الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"تركيا وقطر" كلمة السر في سقوط ليبيا.. خبراء: دعم أنقرة للجماعات الإرهابية تسبب في فشل الدولة.. والدوحة وفرت الغطاء لتوغل الميلشيات.. ومطالب بتفعيل مبادرة دول الجوار لحل الأزمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتطور الأزمة الليبية من سيئ إلى أسوأ منذ اندلاع ثورة فبراير التي تغيرت حركتها بطريقة دراماتيكية إلى حرب أهلية ادت إلى فشل الدولة الليبية نتيجة هيمنة المليشيات الإرهابية على مفاصلها وإفشال مؤسساتها بناء على وصية تركيا وقطر، بحسب تصريحات رئيس تحالف القوى الوطنية الدكتور محمود جبريل التي أكد خلالها أن قطر أمرت المليشيات الإرهابية عدم إلقاء السلاح إبان المرحلة الانتقالية كما أنها كانت وراء سن قانون يعطي حصانة لهذه المليشيات بعدم محاكمة عناصرها على جرائم القتل باعتبار أنهم ثوار.

ورأى محللون أن الدولة الليبية أصبحت في القاع بفضل السياسات التركية والقطرية التي أفشلت الدولة من أجل التمكين لجماعة الإخوان التي لا تحتكم إلى آليات الديمقراطية إلا إذا كانت في صالحها وعندما اختار الشعب الليبي ممثلية في البرلمان في يونيو الماضي ووجدت الجماعات الإرهابية بما فيها الإخوان أن الشعب لا يرضى بها احتكمت هذه الجماعات إلى القوة وقسمت الدولة وتمسكت بحكومة موازية وبرلمان مواز وذراع عسكري تمثل في المليشيات شبه العسكرية والمصنفة إرهابية.

وفي هذا السياق يقول هشام الطيب الخبير الإستراتيجي الليبي، إنه لا توجد أي علاقة بين تركيا وليبيا لكي تنخرط أنقرة بكل ما أوتيت من قوة في الأزمة الليبية بهذه الكيفية التي أدخلت ليبيا في شبه الحرب الأهلية، فأنقرة هي من دفع مليشيات مصراته والدروع إلى الحرب ضد بني وليد وهذا الأمر له توابع اثنية وعزز الصراع القبلي في ليبيا.


وأضاف الطيب في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن الحرب الدولية على ليبيا لم تكن بريئة منذ البداية وأن قطر وتركيا وفرا الغطاء العربي والإسلامي لهذه الحرب التي كان من تداعيتها الفراغ الأمني وتوغل الجماعات الإرهابية في ليبيا والحيلولة دون بناء جيش وطني، مشيرًا إلى أن الأزمة الليبية لن تعرف أي تسوية سياسية ما لم يتم تعزيز المؤسسات الشرعية في ليبيا ومؤازرتها اقليميا ودوليا كما الضغط على قطر وتركيا لكي يتوقفا عن دعمهما للمليشيات غير الشرعية في ليبيا، فتركيا ليست دولة عربية ولا دولة جوار وكذلك قطر ليست دولة جوار وتصديها لمنع بناء الجيش الوطني الليبي وتحريضها للمليشيات الإرهابية التمسك بالسلاح هو محل تساؤل؟.

و يرى أحمد بن قطنش الإعلامي والناشط السياسي الليبي، أنه لن تكون هناك تسوية للأزمة الليبية ما لم يتم حل المليشيات شبه العسكرية والمصنفة إرهابية والتي تقاتل الدولة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يتطلب دعم الأجهزة الأمنية والجيش الوطني الليبي وتوحيد صف القوى الوطنية في مواجهة الإرهاب.

وأوضح قطنش أن القوى الخارجية الدولية متمثلة في الغرب كما القوى الاقليمية متمثلة في قطر وتركيا تغذي الصراع في ليبيا بشكل متوازي بهدف تقسيم الدولة الليبية وتغذية الإرهاب وتوفير بيئة حاضنة له على الاراضي الليبية لتحقيق مكاسب إستراتيجية يتطلع اليها الغرب في المنطقة العربية.

وأشار إلى أن الغرب حتى الآن يقدم الدعم للجماعات الإرهابية ويعترف بها كشريك شرعي في البلاد على الرغم من هذه الجماعات لا تمثل الشارع الليبي وترفع السلاح في وجه الدولة كما انها تضم اعدد كبيرة من العناصر الجهادية العابرة للحدود والتي تنتمي للدول عربية واجنبية.

وأضاف قطنش أن تركيا وقطر تقدمان خدمة للغرب لتحقيق أهدافه بتقسيم الدولة الليبية إلى عدة اقاليم بدليل أن جماعة فجر ليبيا رحبت بفكرة التقسيم على أساس جهوي لذلك لم يصنفها الغرب جماعة إرهابية، لافتًا إلى ضرورة تفعيل مبادرة دول الجوار لحل الأزمة الليبية واستبعاد الاطراف الاخرى التي تحكمها اجندات سياسية هدفها خراب المنطقة، واستغرب موقف جامعة الدول العربية التي لا تتحرك حسب تعبيره الا بأوامر من الدوحة.