الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

سفير مصري ببيروت: مصر حريصة على عدم العودة لما قبل 25 يناير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد السفير المصري في لبنان الدكتور محمد بدر الدين زايد أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار الإقليمي في المنطقة من دون مصر.. مشيرا إلى حرص مصر على تحييد لبنان عن صراعات المنطقة .
وقال السفير المصري في حديث مع جريدة السفير اللبنانية نشر اليوم الثلاثاء إن وزير الخارجية سامح شكري سيزور لبنان في النّصف الثاني من فبراير المقبل، في زيارة رسميّة هي الأولى لرئيس الدبلوماسية المصرية بعد انتخاب الرئيس عبد الفتّاح السياسي رئيساً لمصر، وعقب اجتماع المعارضة السورية في القاهرة الذي نسّقته مصر مع روسيا والدّول الخليجيّة.
وأضاف أنه بعد مرور 4 أعوام على ثورة 25 يناير، ثمّة تصميم مصري واضح وصريح بأن لا عودة الى زمن ما قبل الثورة.
وتابع قائلا " تدرك مصر أنّ مصالحها الدّاخلية واقتصادها يقتضيان دوراً فاعلاً لها، وتدحض القاهرة بسلوكها المنفتح تجاه الإقليم، التوقّعات بانكفائها ـ ولو مؤقتاً ـ لكي تعالج مشاكلها الدّاخلية.
وقال السفير زايد: «هذه النظرية غير مقبولة في مصر التي تدرك جيّداً أنّ الاستقرار الإقليمي غير ممكن من دونها، وبالتالي لا يمكنها الانكفاء في المستقبل القريب أو البعيد».
واستطرد : «حضور مصر الإقليمي قبل 2011 كان أقلّ ممّا يتمنّاه العرب والمسلمون"، مؤكدا أن القاهرة تستعيد دورها تدريجيّاً في الملفّات العربيّة كافّة، وعبر تنشيط العلاقات الثنائية البينية، وهي ليست حكراً على العلاقات الفلسطينية أو الملفّين العراقي أو السّوري، إنّما تشمل تنشيط العلاقات المصريّة في العالم العربي بأكمله».
وأشار إلى أن حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي يوطّد السلطة المركزيّة مجدداً ويمحو الآثار السلبية التي تركها «الإخوان» على الحياة السياسية.
وقال زايد: إنّ التطوّر الديموقراطي عمليّة طويلة الأمد ولا تحدث فجأة، أدّى ظهور «الإخوان» الى نشوء مفاهيم سلبيّة تمّ تصحيحها بمواجهة أولى في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد النّاصر، وتتمّ اليوم مخاطبة مباشرة لهذه السّلبيّة فيتمّ «تعقيم» النظام المصري منها، ومن المفاهيم السلبية التي أدخلها «الإخوان »: مثل رفض الديموقراطية وطريقة تفسيرها والمراجعة العميقة التي تحدث بحاجة إلى وقت في ضوء إعادة قراءة التّاريخ المصري.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية.. لفت زايد إلى أن مصر تنطلق من رؤيتها للمسألة السورية من ثابتة أكيدة وهي أنّها لا تريد رؤية سوريا مقسّمة، وتعتبر أنّ استمرار الوضع الرّاهن يشكّل خطراً على الأمن القومي.
وردا على سؤال للصحيفة حول ما إذا كانت هناك اتصالات بين مصر وسويا متبقية من زمن الوحدة بين الجيشين عام 1958 .. قال: «ثمّة مشاعر قوية تربط الشعبين المصري والسوري وهي مسألة لا نخفيها، وهنالك رابط خاص منذ الدولة الأيوبية، والعلاقة الاستراتيجية بين الشعبين هي التي حمت العرب والمسلمين».
وأشار إلى أن غياب الاتصال بالنظام السوري لا ينفي تبادل المعلومات عبر الأجهزة الأمنية ووزارة الدّاخلية، خصوصاً في ما يتعلّق بمكافحة الإرهاب ، وقال «يحصل تبادل معلومات في موضوع الإرهاب بين الدول المعنية، ومنها مع لبنان، وذلك من خلال الأجهزة الأمنيّة، ولا يحمّل الأمر أكثر من ذلك. أمّا أن يكون هنالك تبادل معلومات مع سوريا فلا أظنّ أن الأمر قائم، إذ لا توجد قنوات رسمية بين مصر وسوريا في المرحلة الرّاهنة»
وحول تأثير الدعم السعودي والإماراتي على سياسة مصر، قال إن مصر تنتهج سياسة قادرة على الاستقلالية من أيّة ضغوط خارجية، مضيفا "«لا مساومة على حرية القرار المصري، ومن غير الدقيق أو المقبول القول إنّ قرار مصر الحرّ يتأثّر بصداقاتها أو بتمويل من هنا أو هنالك، وأيّ دعم لمصر من الدول الخليجية ينبثق من إدراك هذه الدول لخصوصية العلاقة مع مصر».
وتابع قائلا « إن مصر كانت المستعمرة البريطانية الوحيدة التي تحدّت بريطانيا، والعقل المصري له خصوصية دقيقة في التعامل مع الخارج: ثمّة خفايا ديبلوماسية مصرية لم يكشف التاريخ عنها بعد، بدءاً من فرملة الهرولة في مؤتمر مدريد للسلام (1991)، وصولاً الى الدّفاع عن العراق في محنه المختلفة، الى العلاقة مع حركة حماس».
وخلص إلى القول: «تتمتّع المؤسسات الرسمية المصرية بفكرة راسخة تتعلّق بالمصالح العربية، ولم تستطع أية قوّة خارجيّة منعها من إنجاز ما تعتبره صحيحاً». وقال " إن مصر تمرّ اليوم بمخاض صعب لكنّها تثابر من أجل توطيد نظام قوي يدرك تماماً أنّ مصالحه العربية متداخلة مع مصالحه الداخلية، لكنّ الحكم المصري بقيادة الرئيس عبد الفتّاح السيسي مصمّم على المضيّ في البناء الدّيموقراطي المتدرّج، لأنه لا عودة إلى ما قبل ثورة 25 يناير".