الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رسالة فخر من "المشير"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"إن ما تشهده سيناء من عمليات عسكرية وأمنية تستهدف إقرار الأمن والنظام يعد عملًا من أعمال السيادة وحقًا من حقوق الدولة المصرية، وهو حق مكفول لكل الدول للسيطرة على أراضيها وتأمين حدودها".
** هذه الرسالة التى تزلزل الجبل أرسلها، ونطق بها رئيس مصر "المشير" عبد الفتاح السيسي فى يوم الاحتفال بعيد الشرطة.
** ونعم إننى قصدت أن أسبق اسم رئيس مصر بلقب "المشير".. فليس من أحد ممكن له أن يعي وأن يفهم مدى قسوة أن تكون سيادة الدولة منقوصة على أى قطعة من أراضيها، كما يفهم هذا وكما يعيه رجل الجيش، وكما يتألم له ابن القوات المسلحة.
** ومنذ سنوات طوال وقف "جنرال" آخر من رجال جيش مصر متألمًا إلى درجة البكاء وهو من كان معروف عنه جسارته وقوة شكيمته وشدته إلى درجة أن يصرح القادة الصهاينة بأنهم يخشونه، وذلك أثناء مباحثات ما سمي بـ"مفاوضات الكيلو 101".. والتى أوقفت بعد سبعة اجتماعات مع الجانب "الصهيوني"، حيث طلب المشير الجمسي وقف الاجتماعات لأنها لم تعد مجدية ووصلت إلى طريق مسدود ولم تحقق نتائج إيجابية عن فك الاشتباك والفصل بين القوات للخلاف الجوهري بين وجهة النظر المصرية والصهيونية، وبالفعل توقفت هذه المباحثات.
** وفى يناير 1974، وعند استكمال المباحثات فى أسوان.. إذا بـ"المشير عبد الغنى الجمسي" الشديد البأس يبكى بدموعه.. حدث هذا لحظة أن جلس أمامه وزير خارجية أمريكا ليخبره بموافقة الرئيس السادات على انسحاب أكثر من 1000 دبابة مصرية و70 ألف جندي مصري من الضفة الشرقية لقناة السويس، وتخفيض القوات المصرية فى سيناء إلى 7000 جندي و30 دبابة.. فما كان من الجنرال إلا أن رفض ذلك بشدة، وسارع بالاتصال بالسادات الذى فاجأه بموافقته!!.
وهنا تذكر ابن جيش مصر أرواح الشهداء من قواتنا المسلحة.. تذكر من استشهدوا بعد أن حققوا لمصر نصرًا عسكريًا عظيمًا فى أكتوبر 1973،
ثم وفى لحظة إذا بهذه الأرواح تضيعها السياسة، إذا بها تضيع هباءً على موائد المفاوضات.
تألم المشير ابن الجيش، لأنه وعى وعرف أن مصر وفقًا لهذه الشروط سوف تكون سيادتها منقوصة على سيناء، وحاول مداراة دموعه التى امتلأت بها عيناه إلا أنه لم يستطع، فاستدار ونهض واقفًا خلف زجاج نافذة يستكمل بكاءه حسرة على بلده المنتصر الذى خسر ما لا يحتمل خسرانه من كان رجلًا من رجال القوات المسلحة.. وهو حق الدولة فى امتلاك سيادتها الكاملة على أراضيها.
بكى "المشير الجمسي" وسط ذهول كيسنجر وهو يرى دموع الجنرال الذى كثيرًا ما أسر له القادة الصهاينة بأنهم يخشونه أكثر مما يخشون غيره من العسكريين العرب (وهذا ما كتبه هنرى كيسنجر فى مذكراته).
** واليوم وبعد 41 عامًا، وفى 20 يناير 2015 يعلنها رئيس مصر "المشير" عبد الفتاح السيسي، أن سيادة مصر على أرض سيناء والتى كانت منقوصة بمقتضى الاتفاقية، الآن لم تعد منقوصة.. وأن العمليات العسكرية والأمنية التى تشهدها سيناء هى إعلان وتأكيد على أن مصر أصبحت تمتلك سيادتها على سيناء بشكل كامل، وهذا حق مكفول لها للسيطرة على أراضيها وتأمين حدودها، شأنها فى ذلك شأن كل دول العالم الأخرى - كما تحدث "المشير" -.
** فشكرًا لك يا رئيس مصر.. شكرًا لك فقد رددت الاعتبار لمصر، شكرًا لك فقد أعدت لنا الإحساس بفخر وعزة كنا نفتقده لسنوات طوال ونحن نعلم أن سيناء حتى وإن قيل أنها عادت لنا، لكنها فعليًا لم تعد لنا.. فأى عودة ونحن نعلم أننا لا نمتلك سيادتنا الكاملة عليها!!.
ومؤكد أن هناك شكرًا آخر لك السيد الرئيس "المشير عبد الفتاح السيسي".. هو شكر ترسله لك روح "المشير عبد الغنى الجمسي" بعد أن أزلت ألمه الذى ذهب به بعد أن غادر الدنيا بجرحه وببقايا دموع ظل يداريها وذهب بها.
واليوم انتهت تلك الدموع، لأنك وبعد سنوات فرضت ما خشي غيرك أن يفرضه.. فرضت أن تكون لمصر سيادتها الكاملة على أرض سيناء الحبيبة.
فشكرًا لك يا ابن جيش مصر العظيم.. شكرًا لك سيادة "المشير عبد الفتاح السيسي".
** وكل عام وشرطة مصر التى هى فى (خدمة الشعب)، ولن تعد أبدًا فى خدمة الحاكم على حساب الشعب.. كل عام والشرطة المصرية الوطنية بخير، ومصر وشعبها الطيب بخير.