الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سطور جريئة .. ابتزاز حملة الماجستير والدكتوراه من الخارج

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لن أخدع القراء وأقول أنني أطالب الدولة بالاستجابة لجميع طلبات الحاصلين على درجة الماجستير أو الدكتوراه وتعيينهم في الوظائف الحكومية والإدارية بالدولة خاصة في الجامعات والمراكز البحثية، ولن أؤيد عمليات الابتزاز التى يمارسها الكثيرون من حملة هذه الشهادات للدولة حتى تفعل ذلك مثلما فعلت عام 2012، وقت أن كانت الدولة ضعيفة وإعتقد الكثير من هؤلاء وقتها أن هذا حقهم حتى ولو لم تكن الدولة في حاجة لتخصصاتهم
أقول هذا بعد أن تابعت أمس تجمع عدد من هؤلاء أمام مجلس الوزارء، وإعلانهم الدخول في اعتصام مفتوح على رصيف المجلس للمطالبة بالتعيين في الوظائف الحكومية والإدارية بالدولة، مما اضطر قوات الأمن المكلفة بتأمين مجلس الوزراء أن تطلب منهم على الفور مغادرة محيط المجلس، خاصة بعد أن قام عدد من من حملة الماجستير بإضرام النار في شهادات تخرجهم اعتراضا على نتائج لقاء وفد منهم بالمستشار ماهر شمس أحد مسئولي مجلس الوزراء .
وأنا لاأقبل على الإطلاق أن يقوم هؤلاء بمثل هذه الأفعال الخاطئة لمجرد أنه حصل على درجة ماجستير أو دكتوراه بجهد شخصي، ولم يطلب منه أحد أن يحصل على هذه الدرجة، بل هو الذي فعل ذلك بقرار شخصي ولم يكن معينا على قوة الجامعة أو الكلية التي سجل لنيل رسالة الماجستير منها أو الدكتوراه، بل يتقدم لها مثل هؤلاء من الخارج سواء كان موظفا في مكان ما أو لايعمل، وليس معنى أن كل من حصل على أى من هاتين الدرجتين أن يتم تعيينه بالإجبار للدولة في الوظائف الحكومية بها أو تعيينه بالجامعات والمراكز البحثية لأن معنى هذا أن كلية التجارة في أي جامعة مثلا لابد لها أن تعين من سجلوا فيها من الخارج للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراة كمدرسين مساعدين أو مدرسين بها، ووقتها سنجد خلال عامين أو ثلاثة أن عدد هؤلاء المعيينين بأي من هذه الكليات كأعضاء هيئة تدريس يزيد عن عدد الطلاب الملتحقين بها .
ياسادة هناك فرق بين أن أكون معيدا بالكلية وتم تعييني بها لأنني كنت الأول على الدفعة أو كانت الكلية في حاجة لأكثر من معيد فى الدفعة الواحدة فتقوم بتعيين إثنين أو ثلاثة كل عام، وبين أن أحصل على البكالوريوس من أي كلية وبعد أن يتم تعييني في جهة ما أقوم بالتقدم من الخارج للكلية التي تخرجت منها أو أي كلية أخرى مشابهة في جامعة أخرى وأتقدم بطلب للتسجيل فى الدراسات العليا وقد أحصل على الماجستير أو الدكتوراه، أفعل ذلك حتى أحسن من وضعي الوظيفي إذا كنت معينا في مكان ما، أو أفعل ذلك من أجل أن أشغل وقتي إذا كنت لم أعين بعد في وظيفة معينة سواء كان ذلك يتفق وتخصصي أم لايتفق، وليس معنى أنني حصلت على الماجستير أن أشهر سيف التمرد وأطلب من الدولة بالأمر تعييني في الوظائف الحكومية والإدارية العليا بالدولة أو في الجامعات أو المراكز البحثية حتى لو كانت الدكتوراة التي حصلت عليها كان في كلمة "حتى"، ولو كانت هذه الأماكن في حاجة إلى حملة الماجستير أو الدكتوراه من هذه النوعية التي في معظمها دراسات نظرية لكانت الدولة قد قامت من جانبها بتعيينهم دون أن يطلبوا هم ذلك، أما هذا الأسلوب الهمجي الذي يقومون به فهذا مرفوض تماما، وأتذكر في عام 2012 عندما ذهب بعضهم إلى مكتب وزير التعليم العالي في ذلك الوقت د/معتز خورشيد واحتلوا مكتبه ووضعوا أحذيتهم عليه، وقرروا ألا يخرجوا من مكتب الوزير إلا بعد تعيينهم في وظائف حكومية ـ ونشرت وقتها هذه الصورة المقززة لمن قام بهذه الفعلة المقززة بصفحة "هنا الجامعة" بأخبار اليوم، وطبعا كان كل من ظهر في الصورة لا ينم على أنه تعلم أي شيء في جامعته مادام قد قبل على نفسه أن يدخل مكتب وزير التعليم العالى ويتصرف فيه بهذه الصورة الهمجية.
ياسادة ليس هذا هو البحث العلمي الذي نريده، أؤكد لكم أن معظم هذه الرسائل التي حصلتم عليها كلها رسائل مضروبة ومسروق معظمها، ورسائل لاعلاقة بها بأرض الواقع، ولاتحتاجها مؤسسات الدولة، ولن تضيف لها شيئا ، وأهمس في أذن الكثيرين من هؤلاء مؤكدا للجميع منهم أنهم يعملون بالفعل في وظائف مختلفة في أكثر من مكان ، وليس من المعقول أن يظل شاب حصل على الماجستير والدكتوراه ولم يتم تعيينه حتى الآن بوظيفة معينة، وإلاسيكون العيب فيه وليس في الأماكن التي تريد خريجين متميزين بحق وليسوا بلطجية كما يفعل هؤلاء، مصر لاتستحق منكم ماتفعلونه الآن مرة أخرى، وابحثوا عن الخير لها وليس الإضرار بها بما تفعلون الآن.