الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لماذا لا تصدقون أن الإخوان انتهوا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أتابع التليفزيون في بعض الأحيان وأقرأ مقالات على الميديا وتعليقات كلها تعتبر أن كل قبيح في حياتنا هو بسبب الإخوان المسلمين، وطبعا لا يستطيع أحد أن يقول أني أميل إلى الإخوان، فكتاباتي كلها ضد أفكارهم من زمان، بل كنت من أشد المعارضين في كتاباتي لحكمهم وطريقتهم وخيبتهم.
عندما خرج الناس في الثلاثين من يونيو لم يكن الأمر فوتو شوب، كانت الملايين تعبر عن رفضها لهم بصرف النظر عن كون الكثير من هذه الملايين ممن أطلق عليهم حزب الكنبة، بل على العكس كان خروج هؤلاء الناس العاديين أكبر دليل على فشل الإخوان.
كانت نهاية مذهلة لحكمهم وأيضًا لتاريخهم الذي بني على الكذب والتضليل، طبيعي جدا أن يخرج الإخوان في مظاهرات احتجاج، لكن هذه المظاهرات تقل يوما بعد يوم، وحتى لو لم تكن تتم مواجهتها بقوات الأمن كانت ستقل وكان الناس سيتعرضون لها في الشوارع، لكن الذي أسمعه وأقرأه منذ ذلك الوقت أن كل فساد في مصر وراءه الإخوان، الذين يكرهون ثورة يناير يقولون أن وراءها الإخوان رغم أن الكل يعرف أنهم نزلوها متأخرين وسرقوها مبكرا، قالوا إنهم كانوا وراء موقعة الجمل والحقيقة لمن رأى، ولقد رأيت، أنها كانت من تدبير نظام مبارك.
والعجيب أن من يقولون ذلك لا يقولون مثلا أن نائب الإخوان العام هو الذي تلكأ في نقض الحكم حتى سقطت القضية، وأن ذلك تفسيره الوحيد هدية للنظام القديم ليساعدهم على وأد الثورة، على وأد ثورة يناير.
لقد ترك الإخوان الثورة منذ أحداث محمد محمود الأولى، وارتكبوا في حكمهم فظائع معروفة، وكل ذلك انتهى بحكمهم، موجود الآن في المحاكم، لكن أن يقال الآن بكثرة وشيوع أنهم سبب الفساد وسبب ضياع الأموال وأنهم سبب مذبحة ماسبيرو وأنهم سبب كل البلاوي التي تركها النظام الأسبق أمر مثير وعجيب ومحل سخرية الكثيرين جدا على مواقع الفضاء الافتراضي.
بل إن ذلك يجعل لهم وجودا وهم غير موجودين، ويقال الآن وهو أمر مضحك جدا أنهم قد يأتون في انتخابات مجلس الشعب القادمة ومن ثم يتم التجهيز لهذه الانتخابات حتى لا يأتون! ويتم إثارة الرعب من عودتهم، والحقيقة أن الشعب لفظهم ولن ينتخبهم ولن يعودوا إليهم ولسنا في حاجة إلى هذا الكلام الذي هو أشبه بفيلم قديم.
أيها الناس انسوا الإخوان، الإخوان ليسوا في الحكم وليسوا محافظين يتركون الزبالة ولا يرصفون طرق لا تنتهي عمليات الرصف فيها لتعود من جديد ولا وجود لهم في أي حراك اجتماعي اللهم إلا مظاهرات خائبة روتينية كل يوم جمعة تركها أحسن من مواجهتها، نريد أن بني وطنا مطمئنين، نريد أن نشير إلي من يخطئ في الاقتصاد والسياسة والصحة والتعليم.
الحديث عن الإخوان بهذا الشكل يخفي عيوب المسئولين الحاليين والقادمين وهم الذين يستحقون منا الاهتمام والنقاش، الإخوان ظاهرة عاشت على كذبة وقوتهم كلها أخذوها من أموال السعودية يوما ومن نظام الحكم المصري منذ أيام السادات بل وأيام مبارك، الآن السعودية أعلنتهم طائفة إرهابية والخليح يخلع يده عنهم وقطر الداعمة الأكبر لهم منذ ثورة يناير تبدأ في التخلي عنهم والنظام في مصر لا يتهاون معهم، والأهم من ذلك كله أن الشعب لفظهم وانتهى زمنهم ولن تقوم لهم قائمة إلا إذا عادت الدولة إلى سياستها القديمة فتجعلهم فزاعة لمعارضيها فتبقى عليهم بحساب حتى يأتي اليوم فيخرجوا هم عن الحساب كما حدث بعد يناير ويبدون قوة كبيرة. انسوهم فكثرة الكلام عنهم يزيد التعاطف معهم؛ لأن الناس لا تراهم، ترى الحكم والحكومة.
المعركة الوحيدة المهمة مع الإخوان الآن هي الأزهر وما يُدرس فيه.