الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الدكتور مينا بديع يروي مشاهد خاصة من داخل الكنائس القبرصية.. زيارة إلى أديرة "الصلوات السرية" للأقباط

الدكتور مينا بديع،
الدكتور مينا بديع، عالم الرياضيات الشهير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هى واحدة من مزارات قبرص الأهم، تحتفظ بطبيعة خاصة، سرها لا يعرفه كثيرون، يمكن أن تقول إنها ملك للقائمين عليها، إنها «كنائس السراديب".
الدكتور مينا بديع، عالم الرياضيات الشهير، كان فى زيارة لها، يقول: «فى العمارة يكون السرداب، أو مستودع الكنائس والمعابد مخبأ خفيًا، وهو غرفة تحت الأرض، واستخدمت فى فترات اضطهاد الدولة البيزنطية للمسيحيين ككنيسة، يجتمع فيها المسيحيون للصلاة والتناول».
عدد من «كنائس السراديب» بـ«كاتدرائية القديس بطرس القديمة» تحديدًا، وفى أثينا، قبرص، والجزائر يقول عنها «بديع»، إن دير «مار جرجس» للرهبان القبارصة اليونانيين يقع على بعد نحو 25 كيلو مترًا من مدينة «لارناكا»، وعلى بعد 5 كيلو مترات من مدينة «كيليا»، التى وجد بها كنيسة تحمل اسم القديس أنطونيوس.
أشهر كنيسة سرداب فى مدينة «لارنكا» تحمل اسم سرداب كنيسة «فانرومنى»، وتقع بالقرب من كنيسة «القديس اليعازر».
ويضيف «بديع»: «اعتدت منذ فترة- خلال العطلات الدراسية- أن أزور مدينة (لارناكا) القبرصية، لأزور أقدم كنيسة فى قبرص، وهى القديس اليعازر، لأن بها ملامح من أديرتنا القديمة».
فى كل زيارة لا بد أن يدخل «بديع» دير «مار جرجس»، ويلتمس بركة القديس «مينا العجايبي» فى ديره، وهناك أديرة أخرى سبق أن زرتها منها دير (كيكوس) و(مخاريس)، بالإضافة إلى عدة كنائس، لكن الكنيسة التى أحرص على زيارتها كان يُطلق عليها فى عصور الاضطهاد كنائس (السراديب) وهى تحت الأرض، حيث كان المسيحيون يتوجهون للصلاة بها هروبًا من الرومان الأتراك».
وعن أشهر معالم الدير يقول: «به كنيسة واحدة فقط تحمل اسم مارجرجس والصلاة بها يوميًا تبدأ بصلاة التسبحة من الخامسة والنصف صباحًا، والقداس ينتهى فى العاشرة». يوم الأحد الكنيسة تكون مكتظة بالمصلين من جميع الأعمار، ليس بها مصباح كهربائى واحد، الإضاءة كلها حتى النجفة الوحيدة الموجودة بالكنيسة تُضاء بالشموع، وتعطى انطباعًا بالخشوع والتقوى».
ويحكى أنه عندما وجد الرهبان التزامى فى حضور الصلاة مبكرًا بدأت صداقتى معهم، الدير به كنيسة حديثة تحت الأرض تم بناؤها للصلاة فى بعض المناسبات، وبه مأدبة طعام، حيث يتوجه إلى المائدة كل الشعب بعد انتهاء الصلاة لتناول طعام بسيط، والجميل أنه لا تمييز.. أخوة، وأخوات الرهبان، والأقارب، والمعارف، والغنى والفقير كله يجلس فى المكان نفسه». 
رئيس الدير «راهب بدرجة قُمص»، هكذا يعرف عالم الرياضيات الشهير الحاكم فى الكنيسة، ويتعجب: «لا أعرف لماذا تخلت الكنيسة عن النظام الرهبانى القديم؟ أهو حب فى الرئاسة؟ لا أعلم، لكن المأساة الحقيقية أنه تم أخيرًا إقامة أسقف عام على أحد الأديرة التابعة لإيبارشية البحيرة، ثم كيف يرأس أسقف دير للراهبات؟ لا يوجد تفسير». 
الحياة الرهبانية فى قبرص جادة جدًا عكس ما يحدث فى مصر، لا يحمل راهب تليفونًا محمولًا، فقط رئيس الدير هو الذى يحمل وسائل اتصالات، لا توجد أجهزة كمبيوتر، ولا إنترنت.
جهاز كمبيوتر واحد فقط للأعمال المكتبية، أو تخزين الألحان المختلفة للترانيم، والزى الرهبانى بسيط جدًا، حتى أن الأسقف الذى كان موجودًا فى الصلاة، وهو من رهبان الدير يرتدى زيًا «أسود فاقع» - بدون أى زخارف - مثلما كان يفعل البابا كيرلس السادس طوال فترة بطريركيته. 
لا يحمل الأسقف فى زيارته للدير عصا الرعاية، لأن الدير له رئيس، هو مدبر الدير وراعيه الوحيد، ويشرح وجهة نظره: «كل شيء فى الدير له معنى، ونحن تخلينا عن كل المعانى بسبب الجهل».
ويروى «بديع» ما حدث قائلًا: «بعد صلاة القداس اصطحبنى رئيس الدير والأب فيلون للسلام على الأسقف، فذكر لى أنه مُعجب براهب قبطى كان حضر عنده فى الإيبارشية ربما للزيارة يحمل اسم الأب مكسيموس المقارى، من تلاميذ الأب متى المسكين جوهرة الرهبنة القبطية (كما ذكر لى) ثم استفسر عن صحته، فقلت له قد تنيح فى عيد الصعود الموافق الخميس 8 يونيو 2006، فتملكته الدهشة ووشم نفسه بعلامة الصليب وصلى صلاة قصيرة باليونانية».
من النسخة الورقية