الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في عيد الثورة.. أغاني الثمانينات تغزو مواقع التواصل الاجتماعي و"الوطنية" تتراجع.. هروب من الواقع أم عزوف عن أخبار السياسة؟

عمرو دياب ميال
عمرو دياب ميال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وكأنها حالة من الهروب من السياسة ووجع القلب الذي يعيشه المصريون طوال أربع سنوات، مالت بها دفة البلاد في انقلابات سياسية عصفت بالاستقرار لفترات طويلة، هذا ما يمكن أن نفسر به تلك الظاهرة من انتشار أغاني الثمانينات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالأغاني.
فكرة "النوستاليجا" وهي الحنين والعودة للزمن الماضي أو "زمن الفن الجميل"، كما اعتاد النقاد وأصحاب الذوق الرفيع، وصف الشرق الأوسط بأنه الأكثر حنينًا إلى الماضي وذلك تخوفًا من المستقبل، أغاني لولاكى وغيرها من أغاني فترة الثمانينات ما زال لها في قلوب المصريين الكثير من الحب؛ حيث شهدت تلك الفترة ولادة نجوم الجيل الحالي محمد منير وعمرو دياب.
لولاكي.. ميال
كانت أغنية "لولاكي" من أهم الأغنيات التي سيطرت على جيل بأكمله، لكن الآن وبعد الأغنية التي "كسرت الدنيا" وقتها لم يعد لعلي حميدة أي أثر.
وأصبح السؤال "أين النجم الذي كسر الدنيا بمبيعات الألبوم وقتها؟".. ومن بعدها ظهر النجم الصغير "وقتها" عمرو دياب، بأغنية ميال والتي انتشرت كالنار في الهشيم، وأيضًا أغنيات لبعض الفنانات وأكثرهم منى عبدالغنى وسيمون ومنها أغنيات "بتكلم جد"، الفترة نفسها شهدت مولد النجم المحبوب وقتها علاء عبدالخالق، والنجمة أميرة.. ما يدفعنا للسؤال: "هل تدخل تلك الفترة في التراث المصري أم تتجاهلها ذاكرة المصريين؟".
يجيب الناقد الفني "إبراهيم الكفراوي" على هذا السؤال قائلا: إن تلك الفترة ستدخل التراث بالفعل خصوصا أن الإنتاج كان غزيرا جدًا وكان هناك إنتاج حقيقي، وكانت الأغنيات ذات قيمة وكان هناك أيضًا حفلات، مؤكدًا أن الأغنيات كان بها جهد وكان هناك تأليف للكلمات والموسيقي بشكل حقيقي، والإنتاج حاليًا لا يمكن مقارنته بتلك الفترة.
وأضاف الكفراوي أن الفترة نفسها ما قبلها وبعدها أغانيها لا تزال موجودة في الشارع المصري، والإنتاج كان يتم الإنفاق عليه بشكل جيد، ولذلك فالفترة نفسها ستسجل في تاريخ الموسيقى المصرية على الرغم من ضمها العديد من الموسيقي الغربية.
ويؤكد الناقد الفني الدكتور "أبو الحسن سلام" أن التراث المصري له أصول وجذور عربية وشرقية، والموسيقى في الثمانينات والتسعينيات تم تغريبها، ولكنها تدخل في التراث بغض النظر عن الموسيقى الغربية التي تأثرت بها، مؤكدًا أن ثقافات العالم تتأثر بغيرها دائمًا وهي من مستحدثات الأمم، والتأثير فيها يكون جدليا واضحا.
وأضاف "سلام" أن الفنان هو من يؤثر على التراث وليس العكس، فالتراث هوية وجوهر ثابت ولكنه متفاعل مع ما حوله، وقال أبو الحسن: مبارك في تلك الفترة روج للثقافة الأمريكية وهو ما تأثرت به مصر لفترة كبيرة. 
أما "أحمد فهمي" أحد المهووسين بفترة الثمانينيات والتسعينيات في الأغاني وله عدد كبير من المعجبين عبر موقع "الساوند كلود" لما يقوم به من "نوستالجيا"، فأشار إلى أن متابعة الأغاني تظهر بشكل واضح، فعشاق أغاني تلك الفترة أصبحوا الآن هم الكثيرون، وفي الغالب هم من الشباب من سن العشرينيات ومواليد الثمانينيات من الجيل نفسه، موضحا أن الأغاني بالفعل أصبحت في التراث وتستطيع أن ترى مدي عشق الناس لتلك الأغاني مثل عشقهم لأغاني أم كلثوم.