الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

قصة خديجة كامل ياسين الزوجة الأولى في حياة أحمد عز

رجل الأعمال أحمد
رجل الأعمال أحمد عز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جمعت بينهما قصة حب جارف، ولم تتأثر بزواجه بعدها ثلاث مرات استغل علاقته بحماة نقيب الأشراف فى الحصول على ٤٤ ألف فدان من أراضى النقابة بـ«رُخص التراب» ثم باعها بملايين الجنيهات لم يكن لـ«خديجة» أى ظهور قبل «٢٥ يناير» ولا أحد يعرف ملامحها.. وتقيم الآن فى «فيلا المنصورية».
كيف تابع أحمد عز الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير؟.. كيف رأى الأحداث المتتابعة والتى كان لها عنوان واحد وهو «العنف والفوضى»؟.. هل غضب بسبب مَن سقطوا مضرجين فى دمائهم؟.. هل بحث عن مبررات مَن غضبوا.. ومبررات مَن ضربوا؟.. ثم هل حاسب نفسه ولو للحظة واحدة باعتباره واحدا من أسباب ما وصلنا إليه الآن.. فالفساد السياسى الذى مارسه خلال السنوات الأخيرة لعصر مبارك هو المسئول الأول عن حالة التردى الهائلة التى نعانيها جميعا الآن.
أغلب الظن أن أحمد عز -ورغم متابعته لما جرى ومعرفته بدقة لتفاصيل ما حدث- لم يهتم، فهو لا يزال يعتبر كل ما جرى مجرد مؤامرة، لعبت فيها جماعة الإخوان المسلمين الدور الأكبر للانقضاض على السلطة، وأن الشباب الذين خرجوا ممولون ومغرر بهم، ولا شىء أكثر من ذلك.. ولذلك لا يمكن أن يتعاطف عز، ولا أى ممن زالت دولتهم وسقط نفوذهم، مع أى قطرة دماء يمكن أن تسقط، سواء كانت هذه الدماء حقا أم باطلا، بل الأقرب إلى الواقع أنهم شامتون جدا، وسعداء جدا لما يجرى على الأرض، وكأنى بأحمد عز ومن على شاكلته يعتبرون ما حدث للشعب المصرى بعد 25 يناير انتقاما إلهيا، لأنهم تجرأوا وخرجوا ليطالبوا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
هل لهذه اللحظة النفسية التى حاولت أن أرصدها علاقة بالملف الكبير الذى نتصفح أوراقه، بحثا عن مناطق القوة والضعف لدى أحمد عز، القزم السياسى الذى يصر على العودة والصعود إلى المسرح من جديد، والمشاركة فى صيغة سياسية نتجت بالأساس بعد الإطاحة به، وعلى كل ما يمثله من قيم وأفكار وفلسفة سياسية؟
العلاقة قائمة، ما فى ذلك شك.
فمن بين ما آلم أحمد عز كثيرا فى أزمته الكبرى، وخلال سنوات سجنه، أنه لم يجد أحدا يدافع عنه، اللهم إلا زوجاته، أو بالأدق زوجته الثانية السيدة عبلة سلامة، وهى بالمناسبة أم ابنه الوحيد الذى يحمل اسمه، فهى سيدة كما أطلق عليها من يحيطون بها بمليون راجل، فقد تحدت الجميع، رفضت الاتهامات الموجهة إليه، قامت بمداخلات حادة مع عدد من البرامج التليفزيونية، لتقول عنه كلمة تعتقد أنها حق، دع عنك أن أحمد طلق عبلة بعد ذلك، فهذه قصة أخرى حتما سنصل إليها، لكنى من خلالها أثبت أنها كانت الأقرب إليها، كانت ضهره الذى يستند إليه وعليه، ولم تقصر هى فى ذلك على الإطلاق.
هل ندخل من الآن إلى عالم النساء فى حياة أحمد عز؟
ولمَ لا، خصوصا أننا لن نفعل ذلك من باب الشخصى والخاص، بل سنفعله من باب العام، باب علاقة السياسى بالمرأة ودورها فى حياته، ونظرته هو إليها، وهى النظرة التى تحدد أين يقف هو على وجه التحديد؟
لم يعرف أحد عن أحمد عز أن له مغامرات أو نزوات نسائية، هو رجل واضح، يتزوج ويعلن ذلك دون خوف أو خشية، يفعل ما يتعامل معه المجتمع على أنه شرع الله الذى لا يمكن لأحد أن يقف أمامه، أو يعترض طريقه فيه، وحتى عندما تطرقت بعض التقارير الصحفية إلى بعض العلاقات العابرة لأحمد عز، تم تكذيب ذلك بحدة، رغم أن هذه التقارير لم تشر إلى اسمه مطلقا، بل اكتفت بالإشارة والتلميح دون التصريح، فلا أحد كان يقدر على التصريح بما يتردد عن علاقات رجال مبارك النسائية، وهى علاقات كانت كثيرة ومتشعبة وملتهبة، فقد كان رجال مبارك يأخذون من علاقاتهم بالنساء وجها من وجوه السيطرة والتباهى بالنفوذ، فلدى بعض السياسيين تأتى المرأة كرمز لمعركة، يحرصون على الفوز بها وفيها، لتأكيد جدارتهم ورجولتهم.
■ ■ ■
كانت الزوجة الأولى فى حياة أحمد عز هى السيدة خديجة أحمد كامل ياسين، ابنة نقيب الأشراف السابق، ورغم أن القصة ليست مكتملة لدى كثيرين عن ظروف الزواج، لكن هناك إشارات تؤكد أن قصة حب جارفة جمعت بين عز وزوجته الأولى ووالدة ابنته الكبرى التى حصلت على شهادة فى الاقتصاد من إنجلترا.
تشير المعلومات المتوفرة لدينا إلى أن السيدة خديجة كانت السند الحقيقى لأحمد عز فى مسيرته نحو تكوين المليارات التى يملكها، ومن ذلك أن عز ومن خلال علاقته بحماه قام بشراء 44 ألف فدان من أراضى الأشراف التى تديرها النقابة بمبالغ زهيدة جدا، ثم قام ببيعها بملايين الجنيهات، وطبقا لبلاغ تقدم به المحامى المعروف نبيه الوحش ضد أحمد عز فى الشهور الأولى التى أعقبت ثورة 25 يناير، فإن فارق السعر الذى حصل عليه عز من بيع الأرض كان رأس المال الذى بدأ به تأسيس شركة «الجوهرة للسيراميك»، وهى الشركة الأولى التى كانت بدايته إلى تكوين الثروة الهائلة.
خلال السنوات التى سبقت ثورة 25 يناير لم تظهر خديجة، لم يكن لها أى حضور من أى نوع، وهناك من يشير إلى أنها لم تتأثر كثيرا بزيجات عز التى أعقبتها، دون أن يقدم من قالوا هذا دليلا واحدا على ذلك، غافلين أو متغافلين أنها فى النهاية امرأة، وحتما تأثرت بهجر زوجها لفراشها، والنوم فى فراش امرأة أخرى.
لكن خديجة ظهرت وبكثافة بعد ثورة يناير.. صحيح أنها لم تتمكن من الذهاب إلى جهاز الكسب غير المشروع للتحقيق معها، لمعرفة ما إذا كانت ممتلكاتها قد حصلت عليها نتيجة استغلال نفوذ زوجها أم لا، إلا أنها حضرت واحدة من جلسات محاكمة عز، وتحديدا الجلسة التى تم فيها نظر التحفظ على أمواله وأموال زوجاته، وفى هذه الجلسة أيضا لم يستطع أحد أن يلتقط لها صورة، ولذلك فنادرا ما تجد لها صورة فى أرشيف الصحف، فلا أحد على وجه التحديد يعرف ملامحها.
كان من المفروض أن تحضر السيدة خديجة أيضا أمام هيئة الفحص والتحقيق بجهاز الكسب غير المشروع، وتم التنبيه عليها أكثر من مرة، إلا أنها لم تلتزم بالحضور، وكانت المفاجأة أنه بمراجعة مصلحة الجوازات والهجرة، تبين أن خديجة غادرت البلاد خلال الأيام الأولى من ثورة يناير، وكانت معها ملك وعفاف وكانت تحمل معها نحو 7 حقائب، إلا أنها عادت بعد ذلك، لكنها مع ذلك لم تخضع للتحقيق.
وهنا لا بد أن نتوقف أمام محطتين مهمتين جدا تخصان السيدة خديجة، فلديها الكثير الذى يخص أحمد عز.
■ ■ ■
المحظة الأولى خاصة بأموال خديجة أحمد كامل ياسين، وأذكر أننى عندما كنت أفتش فى مصير ثروة أحمد عز التى كتبها باسمه أو باسم زوجاته أو اسم أولاده، جمعنى لقاء بالشريف طارق الرفاعى، والذى حصلت منه على معلومات مهمة جدا، أو أعتقد أنها كانت كذلك، لكن لم يلتفت إليها أحد، لكن تأكيدها الآن فى سياق الحديث عن مساندة زوجات أحمد عز له أمر مهم للغاية.
ففى عام 2008 توفى نقيب الأشراف السابق أحمد كامل ياسين، كانت لديه ثلاث بنات، ملك وهبة والأولى هى خديجة زوجة رجل الأعمال وأمين التنظيم بالحزب الوطنى السابق أحمد عز.
ولأن الرجل لم ينجب ولدا، فقد ظهر وريث فى التركة هو طارق يس الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية الحالى، لأن كامل يس هو ابن عم والده، وبحكم الشرع فإن طارق حصل على ثلث التركة، وكان ما حصل عليه كما قال لى هو مبلغ 11 ألفا و600 جنيه، وثمن ثلث سيارة مرسيدس موديل 1982 بنية اللون وصل سعرها إلى ما يوازى نحو 8500 جنيه، بالإضافة إلى 4 بدل وشنطة سوداء «هاند باج».
قالت خديجة لطارق وقتها، إن والدها مات فقيرا، وإن هذا هو كل نصيبه من التركة، فأخذ ما قسمه الله له واكتفى بذلك، لكن ظهر ما دعاه إلى أن يقف وجها لوجه أمام خديجة ياسين فى المحاكم.
فبعد الثورة وعندما دخل أحمد عز السجن، وبدأ جهاز الكسب غير المشروع يحقق مع زوجات أحمد عز، كان قد أثبت الجهاز ثروة خديجة، وهذا من واقع الأوراق الرسمية، وكانت كالتالى:
أولا: عدد 456.809 ألف سهم فى شركة «العز للسيراميك والبورسلين الجوهرة»، وكذلك عدد 30 ألف سهم بشركة حديد عز.
ثانيا: فيلا سكنية كائنة بكفر حكيم المنصورية محافظة الجيزة مقامة على قطعة أرض مساحتها 2 فدان.
ثالثا: فيلا 31 بالمرحلة الأولى بقرية الجونة مدينة الغردقة محافظة البحر الأحمر، تبلغ مساحة المبانى عليها 497 مترا مربعا على قطعة أرض مساحتها 800 متر مربع.
رابعا: فيلا رقم 2a بالعجمى محافظة الإسكندرية تبلغ مساحة المبانى 240 مترا مربعا على قطعة أرض مساحتها 820 مترا مربعا.
خامسا: حصة فى شركة «العز لتجارة وتوزيع مواد البناء» (مائتان وأربعة وثمانون ألف جنيه).
سادسا: حصة فى شركة الاتحادية للاستثمارات الصناعية.
سابعا: حصة فى شركة القاهرة التعليمية.
المفاجأة أن خديجة ياسين -التى حرصت ولا تزال على إخفاء نفسها وفى أثناء نظر الحجز على أموال زوجها وأموالها- قالت كما يقول طارق أدلت بأقوال فى التحقيقات التى أجراها جهاز الكسب غير المشروع بأن تلك الثروة الكبيرة ليست ثروة زوجها، بل هى إرث لها من والدها المتوفى. (ويومها عرفت أن خديجة خضعت لتحقيقات الكسب غير المشروع، وأن المعلومات التى تم تداولها حول عدم خضوعها للتحقيق لم تكن صحيحة بالمرة، وكانت هذه سمة الفترة التى أعقبت ثورة يناير، فلم يكن هناك خبر مؤكد على الإطلاق، واستخدم الإعلام لقطع رقاب الجميع).
رفع طارق دعوى قضائية أمام المحاكم ضد خديجة وأعلنها هى وأختيها على يد محضر، لكنهن تخلفن عن حضور الجلسة، ليحدد القاضى جلسة 11 يوليو 2012، ومنح طارق حق الاطلاع على تحقيقات الكسب غير المشروع التى أكدت فيها خديجة أن الثروة التى بحوزتها هى ميراثها من أبيها وليست أموال أحمد عز.
قبل الجلسة كان طارق قد تلقى مكالمات هاتفية عديدة يهدده أصحابها بأن لا يستكمل القضية وأن ينسحب من أمام بنات نقيب الأشراف السابق، وإلا فالقتل فى انتظاره، وقد تقدم ببلاغ إلى النائب العام ضمنه الأرقام التى وردت منها التهديدات.. بما يعنى أنه ماض إلى نهاية الطريق فى قضيته.
خديجة الزوجة الأولى لأحمد عز ومنذ الثورة -وهو ما قاله له الشريف طارق الرفاعى- تقيم الآن فى فيلا المنصورية، ولا تخرج منها إلا قليلا، وكل ما فعلته أنها محت اسم ياسين من على الفيلا، طارق يقول إنها فعلت ذلك حتى لا يكون له حق فى الفيلا، لأنها ملك عمه، وهناك من يؤكد أنها غيّرت معالم المكان حتى لا يعرف أحد أين تقيم زوجة عز الأولى.
وقتها ألمحت إلى أنه قد تكون قضية خديجة كامل ياسين وطارق الرفاعى قضية شخصية، لكننا يجب أن نتوقف أمام ثلاث نقاط فى غاية الأهمية هنا.
الأولى: أنه إذا كانت الثروة التى تملكها خديجة هى بالفعل ملك والدها، فمعنى ذلك أنها قامت بالتزوير الذى حرم طارق الرفاعى من حقه الشرعى، وعليه فمن حقه أن يحصل على ميراثه كاملا، ليس منها فقط ولكن من شقيقتيها.. وإذا صح ذلك فمن حقنا أن نسأل فى نفس الوقت: من أين حصل نقيب الأشراف السابق على كل هذه الثروة؟ وهل كانت هناك حدود فارقة بين أمواله وأموال النقابة؟
الثانية: إذا ثبت أن هذه لم تكن أموال أحمد كامل ياسين، فليس احتمال آخر إلا أنها أموال أحمد عز، وقد حمتها خديجة ياسين من التحفظ بادعاء أنها أموال أبيها، وهو ما يعنى أيضا أن جهات التحقيقات لا بد أن تعيد النظر فى أمر هذه لأموال.
الثالثة: هناك احتمال آخر، وهو أن تكون هذه ثروة نقيب الأشراف السابق بالفعل، ولأنه لم ينجب سوى بنات، فقد يكون كتب كل ما لديه لبناته بيع وشراء قبل وفاته حتى لا يذهب منها شىء لأحد من عائلته، كما يفعل كثيرون، وفى هذه الحالة يظل السؤال هو: من أين جاء أحمد كامل ياسين بكل هذه الأموال؟
لم يتحرك أحد، وما زالت قضية طارق الرفاعى مع خديجة أحمد ياسين معلقة حتى الآن، فلا هو استطاع أن يحصل على شىء مما يعتقد أنه حقه فى ثروة نقيب الأشراف السابق، ولا عرفنا مصادر ثروة زوجة عز الأولى، وهل هى من أموال أبيها أم من أموال زوجها؟
■ ■ ■
المحطة الثانية هى علاقة أحمد عز بالأشراف.
فبعد حصول أحمد عز على شهادة نسب تفيد بأنه ينتمى إلى نسل الرسول صلى الله عليه وسلم، تردد أنه حصل على هذه الشهادة لا لشىء إلا لأنه كان زوج ابنة نقيب الأشراف، وأنه جرى تجهيز الشهادة دون خضوع عز لتحقيق نسب، وقد استفاد من هذه الشهادة بالوجود وسط الأشراف فى الانتخابات، فقد كان معروفا أن أصوات الأشراف مضمونة لمرشحى الحزب الوطنى فى أى وقت، وذلك مجاملة لأحمد عز.
لكن الأمر كان يحتاج إلى مزيد من التحقيق والتدقيق.
كنت أجرى حوارا قبل الثورة مع السيد الشريف، نقيب الأشراف وقتها -ولا يزال- كانت هناك أمور متشابكة للغاية تخص النقابة، ومن بينها قصة أحمد عز، ودار الحوار بينى وبينه عند هذه النقطة على الوجه التالى.
أصل بك يا سيادة النقيب الآن عند نقطة حرجة ومحرجة، وهى ما يتردد عن سيطرة أحمد عز رجل الحزب الوطنى القوى على نقابة الأشراف.. استنكر السيد الشريف هذا الكلام تماما، فقلت له: اسمح لى يا سيادة النقيب، فكثيرون من أبناء الأشراف يقولون إن نقابة الأشراف تتحرك الآن بين ثنائية نقيب راحل صنع أحمد عز، ونقيب حالى صنعه أحمد عز.
استوقفنى السيد النقيب معترضا على هذا الكلام، الذى اعترض عليه واعتبره أنه ليس لائقا وأن من يرددونه ليسوا على حق مطلقا، وبدأ يوضح ما يجرى بخصوص أحمد عز فى النقابة قال: أولا السيد أحمد عز ابن من أبناء الأشراف، سواء كان يتولى منصبا سياسيا أو غير منصب سياسى، ونسبه مسجل منذ مدة طويلة جدا، وقبل أن يتولى حتى منصب أمين التنظيم فى الحزب الوطنى، وهو كذلك عضو المجلس الأعلى للنقابة قبل أن أتولى أنا منصب نقيب الأشراف، وهو مجلس مكون من العديد من الشخصيات العامة والمسئولين الذين ينتمون إلى أبناء الأشراف.
قلت له: لكن عز يحتل مكانة خاصة فى النقابة، وليس ضروريا أن تكون هناك وقائع مادية، لكن كثيرا مما يجرى ويشعر به أبناء الأشراف يشير إلى أن هناك نفوذا لهذا الرجل فى النقابة؟
يقول السيد الشريف: داخل نقابة الأشراف نحن جميعا أسرة واحدة، لا فرق بين غنى وفقير، ولا فارق بين من ينتمى إلى حزب أو لا ينتمى إلى حزب، فشرف انتمائنا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يغنينا عن كل شىء، وأن تكون شريفا فهذا مقدم على أن تكون مسئولا أو شخصية حزبية أو غير حزبية، ثم إنه من حق الشريف أن يمارس حقوقه فى المجتمع مثله مثل أى شخص آخر، لا نستطيع أن نمنع أحدا من أن يمارس العمل السياسى أو أن يكون مسئولا.
سألته بشكل مباشر عن أحد أعضاء النقابة الذى يقول إن أحمد عز كان وراء اضطهاده واعتقاله وتعذيبه، وأنه فعل ذلك من أجل خلافه مع النقيب السابق أحمد كامل ياسين صهر أحمد عز؟
كانت هذه القصة مشهورة، وسمع بها نقيب الأشراف، لكنه أكد أنها لم تحدث مطلقا، وكان رده عمليا أننا لو جئنا بهذا الابن وهو ابن عزيز جدا من أبناء الأشراف وأجلسناه فى حجرة مع عشرين شخصا آخرين وأدخلنا عليهم أحمد عز وقلنا له أخرج هذا الابن من بينهم فلن يستطيع أن يفعل ذلك، لأن أحمد عز لا يعرفه من الأساس.
هناك كثير من التفاصيل، لكن يبدو أن هذا الملف مزعج بما فيه الكفاية، فاحترمت رغبة السيد النقيب فى ألا نتحدث فيه أكثر من ذلك، لأنه أبدى رغبة ملحة فى ألا نتطرق إلى تفاصيله، فالتزمت الصمت، وأنا أعرف أن نقابة الأشراف كانت واحدة من المؤسسات الكثيرة التى بسط عز نفوذه عليها.
من النسخة الورقية