السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"جمعة أمين".. حارس التنظيم الذي هوى

 جمعة أمين نائب المرشد
"جمعة أمين" نائب المرشد العام لجماعة الإخوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كأن الله كتب على جبينه أن يشهد انكسار جماعته مرتين، ربما لأنه لم يع الدرس، وأبى أن يجلس على مقعده في مكتب الارشاد بعد أن بلغ من العمر عتيًا، رافضا تركه إلى أجيال جديدة، معتقدا أنه الحارس الأمين.
وصف بأنه صانع عقول شباب الجماعة وطلائعها، وأطفالها وشيبانها، لا أحد منهم يصدق ما يقرأ على سبيل اليقين، إلا منشورات هذا الرجل، التي توزع على أسر الجماعة وشعبها، وكتائبها ومناطقها، ومجالس إدارتها وشوراها، فليقل العالم ما يقوله لا يصدق أفراد الجماعة ولا يثقون إلا في قيادتهم، هذه هي مهمة هذا القائد.. إنه "جمعة أمين" نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الذي وافته المنية اليوم السبت في لندن.
لم يكن "جمعة أمين" يعرف الجماعة، وعندما شاهد حسن البنا في صغره لم يقتنع به، ولم يدخل في قلبه، وظل هكذا لا ينتمى لشىء، حتى قتل البنا، فروى أنه تأثر بمقتله حين استمع إلى كلمة لأستاذ بمدرسته، وكان ينعى فيها الإمام الشهيد.. لكنه هذه المرة أيضًا لم ينتمِ للجماعة.
عندما جاءت اعتقالات عام 1954، كان شابًا، بعيدًا عن الجماعة، وذهب ليعمل في جهاز الدولة، فبعد أن حصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، عمل مديرًا لمبانى الدولة، حتى جاء عام 65، الذي انضم فيه إلى تنظيم "سيد قطب"، فقبض عليه، وألقى في السجن الحربى، وواجه عذابات شتى، ومشى في ردهات السجن عريانًا، ووقف في طابور يهز رأسه فيتناثر «القمل» على الأرض بعد أن انتشر في شعره المنسدل، وكان طعامه «الجنبلوط»، الذي لا طعم له، ولا لون، لكن له رائحة كريهة.
أفرج عنه السادات، وذهب لموطنه الإسكندرية، حتى بدأت الجماعة في لملمة أشلاء تنظيمها المبعثر والمنهك، ولم يظهر لجمعة دور، حتى شعر أن الصدام قادم بين السادات والجماعات، كانت مرارة السجن الحربى، ما زالت في حلقه، فهرب إلى المملكة العربية السعودية، وظل هناك بعد أن علم بأمر الاعتقالات، وعمل بها مديرًا لمكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامى بجدة، من عام 81 حتى 85، ثم عاد إلى الوطن، لينشئ مدارس المدينة المنورة، ونصب نفسه رئيسًا لمجلس إدارتها. أدرك أمين، دور المدرسة، فهى السبيل لانتشار الدعوة، وتربية الفرد على فهم الإخوان السليم، هنا يقول جمعة: «عليكم بالمدارس، فقد كانت هدفًا لتخريب عقولنا، وغزونا حتى العقيدة في هذه المرحلة قد جمدوها» كانت المدارس الأيقونة التي تحوى ماء محاياتها. أصبح نائبًا لرئيس المكتب الإدارى في الثمانينات، ثم عضوًا لمكتب الإرشاد منذ عام 95، إلى الآن، بعد استقالة عباس السيسى، من مؤلفاته؛ «في ظلال الأصول العشرين»، و«الدعوة قواعد وأصول».