الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

شيماء الصباغ.. جيفارا البنات

شيماء الصباغ
شيماء الصباغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أطلق عليها العمال فى محافظتى الإسكندرية والمحلة الكبرى، وصف «السند»، نظرا لدورها الفعال والنشط فى خدمتهم ومساندة ودعم قضاياهم، حيث شاركت فى تأسيس أكثر من 20 نقابة مستقلة للعمال، وتعتبر مؤسسة نقابة البائعين الجائلين.. إنها شيماء الصباغ.
الراحلة تركت طفلا يدعى «بلال» لم يتخط الست سنوات، شاء القدر أن يحرم من أمه قبل أن يتلمس ملامحها، عرف عنها شغفها بالتراث المصرى والصعيدى على وجه الخصوص، حيث شاركت فى تأسيس أكثر من 30 معرضا للتراث المصرى القديم، تضم أزياء صعيدية، وتقاليد الأفراح والسبوع فى بلاد الصعيد، وعلامات من تاريخ التراث الشعبى.
«أم بلال» عرف عنها إجادتها اللغة العربية بشكل كبير، كما أن لها العديد من القصائد الشعرية والعامية، التى تناولت فيها عددا كبيرا من القضايا والأزمات المثارة، حيث كتبت العديد من الأشعار العامية والفصحى أيضا، والتى كانت ترددها فى الميدان أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث اعتبرت إحدى أيقونات الميدان.
رصاصات القاتل حرمت «شيماء» من استكمال حلمها وهدفها فى الحياة السياسية، وهو تأسيس مظلة واحدة لليسار المصرى، ينطلق من ورائها، لمواجهة جميع القوى السياسية، وجعلها ذات قوة مؤثرة فى الشارع المصرى، ساعية لأن يكون التحالف الشعبى الاشتراكى الذى شاركت فى تأسيسه تلك المظلة التى يخرج من عباءتها اليسار المصرى.
للراحلة موقف لا ينساه رفقاء الميدان، فى ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث جلست يوم الحادى عشر من فبراير، يوم أن تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، عن الحكم، تبكى على أحد أرصفة شارع طلعت حرب، تتوسل الثوار ورفقاء الميدان عدم المغادرة والتمسك بالميدان حتى لا تضيع الثورة، ولم تكن تدرى أن روحها ستصعد لبارئها قبل أن ترى أهداف الثورة التى نادت بها تتحقق، لترحل شيماء عن عالمنا دون أن ترى «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، وترقد حارسة التراث وسند العمال فى سلام عند المولى سبحانه وتعالى.
من النسخة الورقية