السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لا تذهبوا بعيدًا.. هو الموساد السلفي يا سادة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تخلفنا يكاد يصيب الذاكرة بالشلل ويضرب المنطق بالسكتة القلبية فمن منا لا يتذكر حفلات التسييح العقلي التي أصابت هذه الأمة بالعتة ونحن شهود ننظر بعض المواقع تنشر صورا عجيبة لما تخيلته وجه الطاغية المقبور صدام حسين على القمر... !!
ثم جرى خبال الإخوان ناسجا على ذات المنوال فجاءنا بوجه بن العياط محفورا على جذوع الشجر...!!
الفكر الذي يعيش حول هذه الخرافات والذي لديه القدرة على تأليف الموبقات ونشر السفاهات وتحويلها في عقول البسطاء إلى عقائد هو نفسه من كان يحلم ويوزع أحلامه عن الملائكة التي نزلت في رابعة والنبي الذي جاء خلف محمد مرسي مصليا ...وأحلام العصافير الذي أشاعتها كهانه جمال عبد الهادي عن دورتين حكم لمحمد مرسي المخلوع بأمر الشعب...!!
ثم بعد كل هذه الأوهام يتوقعون لنا النجاة...!!
يعتقدون أنهم خير أمه أخرجت للناس... !!
يعيشون ويفكرون بنفس طريقة السفه الذي كانت تدور حوله تروس الجاهلية القديمة... !!
أمن أجل كرسي السياسة تذوب موازين العقل وتحشر بالسفاهة..؟
والعجيب أن الأمة التي تروج هذه الأكاذيب هي نفسها الأمة التي اعتدت على أصالة وسلامة النص الديني السلمي وأثقلته بمخلفات الشيوخ وتفاسير الغلمان وأخضعته لمطالب السلطان وحاجات الخلافة إلى التوسع في الاعتداء والقتل باسم الدين كي يستقيم لها أمر الناس وكي يجد الفقهاء للسلطة بابا مفتوحا على مصراعيه لملاحقه معارضيهم باسم الله أيضا...!!
وتحول مع الزمن هذا التراكم التاريخي لهوى السلطة الدينية الخادمة لسطوة القصور المتخمة إلى زخم ديني أخذ نفس حكم النص الجلي.. وأصبح رده فتنة... وتركه كفر.. وإعادة فصله عن النص الديني سلخ لجسد القداسة... وتم حشر كلام الناس مع كلام الله.. وارتقت فتاوى ابن تيمية لتكون حاكمة على النصوص الإلهية المحكمة.. !!
ونسينا الآيات بعدما توهتنا الفتاوى واستذلتنا آلات الحكاوي التي لم يأمر الله بإتباعها بل لام عليها قوم آخرون اتخذوا آراء وأهواء وتوجهات أحبارهم دينا يتجاوز ويتناقض مع دين الله..
ومع ذلك لا زالت كتبنا تزخر بأقوال العلامة فلان.. وشيخ الإسلام علان... وداعية الزمان... وأعجوبة القرن... وغيرها من المسميات التي أريد لها أن تدخل الرهبة وتجلب الخضوع للنفوس المتطلعة لمناقشه أو الراغبة في حوار أو الباحثة عن صفاء الأديان ..!!
هذا النتاج الذي يقتل العالم اليوم باسم الإسلام... ويذبح الكوكب باسم النبي... ويستبيح الأمان باسم القصاص... ويجوث في الأرض فساد من أجل الجهاد في سبيل الله..!!
رأى الخبلان نتائجه الخطرة على مشروعهم التدميري... بعدما اتخذ الإرهاب خطابا عابرا للقارات وانتقل من محاضنه العربية الشرقية ميمما وجه نحو الجنوب والغرب ..
وقد ترك بصماته التي سرعان ما ذهبت للاعتراف بها داعش والقاعدة السلفيتين ... على وقع صياح الضحايا وانفجار الشرايين التي مست الضمير العالمي بلوثة حزن وكآبة..
لنفاجأ بالبعض ممن يريدون تنظيف ثوبهم وسحب نعالهم والابتعاد عما جلبته أثار فعلهم وفكرهم ومذهبهم ليرتكبوا جريمة أخرى فيرموا بوقاحاتهم قوما آخرين... وإنه لمن العجب..!!!
فخرجت علينا بعض المقالات التي تزعم أن الموساد هو من يقف وراء أحداث باريس... !!
وكتب آخر لعلة يجنى ثمار صياد فاشل بأن بعض خلايا داعش المرتبطة بالنظام السوري هي من فعلت ذلك...!!
وكما فعلوها من قبل مع أحداث 11 سبتمبر وكما يفعلونها كل يوم مع أحداث مصر من أن الدولة هي من تقف خلف كل التفجيرات اليومية التي يوزعها إجرامهم..!!
وتناسوا... من هدم سوريا وقد كانت تحت حكم بشار تشبه جنه الله في الأرض...
ومن حرق الجثث وسحق الأطفال بعنابر الموت صنعاء بمستشفى العريضي..
ومن خطف التلاميذ في نيجيريا.. وفتح أسواقا للسبايا في الموصل..
من طارد النساء في جبال سنجار... وهتف في كل محفل بأن فعله هو رجوع لحياة الفاتحين الأوائل وتطبيقا لفتاوى ابن تيمية التي ينشدها الحويني وحسان وباقي البطانات السلفية الجاهلة..
من بربكم يا دواعش أمتي...؟؟
لماذا تتبرءون اليوم من أهم إنجازاتكم في تخريب كوكبنا.... أليس هذا التخريب بفقهكم قربى وزلفى لرب جهز لكم الحور والولدان المخلدون...؟
نعم... فكل ما فعلوه يجنى الموساد الصهيوني ثمرته.. وهو مستريح في بيته.. قليله نفقته... محمية رجاله.. فلم يكن يتصور أن لدينا مذهب يسعى بالدماء والنار إلى تنفيذ أجنديته على هذا النحو المرتب المتقن والعجيب..!!
ولكن تلاقي المصالح لا تصلح بأن تكون سببا لدفع الفعل وتحميله للآخرين...!!
فليس لدينا دواعشنا السلفية مذهبا سليم البناء إنساني العطاء.. رحيم الفؤاد..
لدينا حمله ساطور... ولدينا ما يطبقوه بكل دقة من السطور التي أنتجها مشايخهم القدامى والمحدثون..
وليس علي المشكك إلا المرور بنظره على ما قدمه فقه الدم بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية التي تفتح في كوكبنا فقه الاستتابة أو القتل...!!
لقد فعل الجهلاء ما قاله لهم العلماء في أمة سرقت السلفية عقلها... وفعلت فينا أكثر مما يتمناه الموساد الصهيوني لنا..
معرفة الفكر مرتكب الجريمة أحد أبواب مقاومتها... وهي خير من الهروب بالكذب لإلصاق التهمة الكبيرة بآخرين.. فليس برئا فقه يقتل الناس ثم يرتكب جريمة أخرى باتهام غيره..
متى نتحرر من بؤسنا... ؟
ليرى النور وجهنا...
متى يا خير أمة !؟؟