الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عمار على حسن في حوار خاص لـ "البوابة نيوز": "الشروق" تتبنى إصدارات الإرهابية.. الجماعة لم تنتج مفكرا واحدا وأفكارها تعادي الإبداع.. وزير الثقافة يدير المنظومة بطريقة "عجوزة"

عمار على حسن خلال
عمار على حسن خلال حواره مع البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- الكتابات المتنوعة أفضل من منع أطروحات الإخوان.. والكتاب أكثر نفعا من المواجهات الأمنية
- الثورة السياسية سبقت الانطلاقة الثقافية في مصر.. والأدب لم يسقط حتى الآن
- الإلحاد في مصر نفسى والسلفيين والإخوان سبب انتشار الظاهرة
- القمني يتناول الموضوعات بشكل سطحي.. وبريء من تهمة الترويج للإلحاد
- الجوائز في بلادنا تفتقر إلي المعايير وتخضع لمبدأ "المنفعة"

قال الروائي والباحث في العلوم السياسية الدكتور عمار علي حسن إن كتب الإخوان التي تحمل أفكار الجماعة تتبناها دار "الشروق"، وإن الأخيرة ساهمت بشكل كبير ونشرت كتب سيد قطب مؤخرا في طبعات جيدة، لافتا إلي أن الطريقة الأفضل للتصدي للمؤلفات التي تتناول طبيعة الأديان تكمن في ضخ مؤلفات نوعية ومختلفة لمحاربة الفكر بالفكر.
صاحب "سقوط الصمت" أضاف في حواره لـ "البوابة" أن مصر في حاجة لثورة ثقافية بمساندة التعليم والمؤسسات الدينية وذلك لتجديد الخطاب الديني، لأن الثورات المصرية منحت الثقافة فرصة جيدة للانطلاق، مطالبا وضع استراتيجية جديدة لوزارة الثقافة ما يضمن تحويلها من وزارة للمثقفين إلي وزارة للثقافة تساهم في تعميق الوعى وترسيخ القيم وروح النقد.


-كيف تقيم أداء وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور؟
الدكتور جابر عصفور يتبع طريقة معينة تعلمها عبر زمن طويل تولى فيها مسئولية رئاسة المجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي للترجمة إبان عهد فاروق حسنى الذى كانت مهمته احتواء المثقفين ودفع بعضهم إلي السكوت على ما يجرى واجبار البعض الآخر علي إنتاج خطاب يبرر سلوك السلطة ويمجده ويهمش ويحاصر المثقفين المعارضين.
هذه البيئة بحمولاتها لا تزال ضاغطة على الدكتور جابر عصفور خاصة أن المؤسسات التي يديرها أدمنت هذه الثقافة من ثم تدار الوزارة في لحظة جديدة بطريقة عجوزة، ويحتاج الأمر إلي مراجعة جذرية تتطلب وضع استراتيجية تتحول من خلالها الوزارة من وزارة المثقفين إلي وزارة للثقافة بحيث تساهم في تعميق الوعى وترسيخ القيم وامتلاك روح النقد.

-وما رؤيتك للجوائز بشكل عام؟
الجوائز في بلادنا تفتقر إلي المعايير وإن أخذها من يستحقها فإما بالمصادفة أو أن مانحى الجوائز ارادوا تجميل ما فعلوه لمنحها إلي من لا يستحق سابقا، كما أن اللجان المتخصصة في منح الجوائز قد تعطيها لمستحقيه ولكن لجعل الأمر عاديا أمام الناس، والجوائز لا تصنع تاريخ أديب غير موهوب فنحن لا نتذكر الجوائز التي حصل عليها طه حسين وتوفيق الحكيم ويحdي حقي ونجيب محفوظ باستثناء جائزة نوبل، لكننا نتذكر عناوين كتبهم وهذا هو الأهم، خاصة ان الجوائز تخضع في الغالب لأمزجة وحسابات وأذواق وميول واتجاهات اللجان، فما تعتبره لجنة ما عملا جيدا قد تعتبره أخرى غير لائق أصلا، ولا ننكر أن هناك مهيمنون على بعض الجوائز حولوها إلي "سبوبة" ومنفعة لمن يريدون علي حساب البعض الآخر.

-في رأيك ..هل هناك علاقة بين قيام ثورتين في مصر وبين انحطاط الأدب؟
لا أعتقد أن الأدب قد سقط في انحطاط بعد الثورتين إنما منح فرصة جيدة كي يمتلك طاقة جبارة للانطلاق إلي الأمام ليس فقط بإيجاد قضية يمكن التعبير عنها فنيا وأدبيا من غير سقوط في فخ الايدولوجيات والوعظ والمباشرة، لكن بكون الفن بذاته مطلوبا بشدة كجزء من مشروع التقدم الإنساني للمصريين في اللحظة الراهنة، ولا يجب أن ننسى أن المشكلة التي تعترضنا الآن هي أن الثورة السياسية سبقت الثورة الثقافية. 

-وما آليات إطلاق الثورة الثقافية برأيك؟
هناك نموذجان في تاريخ الإنسانية، الاول هو النموذج الأوروبي الذى بدأ بحركة التنوير التي سبقت الثورة الفرنسية وواكبتها، وهناك النموذج الصيني لـ "ماوتسي تونج" الذى اسماه بشكل مباشر ثورة ثقافية، ولكن أنا افضل النموذج الأول الذى يعنى اطلاق قدرات العقل على النقد والإبداع وممارسة التفكير العلمي وهذا لم يتم إلا من خلال التعليم واستراتيجية الثقافة وتصورات المؤسسات المنتجة للخطاب الديني الأزهر والكنيسة على حد سواء.

-أغلب كتاب الرواية في الفترة الحالية غير روائيين في الأصل.. كيف ترى الرواية المكتوبة من هذا المنظور؟
الكتابة الأدبية والفنية موهبة وليست مهنة ومن ثم طوال تاريخها جذبت أصحاب المهن الأخرى، ألم يكن إبراهيم ناجى طبيبا ويحيي حقي دبلوماسيا وتوفيق الحكيم في السلك القضائي وعلى محمود طه مهندسا، هؤلاء كانوا يقبلون على كتابة ألوان من الأدب والآن مع الأهمية المتصاعدة للرواية وحضور زمنها يقبل عليها كثيرون بعضهم عرف عند الناس من البداية بأنهم أدباء وبعضهم ليسوا كذلك لكن الفيصل هو جودة العمل.

-كيف ترى تأثير أفكار سيد القمني علي عقول الشباب؟
الإلحاد في مصر نفسى وليس فلسفيا، وكثير من الشباب الذى ألحد أو يقول عن نفسه هكذا دون وعى، مصدوم في رجال الدين وعلمائه ممن يتحدثون باسمه خاصة من الإخوان والسلفيين، لأن الشباب يربط الإيمان بالشخوص، فإذا سقط إمامه سقط إيمانه وهذه مغالطة دينية وعقلية ومنطقية ولكنها قائمة للأسف، والصورة البائسة التي ظهر عليها التيار الديني بعد ثورة يناير خلقت ظاهرة الإلحاد ولا أعتقد أن لكتب سيد القمني دورا كبيرا في انتشارها، فهي موجودة منذ مطلع التسعينيات ومع هذا لم تخلق فور صدورها موجة إلحاد خاصة ان القمني ينتحل افكاره من اخريين ويتناول الموضوعات بشكل سطحي فيه قدر من التحيز وعدم الصدق العلمي فهو أحيانا ينسب أقوالا إلي مراجع وحين نعود إليها لا نجد هذا الكلام موجودا وأحيانا نجده لكنه اقتطع من سياقة أو تم تأويله تأويلا فاسدا. 

-هل وجود كتب تحمل أفكار الجماعة الإرهابية في معرض الكتاب أمر يقلقك؟
كتب الإخوان التي تحمل أفكار الجماعة متواجدة على الأرصفة منذ زمن، وهم أسسوا دور نشر خاصة بهم، وواحدة من أكبر دور النشر في الوطن العربي وهى دار "الشروق" والأخيرة كانت ولا تزال تنشر لهم بل أنها لعبت دورا كبيرا في نشر كتب سيد قطب ومحمد قطب في طبعات جيدة، ولك أن تتخيل أن الجماعة لم تنتج طيلة تاريخها مفكرا واحدا أو كاتبا متميزا لأن طبيعة أفكارهم وتنظيمهم في حد ذاته يقتل الإبداع فبالتالي إصداراتهم التي تعبر عنهم ضحلة لكن خطورتها تكمن في تركها تنتشر دون التصدي لها فكريا وبشكل منظم، وفي المقابل علينا أن نطرح الكتب التي تحوي جرعات علمية ودينية معتدلة وأدبية ترقق الذوق والوجدان ولا أعتقد أن أحدا يحب الشعر أو الرواية أو القصة أو المسرح يمكن أن يتطرف، فلأي انسان في نفسه حظ للفنون والآداب ويمتلك حائط صد مرتفع وعريق ضد التزمت والتشتت الديني.

-ما رأيك في تفويض الرئيس السيسي لرئيس الوزراء بخصوص منع تداول الكتب التي تتعرض للأديان؟
أنا رأى أن الأفضل يكمن في الرد على أطروحات الاخوان المتهافتة غير المقنعة وذلك بكتابات عميقة تدعمها الدولة والأحزاب وقوى المجتمع المدني كجزء أصيل من مواجهة فكرية حان وقتها ضد الإخوان، لأن الكتاب أبقى وأكثر نفعا من المواجهات الأمنية البحتة.

-كيف ترى تأثير المواقع الإلكترونية وثقافة الجيل الجديد؟
أغلب الشباب يستقون معلوماتهم من مواقع التواصل الاجتماعي عبر المنتديات الموجودة على شبكة الانترنت وهذه المواقع تمنحهم ثقافة سطحية سريعة وعابرة كما أنها ثقافة مشبعة بالأكاذيب والمعلومات غير الصحيحة، فالإخوان على سبيل المثال يستغلون هذه المواقع في اطلاق الشائعات وتسميم العقول اعتمادا على أن أغلب الشباب لم يتعلم في مدارس التفكير النقدي التي تقوم على السؤال والشك وبالتالي يصدق كل ما يقرأه أو يسمعه.