الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

معنى التضامن مع شارلي إبدو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أول أمس الأحد، ظهرت في ميادين أوربا صورة التضامن مع ضحايا العملية الإرهابية القذرة من فناني وكتاب وموظفي جريدة شارل إبدو، دعك الآن من الحديث عن بعض الرؤساء الذين شاركوا في هذه المسألة بينما هم رعاة للإرهاب في بلادهم، لكن الأغلبية من دول لا ترعي الإرهاب، والأهم من ممثلي الدول الذين شاركوا هى جموع الشعب الفرنسي التي تجاوزت الملايين في طريقها إلي ميدان الجمهورية الكبير أو غيره في البلاد الفرنسية المختلفة، كما ظهرت صور التضامن في ألمانيا وروسيا والجزائر وبيروت وغيرها من بلاد العالم، لماذا حدث هذا التضامن الكبير، لسبب بسيط جدا وهو أن الاعتداء حدث علي كتاب وفنانين، وحرية التعبير في هذه البلاد الأوربية وعلي رأسها فرنسا هى الموضوع الذي غاب عن كل المحللين في العالم العربي وفي القنوات الأجنبية العربية مثل فرانس 24 وغيرها، كذلك كل أو أكثر من أدلى بدلوه معلقا في مصر من ضيوف التليفزيون أو المذيعين أراح نفسه وقال: إنه ليس مع القتل لكنه ليس مع المجلة التي نشرت كاريكاتير مسيئ للرسول محمد عليه السلام، هكذا انتهت المشكلة بالنسبة للمتحدث وبالنسبة للمذيع لكن هذا يعطي الحق لمن قتل أن يقتل لأن هذا تفكيره في العقاب، حرية التعبير في هذه البلاد وخاصة فرنسا أمر وصلوا إليه عبر التاريخ بعد ثورات وضحايا بمئات الآلاف، النازية كلفت الشعب الألماني الملايين من البشر في حياة هتلر وفي الحرب العالمية الثانية فلم يكن أكثر منها اعتداء علي حرية التعبير وآلاف من الكتاب والفنانين هاجروا من المانيا أيام هتلر ومئات قتلوا وآلاف اعتقلوا، بعد هزيمة النازية صارت حرية التعبير لها القداسة الأولى، الدين في هذه البلاد ليس له القداسة التي عندنا بل هو أمر شخصي لايتحدث فيه أحد مع أحد، فرنسا وأوربا كلها انتهت من قداسة الدين ورجال الدين والأنبياء بعد ثورات وحروب بين المذاهب لأن رجال الدين كانوا عبئا على التقدم وكانوا سببا من أسباب تخلف أوربا بأفكارهم الغيبية وأيدهم ملوك يحكمون باسم الدين جعلهم الكهنة ظل الله على الأرض ومن ثم نهبوا وسرقوا وقتلوا حتى انتفضت ضدهم الشعوب ووضعت الدين في مكانه، شأن شخصي لا علاقة له بالسياسة ولابالحكم، امتد هذا إلى أوربا وانجلترا التى سبقت في ذلك إلى حد كبير وهكذا صارت حرية التعبير هى القداسة الأولي، كانت النازية مرحلة استثنائية وكذلك الفاشية في إيطاليا لم تطل وعادت الشعوب إلى الأصل . الحرية . روسيا الآن تعرف قيمة حرية التعبير لأنها طوال العصر الشيوعي السوفييتي صادرت الحريات ومئات من الكتاب اعتقلوا وقتلوا أو ورحلوا عن البلاد، هذا العهد لاعودة له، والذي لم تدركه الفضائيات والمعلقون كلهم أن مايحدث من تضامن مع شارلي إبدو وكتابها وفنانيها هو تضامن من أجل حرية التعبير لا شيء آخر لأن موضوع الدين ليس له القداسة التي لدينا. وكما أن هناك من رسم رسما مسيئا فهناك مئات الجوامع تفتح في فرنسا لاستقبال المسلمين وفي غيرها من بلاد العالم، لاتقل لي أن هناك اعتداءات على الجوامع وهناك من يكره السلمين الآن ويريد إخراجهم من البلاد، سأقول لك أن هذا بدأ يحدث بعد وصول الإرهاب إلى هناك، الإرهاب هو السبب منذ تفجير برج التجارة العالمي في أميركا والمترو في أسبانيا وانجلترا واليوم فرنسا لقد أشعل الإرهابيون الرغبة في التمييز العنصري لدي بعض الأوربيين وغيرهم وإن كانوا لن يستطيعوا المضي فيها أقصد الأوربيون؛ لأن ذلك يتعارض مع تارخ الحريات، أعود للموضوع الأصلي للمقال أن كل هذا التضامن كان من أجل الدفاع عن حرية التعبير ددون مناقشة لصحة ماجرى من عدمه فهو أمر لا يعني أحد، ذلك ما لم يفهمه المعلقون في كل القنوات والإذاعات، أوربا لن تعيش بقوانين بلادنا، ولا بمفاهيم بلادنا عن الدين أورجال الدين، ذلك عصر انتهى في أوربا، قف في أي ميدان واشتم المسيح وموسى عليهما السلام سينظر لك الناس مبتسمين ذاهلين من جنونك، تفكرهم بأسماء لم تعد موجودة إلا في الكتب ولايذكرها أحد إلا في الكنيسة أو الدير ولايعود إليها أبدا بعد خروجه، التضامن من أجل الدفاع عن حرية التعبير هو جوهر هذه الضجة الكبيرة والخروج الكبير للفرنسيين لاشيء آخر، وكنت أتمنى أن أسمع من يقول إن ماجرى أمر عادي في ثقافة وحضارة هذه البلاد فالجريدة نفسها فعلت ذلك مع المسيح مرات لا تحصى، وأن ماجري أمر لم ينتبه أحد إلى أهميته إلا بعد الاعتراض عليه من الإسلاميين، وإن ظل كل من يهتم يندهش فأكثر من هذا يفعلونه بالأنبياء ولا أحد وقف عنده .