الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فضفضة بنات.. هدى زكي تكتب: وصفولي الحب

هدى زكي
هدى زكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على وقع أنغام رائعة الست أم كلثوم "وصفولي الصبر" وجدت نفسي أردد "لقيته خيال و كلام في الحب يا دوب ينقال" ، ثم توقفت عن الدندنة لحظة لأتساءل عن معنى الحب !! وبعد رشفة من فنجان شاي ساخن وتنهيدة اخترقت بحرقتها جدران الصدر تمتمت قائلة وهل مازال في عالمنا حب؟.
كان الحب يحيا ويتنفس في زمن المعجزات قبل أن تغتال يد التكنولوجيا دفء المشاعر قبل أن تطغى المادية على كل شيء.. فأصبحنا لا نبالي سوى بأنفسنا وواقعنا المادي البحت واللهث وراء كل شيء فإني لا طائل منه وضربنا بقيم الإنسانية عرض الحائط وما عاد يهمنا سوى أنفسنا وكل ما نستطيع أن نسبق غيرنا في الحصول عليه.
افتقدنا الحب ذلك العالم المجهول الذي اهلكناه بحثا وعيشنا قصصه وسمعنا حكاياته وعانينا وتألمنا وتسببنا في ألم غيرنا ليخرج الجميع من تلك الحروب الضروس بعذاب يماثل في لذته الشهد وفي حرقته نارا لا تبقى ولا تذر.
تذكرت كل ذلك عندما سمعت بمحض الصدفة زوجة تحكي لصديقتها عن زوجها السابق الذي أحبته حبا شديدا وتفانت في عشقه وأنجبت منه لكنها صدمت بعد الزواج بعدد من صفاته التي لم تستطع تحملها ومنها البخل الشديد الذي أرهقها فما كان منها إلا ان تطلب الطلاق لكنها لم تطالبه بأي من حقوقها لا نفقة شهرية ولا المتعة ولا حقها في الشقة كحاضنة على العكس تماما تركت له كامل محتويات الشقة وتمنت له السعادة وعندما عابوا عليها تضييعها لحقوقها قالت أنها أحببته حبا صادقا وتمنت بعد ما فارقته أن يرزقه الله بزوجة تسعده وتتحمل منه ما لم تستطع هي تحمله.
بعد سماعي لحكاية تلك السيدة لم أتعجب كثيرا فتلك القصة وغيرها من القصص التي نسمعها ونعيش تفاصيلها يوميا ...
فمازال بيننا قلوب صادقة في محبتها قادرة على التضحية من أجل إسعاد من تحب حتى وإن ندر وجودها تأملت تلك الكلمات وتألمت فلماذا كل محب صادق الوعد مبتلى ؟ وهل بالفعل الحب يعمينا عن أسوء صفات أحبتنا فنراهم بعين القلب لا عين العقل ؟ هل نسيئ الاختيار ونعطى دائما من لا يستحق ؟ أم أننا أصبحنا لا نعرف من كثرة ضغوط الحياة وسعينا لأن نؤمن مستقبلنا قيمة ما نملك من قلوب صادقة إلى ان نضيعها فنقف أمام مرآة أنفسنا ونرى بوضوح عيوبنا تلك التي أفقدتنا أحبتنا .وتكون النهاية دائما نندم ونتوب وعلى المكتوب ميفدش ندم.