الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مليونية حاشدة في استقبال بوتين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقب ثورة الشعب المصري العظيم في 30 يونيو التي أسقط فيها النظام الخائن والمستبد، وأسقط أيضا حكم المرشد، أكد الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين بروسيا تأييد بلاده للثورة ومساندته للجيش المصري، ليس هذا فحسب ولكنه أيضا أعلن أن الاعتداء على مصر هو اعتداء على روسيا.
وفي اليوم الثاني من تصريحات الرئيس الروسي بوتين خرج الشعب المصري إلى ميدان التحرير وميادين الثورة في كل محافظات مصر وهم يرفعون صور الرئيس جمال عبدالناصر مع صور السيسي وبوتين.. وكأن المصريين أرادوا أن يبعثوا برسالة شكر وتقدير لموقف روسيا من الثورة المصرية.. وصورة جمال عبدالناصر تبعث أيضا برسالة الى العلاقات الاستراتيجية التي ربطت مصر والاتحاد السوفيتي في مطلع الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وكانت ثمرة هذه العلاقات أن الاتحاد السوفيتي أسهم في بناء السد العالي الذي أنقذ مصر لسنوات عديدة من العطش، وأسهم في توليد الكهرباء، كما قامت روسيا ببناء وتشييد العديد من المصانع في مصر ومنها على سيبل المثال لا الحصر مصنع الحديد والصلب في حلوان والغزل والنسيج بالمحلة الكبرى ومصنع الألومنيوم بنجع حمادي.. والصورة الثالثة التي رفعها المصريون مع صورة عبدالناصر وبوتين كانت صورة المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك، وهي رسالة من الشعب المصري العبقري تقول لقائد الجيش آنذاك عليك المضي قدما على نهج عبدالناصر في توطيد علاقات مصر بروسيا، فالتجارب الماضية أثبتت أن روسيا دولة صديقة لمصر، وساعدت الدولة المصرية في العديد من المشروعات الاستراتيجية ولم تفكر في التدخل السافر في شئون مصر مثلما كانت تفعل الولايات المتحدة، ولم تتآمر روسيا من أجل مشروع رخيص لتقسيم مصر والدول العربية الذي تتبناه الولايات المتحدة، والأهم من هذا كله أن الاتحاد السوفيتي قام بتسليح الجيش المصري بكل أنواع الأسلحة، ويكفينا فخرا أن القوات المسلحة الباسلة انتصرت على العدو الإسرائيلي في 6 أكتوبر 1973 بالسلاح الروسي، بينما السلاح الأمريكي لم يستطع أن يجعل إسرائيل تهزم مصر لأن الجيش المصري كمال قال عنه النبي الكريم صلى الله عليه وسلك "خير أجناد الأرض".
وقد استجاب الرئيس السيسي لإدارة الشعب المصري وقام بزيارتين تاريخيتين لروسيا.. الأولى عندما كان وزيرا للدفاع ومعه وزير الخارجية المصري آنذاك نبيل فهمي، وتم استقباله استقبالا حافلا من الرئيس بوتين ووزيري الخارجية والدفاع بروسيا.. والزيارة الثانية كانت منذ عدة أسابيع بعد أن أصبح المشير السيسي رئيساً لمصر وتم الاتفاق على علاقات استراتيجية بين مصر وروسيا.
ومع بداية العام الجديد يزور الرئيس بوتين مصر لتوطيد العلاقات بين الدولتين.. والشعب المصري لا يحتاج إلى من يقول له إن الرئيس بوتين والشعب الروسي هم أصدقاء أوفياء لمصر.. وعلينا أن نؤكد للعالم أن مصر ترحب بالرئيس بوتين لأنه يحترم إرادة المصريين، وأتوقع أن تكون هناك مليونية حاشدة في استقبال الرئيس بوتين في القاهرة، وهي رسالة مهمة من شعب مصر بأننا نحترم كل دولة لا تتدخل في الشأن المصري ولا تتآمر مع الإخوان والإسرائيليين لهدم الوطن.