الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إعلام ما بعد ثورة يناير.. استقطاب سياسي ومهنية غائبة.. خبراء: تحول من نقل الحقائق إلى تبني وجهات سياسية.. لعب دورّا رئيسيّا في إثارة الكثير من الأزمات

ثورة يناير
ثورة يناير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال أربعة سنوات مضت على ثورة يناير، كان الإعلام فى مرمى الاتهام بالانحياز والابتعاد عن قواعد المهنية وتبنى أجندات سياسية بعينها والتنقل من جبهة إلى أخرى مغايرة حسب الأحوال والظروف السياسية ووفقّا للكفة الراجحة، وهو ما انتقده خبراء الإعلام، معتبرين أنه ينافي قواعد نقل الحقيقة.
وقال الدكتور عادل اليمانى خبير الإعلام: إن لغة الإعلام الحالية تبتعد كل البعد عن المهنية والموضوعية، وتدعو إلى الاستقطاب وربما تكون هى المسئولة عن مشكلات مصر القادمة، مشيرّا إلى أن لغة الإعلام حاليّا تبتعد تمامّا عن مبدأ الرأى والرأى الآخر.
وأضاف اليمانى أن الإعلام من المفترض أن ينقل الصورة، فهو ليس بمرآة محدبة تكبر وتهول الأمور، وليس بمرآة مقعرة تصغر، ولا مهشمة تعرض الصورة على غير حقيقتها، مشيرّا إلى أن مشكلة الإعلام فى مصر بعد الثورة أنه وكِّل إلى غير أهله.
وقال: "أصبح المذيع أو مقدم البرامج يضع نفسه كزعيم سياسى وهذا مخالف للحقيقة والواقع والمهنية، واصفّا البعض بالوطنية والآخر بالعمالة".
وشدد على ضرورة ألا يكون الإعلام بوقّا للسلطة والنظام والأحزاب أيا كانت الأسباب.
وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة انخفاضّا فى أسعار الإعلاميين، وإغلاق بعض القنوات الفضائية؛ نظرّا لعزوف المشاهدين عن المتابعة، ولأن الإعلام أصبح يتحدث بلغة واحدة، وعاد لعهده القديم وأصبحت قناة واحدة تكفي.
الأمر ذاته أكده، محمد فتحى يونس الكاتب والباحث الإعلامي، مشيرّا إلى أن الأداء الإعلامى المصرى مخيب للآمال، على مستويات عديدة، فعلى مستوى القائم بالاتصال هناك استسهال للوظيفة، بات من الصعب أن نعرف الآن من هو المذيع ومن هو المصدر، وهناك انتهاك لكافة معايير المهنة، وخلط بين الرأي والخبر، والسياسة.
وأضاف أن قيمة المؤسسات الإعلامية الراقية مثل "بى بى سي"، تقاس بمدى اقترابها من العلامة الكلمة للموضوعية، وتوخى أصول المهنة.

واعتبر أن كل هذه السلبيات تدفع المشاهد إلى قنوات أخرى مثل سكاى نيوز أو سى إن إن أو فرانس 24 لمعرفة ما يجري، بدلا من أن يستمع لشتائم المذيعين واتهاماتها.
وقال "الإعلام خبر فى المقام الأول"، مشيرّا إلى أن هناك حنينا لتجربة عبدالناصر التعبوية، فى الإعلام، رغم أنها سقطت من ذاكرة الزمن وكانت سببّا فى هزيمة يونيو.
وقال فتحى أبوسليمان الكاتب الصحفي: إن أداء الإعلام فى مصر منذ 25 يناير، كان سببّا رئيسيّا فى معظم الأحداث ومحركّا أساسيّا لها، وبالرغم من صراع المصالح بين الكيانات المالكة للإعلام والمحركة له إلا أنه يحسب له وقوفه بجانب أجهزة الدولة الرسمية والحكومة عقب الهجمة الشرسة المنظمة من مخابرات دولية والتى كادت أن تنال من البلاد فى الفترة التى أعقبت 25 يناير.
وأضاف أبوسليمان، أنه بالرغم من تحول المواقف إلى النقيض ووصف البعض بثورة 25 يناير بالمؤامرة عقب امتداحها فى وقت سابق إلا أنه ساند مؤسسات البلاد للنهوض مرة أخرى والعودة بقوة.
وفيما يخص الأداء الإعلامى، اعتبر أن أداء معظم متصدري الشاشات ومقدمي "التوك شو"، لا يرضى رغبات ومطالب المواطنين من إعلام نظيف لا يتحيز لرأى وينقل الأحداث بموضوعية وجدية، فمعظمهم لا يفقه أبجديات العمل الإعلامي وتحولت بعض البرامج إلى برامج "رغي" آخر بدلّا من النقل المعلوماتي وإفادة المتلقيين.
وقالت داليا زيادة المدير التنفيذي للمركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة: إن حال الإعلام خلال السنوات الأربع الماضية مثله مثل حال مصر بالضبط، فالتغير فى الإعلام وفقّا لتغير الشارع المصرى وتغير دوره فى مجريات الأحداث، فالإعلام بعد 25 يناير كان فى بعض الأوقات مضطرّا إلى أن يعمل كجندي فى دعم مصر واسم مصر بغض النظر عن دوره الأساسى كمحايد وهذا استمر لفترة كبيرة حتى بدأت تتغير لهجته.
وأضافت زيادة أن هناك إعلامّا منحازّا للسلطة وآخر أيضا يعمل ضد السلطة، والدليل أن هناك صحفا وقنوات حتى الآن معارضة ولا تطبل للانظمة كما يدعى البعض، مشيرة إلى أن الإعلام، بعد الثورة، أخذ عدة اتجاهات دون تقديم الرأى والرأى الآخر بمعنى أن الإعلام كان يسير فى اتجاه واحد، إلا أن الأمور الآن عادت إلى الاستقرار وبدأ الإعلام يكون مهنيًا فى تقديم التنوع.