الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بطريرك إثيوبيا يبدأ زيارة تاريخية لمصر.. البابا "متياس" يلتقي "السيسي" و"محلب" وشيخ الأزهر لبدء مرحلة جديدة من العلاقات المشتركة.. وبرنامج عمل يشمل تفقد الأديرة المصرية والمعالم السياحية

البابا تواضروس وبطريرك
البابا تواضروس وبطريرك إثيوبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحظى الزيارة التي بدأها بطريرك إثيوبيا، البابا" متياس"، اليوم السبت لمصر، بأهمية خاصة تكسبها طابعا تاريخيا، خاصة أنها تأتى عقب فترة طويلة من التوتر ساد بين الكنيسة القبطية والكنيسة الإثيوبية، رغم ما يجعهما من طقوس وتقاليد وأعياد مطابقة بين الكنيستين، بل إن التقويم الإثيوبي هو نفسه التقويم القبطي.
تمتد الزيارة التي تعد الأولى منذ رئاستها الكنيسة الإثيوبية لمدة ست أيام، وتم إعداد برنامج عمل مكثف، يتضمن لقاء رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، وشيخ الأزهر.
كما تشمل زيارة عدد من الأديرة المصرية والمعالم السياحية والمشاركة في عظة " الأربعاء المقبل التي يلقيها البابا تواضروس أسبوعيا بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
والكنيسة البابوية الإثيوبية تتوسط العاصمة "أديس أبابا "، ويرجع تاريخ العلاقة بين الكنيسة المصرية والإثيوبية إلى النصف الأول من القرن الرابع الميلادي حين قام بابا الإسكندرية "أثناسيوس الرسولي" بإرسال أول أسقف لإثيوبيا وهو الأنبا سلامة في عام 330 ميالدية، ومنذ ذلك الحين جري التقليد أن يكون رأس الكنيسة الإثيوبية هو أسقفا مصريا يرسله بابا الإسكندرية، وبذلك اعتبرت كنيسة الإسكندرية الأم لكنيسة إثيوبيا.


واستمرت كنيسة الإسكندرية في إرسال مطران لإثيوبيا حتى عام 1909 حين توجت "الأنبا باسيليوس كأول" بطريرك إثيوبي للكنيسة الإثيوبية، بعد مراحل من المفاوضات بين الكنيستين استمرت من عام 1941 إلى عام 1959 وخلال تلك الفترة الطويلة من الزمن لعب أساقفة الأقباط دورا مهما في إثيوبيا في تنظيم الكنيسة ورعايتها وتشكيل تقاليد الاحتفالية والتعبدية.
والكنيسة الإثيوبية ما هي الإ كنيسة قبطية مزروعة في إثيوبيا فخلال 16 قرنا منذ دخول المسيحية لإثيوبيا تستمد الطقوس والتقاليد والأعياد من الكنيسة المصرية حتى إن التقويم الإثيوبي نفسه هو التقويم القبطي والاحتفال الرسمي الكبير في رأس السنة في إثيوبيا هو احتفال برأس السنة القبطيه وكان الولاء الإثيوبي لكرسي الإسكندرية ومطرانهم القبطي مثارا لدهشة الكنائس الأخرى وكتب عنه الغربيون باعتباره لغزا يحتاج إلى تفسير فحتى في ظل الحرب المصرية الإثيوبية في عهد إسماعيل باشا لم يتأثر ولاء الكنيسة الإثيوبية للمطران القبطي.


وكانت التقليد المتبع أن يتوجه الحجاج الإثيوبيون في قوافل عقب الاحتفال بعيد الغطاس فيعبرون الصحراء غربا إلى النوبة في وادي النيل، حيث يزورون أديرتها وكنائسها ثم يتوجهون لدير المحرق الذي يعتبر عندهم من اقدس المزارات في مصر، وكان لهم فيه كنيسة باسم " كنيسة تكلا هيمانوت الحبشي " وتستمر رحلتهم مرورا بحصن بابليون وكنائس مصر القديمه ثم المطريه حيث بئر مريم ومنها إلى كنيسة مارجرجس بحاره زويلة.
بعد كل هذا التاريخ انفصلت الكنيسة الإثيوبية عن المصريه حيث كانت نقطة التحول والمطالبة بالاستقلال في عام 1926 عقب وفاة الأنبا "متاؤس" مطران إثيوبيا القبطي الذي استمر قرابه 40 عاما في الخدمة، وكانت له مكانة كبيرة في إثيوبيا وبدأت مفاوضات استقلال الكنيسة الإثيوبية عن الكنيسة القبطية بداية في عام 1941 حتى عام 1959 حين قام البابا كيرلس السادس بإرسال أول مطران إثيوبي لكرسي إثيوبيا وهو "الأنبا باسيليوس" وقطع قيام الحكم الشيوعي عام 1974 بقيادة "منجستو" ضد الامبراطور "هيلاسيلاسي" التواصل بين الكنيستين، وتم إلقاء القبض على المطران وانتهى الأمر بإعدامه في  1979وتعرضت الكنيسة في إثيوبيا لهجوم شرس من الشيوعية إلى أن تم إسقاطها عام 1991 وبعد سقوط النظام تم انتخاب أسقف إثيوبي جديد للكنيسة وهو الأنبا " بوولوس" ثم بدأت الاتصالات لاستعادة العلاقات بين الكنيستين وفي عام 1993 وزار مصر وفد اثيوبي لهذا الغرض وتم بالفعل عقد بروتوكول ينظم العلاقة بين الكنيستين عام 1994 إلا أن العلاقات توترت مرة ثانية بسبب حساسية الموقف بين إثيوبيا وأريتريا نظرا للحرب التي دارت بينهما وانفصال أرتيريا عن إثيوبيا، ولكن بزيارة قداسة "البابا شنودة" الراحل غيرت أمورا كثيرة وعادت العلاقة بين الكنيستين أقوى مما كانت بل وتربطهما علاقة تشوبها الطيبة والمودة.