الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ثورة يناير أسدلت الستار على لقب "سيدة مصر الأولى"..سكينة السادات: جيهان ظلمت إعلاميا ولم تتدخل قط.. ومحللون يعتبرون سوزان أول من استغل اللقب.. السفيرة منى عمر: الحساسية من اللقب لا تعني التراجع عنه

سيدات مصر
سيدات مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيدة مصر الأولى " لقب شرفي يطلق على زوجة الحاكم وهو بروتوكول أمريكي في الأصل حيث جري العرف دائما على أن زوجة الرئيس يجب أن تجاوره في المحافل الدولية إلى جانب قيامها بالعديد من النشاطات الاجتماعية والثقافية، فضلا عن المساحة الإعلامية التي تخصص لها داخليا وخارجيا للمشاركة في المنتديات الدولية التي تعقدها السيدات الأول ويتناولن فيها أهم القضايا المعاصرة المعنية ببلدانهم، البعض من زوجات الرؤساء قمن بهذه المهمة ومن ثم لاحقتهن الاتهامات بتزايد النفوذ السياسي وتجاوز حدود المسموح به بالتدخل في شئون الدولة وإقالة وزراء وتعيين آخرين بما ينافي طبيعة منصب شرفي، كما جري في عهد مبارك، في حين فضل البعض الآخر من الزوجات الابتعاد عن الشاشات الإعلامية والشائعات وعدم إقحام ذاته في المعترك السياسي، مفضلين الاهتمام بشئون الرئيس الشخصية والبيت والأبناء كما فعلت تحية كاظم زوجة الراحل عبد الناصر وكما قررت أن تفعل انتصار زوجة المشير عبد الفتاح السيسي.

أول من نالت اللقب هي عزيزة لبيب، زوجة الرئيس الراحل محمد نجيب، والتي رفضت الانشغال بالسياسة أو التدخل في أي قرارات سيادية، وتكرر الأمر مع تحية كاظم زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي فضلت الاهتمام ببيتها وزوجها والأبناء واعتبرتها مهمتها الأولى، ثم جاءت جيهان السادات زوجة الرئيس أنور السادات "صاحبة العصمة" والتي كانت أول من استخدم اللقب ومارس العمل الاجتماعي والثقافي حتى تم اغتيال الرئس السادات وجاءت سوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع حسني مبارك، والتي لقبت بـ "الهانم" والتي استخدمت اللقب الشرفي أسوأ استخدام بشهادة الكثيرين.

أتت ثورة يناير وأسقطت اللقب بعد حكم المجلس العسكري الذي دام من 2010 وحتى نهاية 2011، ثم عاد على استحياء بتولى الرئيس المعزول محمد مرسي مقاليد الحكم وحينها لم يرحب باللقب لزوجته نجلاء محمد الشهيرة بـ "أم أحمد" ثم تراجع اللقب للخلف من جديد بتولي المستشار عدلي منصور زمام الأمور عبر فترة انتقالية ومع رفضه إقحام زوجته في العمل السياسي المؤقت وهو النهج نفسه الذي سلكه المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وقراره بعدم الزج بزوجته في أي معترك سياسي وهو ما كان يعكس الرغبة نفسها للسيدة إنتصار عامر زوجته التي فضلت الاهتمام بشئون بيتها وأسرتها وبهذا كانت الغضبة والاتهامات التي رافقت سوزان مبارك هي الشرارة الأخيرة التي أحرقت لقب "سيدة مصر الأولى". 

عزيزة لبيب إحدي الزوجات الثلاثة للرئيس محمد نجيب، والذي نحاهن جميعا عن العمل السياسيى مصرحا للإعلام بـ: زوجاتى الثلاث لم تتدخل واحدة منهن في شئونى الخاصة والزوجة الثالثة عزيزة عاشت فقط ترعانى لآخر لحظة في عمرها حتى انتقلت إلى رحمة الله.
"تحية كاظم" زوجة الراحل جمال عبد الناصر والتي عرف عنها أنها سيدة "بيتوتية" وأنها كانت تفضل أن ترعى كل شئون زوجها بنفسها دون مساعدة من أحد إلى جانب اهتمامها الشديد بتربية الأبناء واعتبارهم مشروعها القومي.

جيهان صفوت رؤوف سيدة مصر الأولى في عهد الراحل السادات، والتي يقال: إنها استغلت منصب زوجها للحصول على درجة الماجستير والدكتوراة غير ما أشيع آنذاك من أنها انتزعت اللقب من المطربة أم كلثوم التي لقبها الشعب المصري بسيدة مصر الأولى لكثرة نشاطها الاجتماعي والثقافي وتمويلها للنشاط الحربي بعد نكسة 1967 واعتنائها بقضايا الأيتام من خلال تدشينها لمشروع اجتماعي ضخم يرعى مصالحهم ووضع حجر الأساس وهو ما جعل جيهان السادات تفتعل المشاكل وتعلن الحرب على أم كلثوم، حتى اختفى المشروع وصمت الحديث عنه بعدها قامت جيهان بافتتاح جمعية النور والأمل لرعاية الأيتام ومن ثم بدأت عملها الاجتماعي والثقافي في المدن والريف إلى جانب فرضها لبعض القوانين الخاصة بالمرأة والتي أطلق عليها قوانين جيهان.

سوزان ثابت أو كما كان يطلق عليها "الهانم" اتهمها البعض بأنها العقل المدبر لشئون الدولة في السنوات الأخيرة من حكم مبارك وأنها مارست دور البطولة على المسرح السياسي وكانت تتدخل بشكل غير مسموح به لإقالة وزراء وتعيين آخرين، كما أنها كانت صاحبة فكرة التوريث التي أوقدت الحرب.
نجلاء محمد زوجة الرئيس المعزول والتي كان أول ظهوراعلامي لها على إحدي القنوات الفضائية، بحاجب شرعي على عكس ما كان متعارف عليه من زوجات الرؤساء حينها طالبت بتغيير اللقب لـ "خادمة مصر الأولى" مطالبة بمنادتها بالأخت أم أحمد ما جعل حديثها مادة خصبة للتهكم والسخرية فضلا عن الاتهام الذي لاحقها من عبدالعزيز فهمى رئيس حركة الوفاق الوطنى، والذي تقدم ببلاغ للنائب العام المستشار هشام بركات يتهم فيه نجلاء على محمود إبراهيم زوجة الرئيس المعزول محمد مرسي، بأنها استغلت نفوذها وضغطت على زوجها للإفراج عن شقيقها محمود على محمود إبراهيم ومنحه "عفو شامل" بموجب الصلاحيات التي كفلها الدستور لرئيس الجمهورية وإعادته لوظيفته السابقة برغم أنه سبق وتمت إدانته في قضية رشوة وفساد مالى وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.

ويرى المحللون أن شخصية السيدة إنتصار زوجة الرئيس هي الأقرب لشخصية السيدة تحية كاظم زوجة عبد الناصر التي كانت تفضل الاهتمام بشئون بيتها وأسرتها على الانهماك في العمل الاجتماعي والسياسي، مشيرين إلى أنها لا تحب الظهور الإعلامي إلا عند الحاجة القصوى، وأنها لا تفضل حياة الصالونات، وتؤمن بأن النجاح الحقيقي للمرأة في دفعها لزوجها وأبنائها للأمام.
من جانبها اعتبرت سكينة السادات شقيقة الزعيم الراحل أنور السادات، أن قرار عودة اللقب من عدمه يعود لرغبة الرئيس في مشاركة زوجته العمل السياسيي من عدمه، على حسب ما يترأى له فهناك زوج يرفض طرح اسم زوجته إعلاميا وتجنبها الحياة العامة، لإبعادها عن الشائعات والهجوم مؤكدة أن الراحل السادات كان رجلا "فلاح" لا يقبل بأي  شكل من الأشكال أن تتدخل زوجته في أي قرار وغير مسموح لها على الإطلاق التدخل في شئون الدولة.

وأوضحت سكينة أن جيهان السادات ظلمت كثيرا إعلاميا باتهامها بأنها تتدخل في قرارات السادات وأنها أثرت العمل الاجتماعي في الريف والقرى وكان لها دور بارز في التنمية الاجتماعية.
ضد اختفاء اللقب ومع عودته بوضع ضوابط ومعايير تتيح مهام معينة لزوجة الرئيس على المستوى الثقافي والاجتماعي وتحد من مهام أخرى أهمها عدم التدخل في القرارات السياسية 
السيدة جيهان السادات أضافت للقب بشكل عملي حيث شاركت بدور لا يقل عن دور الرئيس في حرب 1973 حيث كانت تقوم بزيارة الجنود وشحذ روحهم المعنوية وزيارة المصابين والجرحي إلى جانب دورها في الريف من خلال التوعية وترقية نساء القرى.
وتابعت شقيقة الرئيس: سوزان كان لها دور اجتماعي لا يغفل ولكن كان لها نفوذ سياسي وهو ما جعل هناك حساسية وعدم تقبل لهذا الدور ولكن هذا فكر مغلوط فيجب علينا أن نتعلم من الأخطاء ونحطاط في المشي لا أن نعتزل الخطوات خوفا من التعثر أو الوقوع .

في حين رأت نهاد أبو القمصان، أن اللقب مجرد تقليد بروتوكولي لا يضر ولا ينفع، وأن هذا اللقب لم يأت عن جدارة أو براعة ونبوغ في نشاط ما وإنما جاء لارتباط هؤلاء السيدات بالحكام وهو تقليد روتينى.
بينما اعتبرت السفيرة منى عمر أن دور سيدة مصر الأولى ليس دورا شرفيا فحسب، مشيرة إلى أن له مردودا إيجابيا على المستوى الدولي والعربي، حيث أن وجود زوجة الرئيس بجانب الرئيس مهمة لا يجب التخلي أو التنازل عنها لمجرد الخوف من أخطاء السابقين أو لوجود حساسية مسبقة.
وأشارت إلى أن حضور زوجة الرئيس، المنتديات والتجمعات المهمة للسيدات الأول في العالم العربي والأوروبي لمناقشة أهم القضايا والمشكلات الخاصة بالبلدان بالغ الأهمية لا يجب أن نغفله حتى لا تتغيب مصر عن المحافل الدولية ويضعف الأداء المصري.