الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالأسماء.. "طيور الحرية" المذبوحة من أبناء صاحبة الجلالة.. صحفيون: النقابة تخلت عن دورها.. وتقدم المتدربين قرابين للموت.. والزي الواقي للأعضاء فقط

طيور الحرية المذبوحة
"طيور الحرية" المذبوحة من أبناء صاحبة الجلالة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ربما لا يزال هناك متسع لأسماء جديدة من الصحفيين والمراسلين والمصورين في قائمة الانتظار ممن قد ينضمون لضحايا "شهداء" الإعلام منذ ثورة يناير وما تبعها ويتبعها من أحداث دامية، في الوقت الذي أبيضت وخلت فيه كشوف "الجناة" من الأسماء، وكأن الثورة لم ترتوي بعد من دماء أبناء "صاحبة الجلالة".

حصدت الثورة خلال 4 أعوام "خداعات" زمرة من فرسان الصحافة والإعلام، في الوقت الذي تتهم فيه أطراف حقوقية وإعلامية، نقابة الصحفيين بأنها لا تحرك ساكنا للانتهاكات التي يتعرض لها أبناؤها، وأن أقصى ما تدفع به هو بيانات شجب وندب.


لعل من أوائل من سقطوا كان أحمد محمد محمود بخيت، المصور بجريدة "التعاون"، يوم الجمعة الموافق 5 من فبراير عام 2011 متأثرا بجراحة بعد قنصه في رأسه أثناء قيامه بالتقاط صورة وهو في شرفة منزله القريب من ميدان لاظوغلي، لأحداث العنف التي شهدها الميدان في 29 يناير، ليصبح "بخيت" البالغ من العمر 39 عاما والأب لطفلة في العاشرة من عمرها، هو أول كبش فداء للصحافة المصرية، وأول "شهيد" منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس المخلوع حسنى مبارك.


وفى 5 ديسمبر 2012، وقف الحسيني أبو ضيف ابن الـ33 عاما، والمصور في جريدة "الفجر" ليلقى نفس المصير من الغدر حين كان يستعرض لصديقه أهم المقاطع التي التقطتها كاميرته التي اشتراها كل ما كان يدخره من أموال، لتنفجر الكاميرا في وجه من اشتراها بكل ما يملك ويسقط الحسيني وتختفي الكاميرا وتغلق الملفات ويؤمر بلجان تقص حقائق يعلمها الجميع رغم نكرانها دون تقديم أحد للعقاب.


أما في 27 يونيو 2013 وفي محافظة بورسعيد التي شهدت أبشع المجازر الإنسانية فكان يتابع الشهيد "صلاح الدين حسن" الصحفي بجريدة "الشعب" الأحداث الدامية التي كانت تتسابق فيها القنابل مع المولوتوف والطلقات العشوائية والمقصودة، وسط ضجيج وصراخ واستغاثات تطالب بسرعة احضار سيارة إسعاف لتنقل أحد الضحايا، يظهر جثمان صلاح الدين غارقا في الدماء بعد أن فارق الحياة في "التو واللحظة" بعد أن اصطدم بجسم غريب انفجر في وجهه ففصل رأسه عن جسده


وللصدفة وربما حظه العثر، انضم "أحمد سمير عاصم " البالغ من العمر 26 عاما، والـمصور الصحفي لقائمة شهداء صاحبة الجلالة، خلال تغطيته أحداث الحرس الجمهوري


كما فقدت الجرائد القومية أحد شبابها في 14 أغسطس من عام 2013،وهو "أحمد عبد الجواد" الصحفي بجريدة "الأخبار" والذي كان مكلفا بتغطية أحداث الفض خلال تغطيته لأحداث فض ميدان رابعة العدوية.


"حبيبة أحمد عبد العزيز"، الصحفية بجريدة "اكسبريس" أول شهيدة حطت رحلها في كشوف الشهيدات بعدما تعرضت لطلق ناري أودي بحياتها أثناء نقلها لأحداث فض رابعة في 14 أغسطس عام 2013.


وهو نفس المصير الذي لقيه المصور "مصعب الشامي"، وصار وقتها حديث كل شبكات التواصل الاجتماعي، أثناء فض رابعة، والذي أبي أن يتراجع للخلف وأصر على نقل الصورة في الوقت الذي كان يسعف من حوله من الجرحى والمصابين، والذي اختارت مجلة "تايم" البريطانية صورة التقطها وصنفتها ضمن أفضل صور في العالم لعام 2013 وبهذا تم تأجيل عرس الشامي في الدنيا ليتم زفافه في عالم آخر لا يعرف أبجدية القتل والدماء


"مايك دين" المصور الصحفي لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، هو أول صحفي غربي يموت في مهمة بمصر، رغم رفع لافته بحجم السماء تقول "ادخلوها بسلام آمنين". 


كما وقع الصحفي "تامر عبد الرؤوف" مدير مكتب جريدة الأهرام بالبحيرة قتيلا "بالخطأ"، في 20 أغسطس 2013، بعد إطلاق النار عليه من كمين للجيش بعد أن اشتبهوا في سيارته التي أرادت تخطي الكمين كما ذكرت التحقيقات


ميادة أشرف صحفية "الدستور" ابنة العشرين، اسم لم يمهله البارود أن يحقق أحلامه التي ناضل من أجلها، الصحفية التي اهتز لها عرش الصحافة، الشابة التي أعلنت التحدي استكمالا لرحلة رفيق المهنة "أبو ضيف"، وتسقط قتيلة في 28 مارس عام 2014 بعد اصابتها بطلق ناري جعلها تغادر الدنيا في صمت دون احتجاج أو شجب لتلحق بمن سبقوها.


ورثى الكاتب الصحفي رجائي الميرغني، المنسق العام للائتلاف الوطني لحرية الإعلام ووكيل نقابة الصحفيين الأسبق وضع الصحفيين قائلا: إن الصحافة تمر بأسوأ حالتها وأن وضع الصحفيين في مصر أصبح مأساوي.


بينما حمل الصحفي على القماش رئيس لجنة الأداء النقابي، مسئولية ما يحدث للصحفيين من انتهاكات على الأطراف الثلاثة (الدولة -النقابة -الصحفي) مؤكدا أن "منظومة ثقافية غلط من الدولة تتبع منظومة خاطئة في التعامل مع الصحفيين وغير الصحفيين تعلو فيها سياسة القمع والحدة، والدليل مقتل "شيماء الصباغ" كيف تقتل الفتاة وهي تحمل الورود وأية رعونة تلك التي دفعت قاتلها للانتقام منها بهذا الأسلوب الفج وما وجه الاساءة؟".

وأضاف "القماش" أن مسئولية قتل الفتاة أو قتل أي صحفي مسئولية الشرطة لسببين الأول أن تكون الداخلية هي من أطلقت النار عيها سواء عمدا أو خطأ وفي الحالتين يجب الحساب والعقاب، أما لو كان القاتل شخص آخر فلما لم تحضره ولما لم يتم القبض عليه في لحظتها خاصة وأن العدد كان محدود للغاية


وتابع رئيس لجنة الأداء "أما مسئولية النقابة فتكمن في أنها لا توفر وسائل الحماية للصحفيين ولم تعقد بداخلها غرفة عمليات لمتابعة الصحفيين، فضلا عن خطأها الفادح في اختيار الزي الواقي للصحفيين مشابها لزي الجيش مما يجعل أمر استهدافهم سهلا من الفريق المناهض للجيش، بالإضافة لإجحافها في توزيع هذا الزي على الأعضاء النقابيين وبهذا يقدم الصحفي المتدرب أو غير الأعضاء كـ "قربان" للموت.

فيما ذكر "القماش" أن مسئولية الصحفي فتنحصر في أنه غير مدرب على حماية نفسه من المخاطر واختيار أماكن للتصوير لا تؤذيه، واصفا الصحفي المصري بأنه مغامر وهذا يعرضه للهلاك خاصة في ظل أحداث العنف الراهنة


يذكر أن تقرير المنظمات الدولية قد أدرج مصر ضمن أخطر المناطق تهديدا لحياة وأمن الصحفيين في العالم، حيث جاء اسم مصر في المركز الثالث بعد ذكر كل من سوريا والعراق وذلك في عدد القتلى من الصحفيين.

كما جاء في تقرير مؤشر "مراسلون بلا حدود " أن مصر تبوأت المركز 159 ضمن 180 دولة انتهكت حقوق الصحفيين ولم تراعي حرية الصحافة.

فيما جاء في تقرير المرصد العربي لحرية الإعلام والتعبير، الذي رصد أوضاع حرية الإعلام في مصر منذ 3 يوليو 2013 وحتى 3 يوليو 2014، إن هناك 600 انتهاك ميداني تعرض له الصحفيون والمراسلون والمصورون، كما رصد وقوع 10 حالات قتل و60 حالة إصابة، وإغلاق 27 قناة مصرية وعربية و3 صحف ومحطتي إذاعة خاصتين و3 مواقع إخبارية، وتضمن التقرير.

كما كشف التقرير ذاته عن استمرار حبس 66 صحفيا وإعلاميا من بين 91 تم احتجازهم لمدد طويلة، قبل أن يتم إطلاق 25 منهم تباعا، موضحا أن المحبوسين حاليا بعضهم يقضي عقوبات بالحبس صدرت من محاكم مدنية أو عسكرية وبعضهم بأوامر من النيابة دون أن يتم توجيه اتهامات جنائية لهم تستدعي إحالتهم للمحاكم.


أسماء بعض الشهداء من 28 يناير2011 وحتى 28 مارس 2014

 أحمد محمود (الأهرام) استشهد في 28 يناير 2011

الحسيني أبو ضيف (الفجر) استشهد في ديسمبر 2013

صلاح الدين حسن (شعب مصر) استشهد في 27 يونيو 2013

أحمد عاصم (الحرية والعدالة) استشهد في 8 يوليو 2013

أحمد عبدالجواد (الأخبار) استشهد في14 أغسطس 2013

حبيبة عبدالعزيز (مراسلة إكسبريس- الإمارات) 14 أغسطس 2013

مصعب الشامي (شبكة رصد الإخبارية ) 14 أغسطس 2013

مايك دين (سكاى نيوز) استشهد في 2013

تامر عبدالرؤوف (الأهرام) استشهد في20 أغسطس 2013

ميادة أشرف (الدستور) استشهدت في 28 مارس 2014