدث فيه فقط، بل نرسل لثلاثة معامل أخري، للتأكد من التحور الجينى للفيروس، وهي معامل: "النيمارو" التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وأتلانتا، ومعمل آخر فى الصين، واثبتت نتائج التحاليل استجابة الفيروس لـ«التاميفلو» بنسبة تصل الى 95%، إذا تم أخذه فى أول 24 ساعة، ولكن كلما زادت فترة الإصابة بالمرض مع عدم تناول العقار قلت الفعالية، ولذلك تعمل وزارة الصحة على رفع درجة الوعى لدى المواطنين وتعريفهم بالمرض وكيفية التعامل معه، كما تم تخصيص الخط الساخن رقم "105" والذى يعمل 24 ساعة، لتلقى الشكاوى والاستفسارات.

ماذا عن دور الوزارة فى التصدى لفيروس "الإيبولا"؟

- لدينا خطة للتصدى لـ"الإيبولا"، ويجرى تحديثها بصفة مستمرة منذ الإعلان عن أول حالة إصابة بالفيروس فى أغسطس الماضى بإفريقيا، وقد بلغ عدد المصابين حتى الآن 12 ألف حالة، بينهم 3600 حالة وفاة فى ليبيريا، وغينيا، و سيراليون، وهذه أكثر الدول التى انتشر بها الفيروس، بينما توجد دول أخرى مثل مالي، والسنغال حدثت بهما حالات إصابة فردية، لذلك تقوم الوزارة بتشديد إجراءات الحجر الصحى فى كافة المطارات، بالتعاون مع وزارة الخارجية، ووزارة الطيران، والجمارك، ويتم توقيع الكشف الطبى على الاشخاص القادمين من هذه البلدان، كما نقوم بتدريب الأطباء على كيفية التعامل مع المرض والمرضى وتوفير المستلزمات الوقائية للتعامل معهم، كما تم تخصيص غرفة عزل بمستشفى حميات العباسية.

إذا انتقلنا لملف آخر.. ما ردك علي الاتهامات الموجهة للوزارة بإهدار المال العام فى صفقة مصل "الأنفلونزا الموسمية" وجلب كميات ليس هناك حاجة إليها؟

- لا يوجد إهدار مال عام فى صفقة الأمصال، فنحن نستورد المصل بكميات تصل إلى نحو 200 الف جرعة، ونقوم بتطعيم الفريق الصحى بمستشفى الحميات والصدر، لأنهما الأكثر عرضة للإصابة بمرض الأنفلونزا الموسمية، والمعروفة "بأنفلونزا الخنازير"، نظراً لتعاملهم المباشر مع المرضي، كما يتم تطعيم الفريق الطبى الذى يعمل بالرعاية المركزية والأطفال المبتسرين ومستشفيات الصدر، وأيضاً الأفراد المسافرين لأداء فريضة الحج والعمرة، وكل ذلك مجانًا على نفقة الدولة.

تعتبر المستشفيات "بؤرةط لانتشار العدوى.. ما دور الوزارة للتصدي للعدوى داخل المستشفيات؟

- توجد لدينا إدارة لمكافحة العدوي، وهناك فريق فى كل هيئة تابعة لها وللمستشفيات الجامعية، ويقوم كل فريق بالمرور على المستشفيات بشكل دورى، وتعود كثافة انتشار العدوى داخل المستشفيات إلى عدة عوامل منها: بيئة ونظافة المستشفى، والسلوك الذى يتبعه المريض داخل المستشفى، ومدى قوة مناعته، وتفعيل إدارة مكافحة العدوى فى المستشفيات منذ عام 2003 وكان متوسط الالتزام فى ذلك الوقت 19%، وكانت وحدات الغسيل الكلوى أكثر أماكن انتشار العدوى بفيروس "سي" حيث وصلت إلى نسبة 27%، أما الآن فقد وصل متوسط التزام المستشفيات ببرنامج مكافحة العدوى إلى 68%، وقلت نسبة العدوى بفيروس «سي» إلى 2% وهى النسبة العالمية، كما انشأت وزارة الصحة دليلا قوميا لمكافحة العدوي، ووضعته على موقع وزارة الصحة، واعتمدت منظمة الصحة العالمية الدليل كمرجعية للأطباء والتمريض فى دول العالم.

ماذا عن النجاحات التي حققها قطاع الطب الوقائي؟

- قطاع الطب الوقائى له عدد من الإنجازات المهمة، حيث سجلت آخر حالة إصابة بـ«الدفتريا» و«سعال ديكة» فى عام 2002، وتم إعلان مصر خالية من شلل الاطفال عام 2006، وجرى الحد من الإصابة بمرض «التيتانوس الوريدي» عام 2007، وتم خفض معدلات الإصابة بـ"البلهارسيا" من 33% إلى 05%، كما تم القضاء نهائيا على حالات «الملاريا» التى ظهرت فى مايو الماضى خلال 4 اسابيع، ولدينا خطة للقضاء على "الحصبة" بحلول عام 2018، فضلاً عن انخفاض معدل وفيات الاطفال تحت السن نظرًا لتوفير كافة التطعيمات، كما تقوم الوزارة الآن بتحليل مياه الشرب فى كافة أنحاء الجمهورية لاتخاذ الإجراءات الوقائية، ونعتزم إنشاء 14 معملًا لتحليل وفحص عينات المياه.

أخيرًا.. هل من تفاصيل حول خطة وزارة الصحة لمكافحة الأمراض المعدية؟

- لا تستطيع أى دولة القضاء على الأمراض المعدية داخل المستشفيات، لكن وزارة الصحة تعمل على تقليل الإصابة بالأمراض المعدية، والتحكم والسيطرة على أى انتشار وبائي، كما نعمل على تقليل عدد الوفيات من خلال عدة إجراءات وقائية، منها نظام "الرصد القوي" التى عملت عليه وزارة الصحة لاكتشاف الحالات المصابة فى فترة متقدمة وليس بعد تأخر الحالة.

من النسخة الورقية