الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا السيسي ...؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد حلم عاش في أعماق جيل صامت سلمه غصبا لجيل غاضب تحت مطارق البغي والمطاردة لنظام مبارك .. كبر هذا الجيل .... وانتشر في الميادين منطلقا من المُهج التى تبغي وطنا يضئ فيه التاريخ بعدما أطفأ نور مستقبله المتسلقون على جذوع سلطة ابتغوها طمعا وطعما للملأ المتآمر بخيرات بلادهم ... انتشر هذا الجيل المكبوت في الميادين المكشوفة طالبا الإصلاح من نظام غير قادر على رؤية ملامح المصلحين ....بعدما أعرض بوجهه عن رؤية وطنه لصالح نزواته وأغراضه وثروات أسرته والأجهزة المساندة لبقاء دولته ....
كانت هذه الأجهزة بما فيها طيفا من المعارضة بزعامة الإخوان المسلمين ومخبري النظام من السلفيين ضالعين معه في تشويه الأيام التى تعيش بأحلام المساكين .....
كانت جماعات طائعة له يوم طارد مشاعر التاريخ التى تحكى عن حلم الدولة القوية في عقول الشباب الحالمين
...الدولة التي تتلقفهم من سنوات الدراسة لتصنع بهم مسارات نهضتها بدلا من إلقائهم للحيرة والفوضى وطعما للإرهاب بدروبنا المغلقة أمام شعب فُتحت ثرواته على جيوب النهابين ....
لقد امتهنت السلفية مهنة القوادة لدى الدولة الغبية يوم راحت تعبر عن إخلاصها للنظام المستبد من خلال القيام بدور المخبر التقى لتدل الظالمين على كل رأى وهمس وحلم يعيش في أفقنا عن الغد الذي نعيش سعادته بخيالنا ...
تُبلغ عن الشباب المخلص كي يصبح قوتا للعذاب وهي تقبض من أموال وطنهم كي تنتفخ مدخراتها التى تحولت إلى فضائيات تلعن التغير وتُغير على دين الله يوم جعلته سندا وعونا بالتدليس لنظام ظالم ولعين ....!!
كبرت السلفية في رحاب هذا النظام غذتها مظالمه وعاونته في منافعه ...
بينما اضطلع الإخوان بدور المحلل بالمحفل العالمي لنظام مبارك فهم مشاجبه وهم مانحوه شرعية بقائه بعدما صاروا نور أضواءه من خلال تعاون وثيق اتفق فيه على الخطوط الحمراء لكل منهما ....
كان عليهم تجميع المعترضين خلفهم والسيطرة عليهم بلجمهم بضوابط عدم التقدم بأي خطوة أمامية ليست بحدود أرضهم وعلى مساحة الاتفاق هذه خرج المذعور المهزوم محمد مرسى العياط ليصرح لأمته الحالمة بدولة تعيش الحرية والرفاهية ...بأنه يتقاسم الدوائر مع الحزب الوطني بل ويخلى بعضها لرموز البلاد الوطنية على حد تعبيره - أمثال فتحي سرور وزكريا عزمي وصفوت الشريف ... فلا يحق حينها للجماعة أن ترفع رايات يسرح فيها هواها بأن الله غايتها أو تتقدم بمرشح في مواجهة مَن الوطن غايتهم أيضا ... !!
حتى كبر الحلم المسكون بقهر الواقع المحاط بدوائر النور التى تظلل أفق المستقبل ...صار اكبر من أحضاننا وأضخم من قدرتنا على الاحتفاظ به بداخلنا ....
فاض منا إلى العلن وملأ الميادين بالأمل ...وانتقل على لسان شباب ليبرالي حر متنوع جريء ...تعلم ...تواصل ...ترابط ....اشتد بينه حبل الهدف الواحد ...الشعب يريد تغير النظام ..
كانت أهم أسباب نجاح ثورته ...هي من حملت فيما بعد أهم الأسباب لإخفاق أهدافه ...
لقد كانت العشوائية المندفعة من القلوب هي القيادة التى تدفع الناس لطلب التغير بالخروج من عهد النظام القاهر إلى النظام الذي يعيش بأفق الخيال الباهر ....
تحرك الجماهير خلف الأهداف لا الأشخاص ... جعل الثورة تتقدم دون ملاحقة لرموزها التى عاشت في كلماتها بعدما أصبح الصبية رموز والإعلام رموز ونساء حوارينا رموز ومفكرينا الكبار يلهثون خلف هاتيك الرموز ....
كان غياب القيادة الموجهة ... بابا لولوج الجماعات الموجهة فركب أهداف الناس مخبري الدولة القديمة يوم رأيناهم في شرفات التحرير بجمعة قندهار حين بثت قنواتهم السلفية مراسم السطو على أحلام الشباب الفتيه ....
وكان غياب القيادة الموجهة بابا آخر لولوج الجماعة الإخوانيه التى كانت تخلى الدوائر لنظام خلت منه الساحات اليوم فغصبت حق الجماهير بما تملك من نظام هرمي اقتنصت به أحلام الناس وأهداف الثورة ثم تركت الشوارع تسيل بالقتلى وذهبت إلى تقسيم التورته ...!!
حتى رأينا في ثورتنا ...أهدافا بلا ثوار ....وثوارا بلا ثورة وقد احتل القصر وسط غمرة الذهول المخزية المخبرين ومعهم الحراميه - السلفيين والإخوان - وبدأ الاعتداء المنظم يدرب ميلشياته على قنص معارضيه أمام باب الاتحادية بعد الإعلان الدستوري الذي أوقف العمل بدستور البلاد الذي أقسم على احترامه والعمل به الرئيس الملتحي .... !!
ولازال المخبر والحرامي يمارس الإرهاب بشكل غير مسبوق ....فيقتل بيد غيره ويذبح ببنادق غيره ليستمر اشتراكه العلني في الجريمة من خلال التشفي والتبرير ....!!
هذا الواقع الذي بدا بثورة وانتهى بمخبر وحرامي كان في حاجة إلى القوي الأمين .....
الرجل الذي يمتلك ضوابط الرؤية التى تستدعى الأمن لشوارع أهلك براءتها المجرمون أهل الرايات السوداء .....
الرجل الذي يملك الخبرة الكافية القادرة على تفعيل مؤسسات الدولة بصورة كاملة ودفعها للخروج من نفق الإرهاب الذي فتحه علينا المخبر والحرامي ...
الرجل الذي يملك رؤية مخابراتيه ترى أن أهواء أجنبية تعيش بملاءة وطنية تصادر أمن البلاد من أجل إيقاف عجلة الإنتاج للوصول بمصر إلى مصاطب الدولة الفاشلة .....
الرجل الإنسان في أسرته ...الرحيم بمسجده ...القوى بجيشه ... المنضبط بتعليمه ...الذي لم يتطلع للسلطة ولم يرغب فيها وكان قادرا على أن يقلب الطاولة ليصبح بعد ساعة جالسا على كرسي الحكم في الاتحادية ......
ولكنه طالب الحرامى بالإنصات لصوت الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تُحقن بها الدماء ويُسكِت بها المعارضين ويعيش بها الاستقرار إلا أن الحرامى القادم لسرقة وطن لخمسمائة عام ...أبى الانصياع فما كان من هذا الرجل القوي الأمين إلا الانضمام إلى صفوف الشعب ...
مستجيبا للنداء ...ومستجيبا للترشح ...
الرجل الذي ألقيت عليه مسئولية وطن لإنقاذه من الذبح ولحمايته من جحر اللهب الذي يتجمع لرجمه من كل صوب ...
فكان هو رجل المرحلة الحاسمة في عمر مصر حين اختارت الجبار في قوته ....الرحيم في إنسانيته ...
الحكيم في حركته ...العاقل المتدبر في كلمته .....
ليكون قدر مصر ...حينما أحاطت بها الأقدار ...
أرأيتم لماذا السيسي رئيسا ... يعيش في خيال اللحمة الشعبية ومستقر بضمير الفقراء والبسطاء وسكان المدن والكفور النقية .. ؟
لأنه خيال شعب لا يعرف الحسابات الدقيقة ولا الإستراتيجيات المعقدة ...
ولكنه فقط يستشعر الأخطار ومن هنا جاء إصراره في الاختيار ...