كشف العاملون في "الخدمات الأرضية في مصر للطيران"، عن الأسباب الحقيقية وراء تزايد معدل الحوادث على أرض مهبط الطائرات في المطار، في الفترة الأخيرة، مؤكدين أن لديهم العديد من المشاكل، أهمها قلة عدد العاملين في الخدمات الأرضية، ما يعرضهم إلى الموت، حيث لقي نحو 4 عمال مصرعهم، خلال الأيام الماضية، بعدما تم تكليفهم بأعمال تفوق طاقتهم في ورديات إضافية.
وقال العاملون: إن عددهم لا يتجاوز 22 عاملًا، بينما يهبط على أرض المطار يوميًا نحو 17 طائرة عملاقة، تتطلب أكثر من 12 عاملًا لإنهاء العمل وأضافوا أن رؤساءهم يكلفونهم بالأمر المباشر بتلك الأعمال مما يعرضهم لمخاطر كبيرة، كان آخرها حادثة الأسبوع الماضي، وهى اصطدام سائق يدعى هلال أثناء قيادته لعربة الخدمات الأرضية بتكليف من رئيس المتابعة هشام صابر بمحرك طائرة، حيث أكدت شركة مصر للطيران أن السائق مريض بالسكر وأصيب بغيبوبة أثناء قيادته.
عاملو الخدمات الأرضية نفوا صحة هذا الكلام، مستندين إلى تقارير مستشفى مصر للطيران، التي أفادت أن المصاب بغيبوبة ليس مريضا بالسكر ليصاب بالغيبوبة، مشيرين إلى أن التقارير أثبتت أن العامل لم يتعاطى أية مخدرات ولكن السبب الرئيسي هو إصابته بالنعاس، وقت العمل، لأنه كان يعمل في وردية إضافية وتم إغلاق التحقيقات بالشركة دون وجود حلول جذرية، والكارثة أنه لا يعمل سائق من الاساس ولكن تم تعينة كعامل تحميل ولكن كلفة رئيس المتابعة هشام صابر بالأمر.
يذكر أن هناك حوادث عديدة أدت إلى وفاة العديد من عمال الخدمات الأرضية، كان أقربها مصرع زميلهم "محمد رفعت مختار"، الذي توفي بعد سقوطه من باب الطائرة ليصاب بكسر في الرقبة وارتجاج في المخ وكسر بالجمجمة ونزيف داخلي، ليستغيث عمال مطار القاهرة الدولي لـ"البوابة نيوز" بأن دم زميلهم في رقبة المسئولين بالشركة، حيث إنه أضطر إلى صعود الطائرة لينفذ أوامر رؤسائه بسبب قلة أعداد العاملين بالخدمات الأرضية، ما يضغط عليهم بالتشويش وعدم التركيز في العمل، لذلك انزلقت أقدامه وسقط على أرض المهبط ليلقى حتفه فورًا.
وطالب العاملون بالمطار، المسئولين بحل مشاكل زملائهم في الخدمات الأرضية بشركة مصر للطيران، والتدريب الجيد على ما يقومون به من أعمال أحيانًا ما تكون خطرة، حتى لا تتكرر المأساة.
والغريب أن هذه ليست أول حادثة من نوعها، فمنذ فترة وجيزة وقعت نفس الحادثة لأحد عمال الحقائب بـ"مصر للطيران"، يدعى علي مهني، والذي لقي مصرعه متأثرًا بإصابة في الرأس أثناء عمله في ربط "مقطورة عفش" في جرار بمهبط الطائرات، ليفقد هو الآخر حياته شهيدًا لعمله، دون أن يتعظ المسئولون ويعترفون بأن دماء هؤلاء الأبرياء في رقبتهم.
وأشار العمال إلى أن الكارثة الكبرى هي عدم وجود بدل مخاطر لهؤلاء العاملين، واصفين الأمر بأن" دماءهم المنهمرة بالمطار مباحة".
