الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الدبة التي قتلت صاحبها !!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فتحت الأزمة التي أثارها التليفزيون المغربي منذ أيام بإذاعته تقرير يحمل إساءة لمصر وثورة 30 يونيو، والذي جاء تحت عنوان "الآثار السياسية للانقلاب العسكري في مصر" الباب واسعا للحديث عن ملف الكوارث والخطايا التي افتعلها الإعلام سواء عن عمد أو جهل وانعكست آثارها لإفساد ما بين الدول العربية في وقت نحن أحوج فيه إلى لم الشمل.
فرغم جهود السفير المغربي بالقاهرة سعد العلمي، الذي أكد إن ما أذيع على تلفزيون الدولة المغربي عن مصر "يقف وراءه شخص غير معروف، يهدف للوقيعة بين البلدين" في محاولة منه لرأب الصدع وإصلاح الشرخ إلا أن الرصاصة قد انطلقت بالفعل ومحدثها هو "الإعلام" الذي تحول من سلاح دعم وحماية إلى سلاح هدم وتدمير.
وبطبيعة الحال ليست هذه هى الحالة الأولى التي يفسد فيها الإعلام ما بين الدول، فجميعنا يذكر الدور الخطير الذي لعبه الإعلام في الوقيعة بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة قدم، وحدثت خلالها أزمة دبلوماسية بين البلدين بسبب بعض الممارسات الإعلامية الخاطئة التي مارست هوايتها المقيتة في "النفخ في النار" لدرجة تعميق الكراهية بين الشعبين كأنهما في حرب عسكرية وليس مباراة رياضية.
وغير بعيد عن هذه الجرائم الإعلامية ما قامت به إحدى المذيعات على فضائية "أون تي في" التي وصفت المغرب بأنها بلد تعيش على "عوائد الدعارة السياحية" مما اضطر إدارة الفضائية ومسئولين سياسيين لتقديم اعتذار للمغرب والتضحية بالمذيعة التي تفوهت بهذه الألفاظ غير اللائقة ظنا منها بأنها تقدم خدمة جليلة لبلدها مصر وتدافع عنه على طريقة "الدبة التي قتلت صاحبها".
ولا ننسى في هذا المضمار أيضا ما فعله أحد الإعلاميين بتطاوله على "الشيخة موزة" زوجة أمير قطر السابق. الأمر الذي دفع الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا لتقديم ترضية شخصية عما بدر من المذيع المتطاول وذلك إرساءً لمبدأ مهم هو "لا يصح إلا الصحيح".
وتذكرنا جميع هذه الممارسات الإعلامية الفاضحة بالآية الكريمة التي يقول فيها رب العزة ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (104) الكهف.
فبدلاً من انشغال هذه "الثلة" من الإعلاميين بتوصيل الرسائل الإعلامية التي تفيد في توحيد الصف العربي ودعم أواصر الترابط والأخوة في وقت ما أحوجنا إليها .. يتخذون من منابرهم الإعلامية منصات لإطلاق الصواريخ والأسلحة المحرمة إعلاميا غير عابئين بجهود لم الشمل التي تمارسها مصر للحفاظ على ما تبقى من الوحدة العربية التي تقع الآن "في مهب الريح" وتتقاذفها عواصف الاقتتال الداخلي والحروب الأهلية الدائرة على أشدها في عدة بلدان عربية أبرزها العراق وسوريا وليبيا واليمن.
فالملاحظ أن تلك الأبواق الإعلامية تسعى إلى توريط الوطن العربي في أتون أزمات خطيرة عبر هدم كافة جسور البناء والتواصل التي تقوم بها مصر.. مما يعيد الحديث عن "مجالس الأنس" المنفلتة ويظهر مدى احتياجنا لوضع وتفعيل ميثاق شرف إعلامي يلزم جميع الإعلاميين بخطاب إعلامي محترم يجمع ولا يفرق .. يبني ولا يهدم.. فهل يرى النور قريبا.