الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أعد لمصرعيد النصر يا ريس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل دول العالم تصنع من أصغر بطولاتها أعيادا.. وتمجد من ذكريات انتصاراتها، وتعد الاحتفالات وتعطى لشعوبها الإجازات لكى تتذكر وتحتفل وتفتخر بانتصارات بلادها..
ونحن أيضا ياريس لابد أن نحافظ على ذكرى تواريخ انتصاراتنا وبطولاتنا..
ولابد أن نعرف الأجيال المتعاقبة بانتصارات بلادهم وبطولات شعبهم..
تحتاج الأجيال أن تعرف وتحتفل وتفخر بيوم عظيم كما هو يوم الثالث والعشرين من ديسمبر 1956 .. وأن يكون هذا اليوم إجازة رسمية.. وأن يقوم بتغطيته إعلاميا إعلام مصر الذى للأسف هو فى غيبوبة عندما يتعلق الأمر بالإيجابيات ولا توقظه إلا السلبيات والفضائح والخزعبلات والتفاهات.
تحتاج الأجيال أن تعرف لماذ يوم الثالث والعشرين من ديسمبر، وماذا حدث قبله وفيه؟
تحتاج أن تعرف أن هذا اليوم هو ذكرى لانتصار عظيم حققه شعب مصر، وهو يوم يؤكد أن الشعب المصري قادرعلى صنع المعجزات.
تحتاج الأجيال الحالية والمتعاقبة  أن تعرف أن الثالث والعشرين من ديسمبر هو ذكرى عيد النصر فى الثالث والعشرين من ديسمبر 1956.. يوم انتصرت فيه مصر على عدوان شامل شنته علينا ثلاث دول هى (إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيونى) .. وهاجمتنا جوا وبحرا وبرا ..
تحتاج الأجيال أن تعرف قصة هذا اليوم العظيم، ولماذ العدوان؟
تحتاج أنت تعرف تاريخها المشرف..
تعرف أن قبل هذا اليوم، وفى يوم عظيم آخر هو (السادس والعشرين من يوليو 1956) .. قررت مصر الرد على صلافة وتعنت البنك الدولى ورفضه تمويلنا لبناء السد العالى..
رفض البنك التمويل، فكان رد مصر بضربة جاءت من المعلم.. حيث وقف زعيمها وقائدها جمال عبد الناصر مخاطبا شعبه فى 26 يوليو 1965 فى احتفالات عيد الثورة فى الإسكندرية، معلنا تأميم قناة السويس شركة مساهمة مصرية.
فانتفض الغرب غاضبا.. وكيف لا يغضب وهو الذى اعتاد أن يكون محتلا لمصر مسيطرا عليها متحكما فى إرادتها..
وشنت الدول الثلاث الحرب علينا، وهاجمتنا لأننا أعلنا للعالم اجمع بكل وضوح أننا أصحاب القرار فى بلادنا، وأن إرادتنا حرة لا تخضع لإملاءات ولا تضعف أمام إغراءات أو تهديدات.. وأن البنك الدولى الذى تحركه أمريكا لن يمنعنا من تحقيق حلمنا، ولا من بناء مشاريعنا القومية، ولا من شق طريقنا إلى التنمية والتقدم.
فكان ردهم في التاسع والعشرين من أكتوبر 1956، وقامت الدول الثلاث باعتدائها الشامل، واشتعلت المعركة بين مصر والقوى الثلاث المعتدية التي استخدمت قوتها الحربية من طيران موجهة ضربة شاملة في الحادى والثلاثين من أكتوبر 1956.
وإذا بشعب مصر بأكمله ينهض ملبيا نداء الزعيم وهو يقف فى الثانى من نوفمبر 1956 فوق منبر الأزهر الشريف يخاطب الشعب قائلا: (أنا هنا موجود في القاهرة سأقاتل معكم ضد أي غزو.. ولادي موجودين هنا مطلعتهومش برا ومش هطلعهم.. سنقاتل لآخر نقطة دم لن نُسلم أبدًا.. هنبني بلدنا هنبني تاريخنا هنبني مستقبلنا؛ النهاردة دا شعار كل مصري.. إذا كانت بريطانيا بتعتبر إنها دولة كبرى وفرنسا بتعتبر إنها دولة كبرى فإحنا شعب مؤمن هيكون شعارنا دائمًا الله أكبر.. الله يقوينا والله ينصرنا .. نعتمد على الله وعلى أنفسنا وسنجاهد ونكافح ونقاتل .. وسننتصر بإذن الله ..)
وينهض شعب مصر العظيم بنسائة قبل رجاله، بشبابه قبل كباره، ليكتب بشجاعته واستبساله سطورا من نور يسجلها التاريخ عن ملحمة المقاومة الشعبية المصرية الباسلة، عن تلبية شعب مصر لنداء القائد، واستعداداته للتصدي للعدوان.
بعدها قامت قوات العدوان البحرية بقصف مدينة بورسعيد بحرا فى 6 نوفمبر 1956.. ثم تمكنوا من إنزال بري لقواتهم المشتركة على أرض مدينة بورسعيد..
وإذا بمدينة بورسعيد الباسلة تهب منتفضة لتواجه قوات الدول الثلاث المغيرة صانعة ملحمة مخلدة على مدار التاريخ..
وفي السابع من نوفمبر 1956 يصدر مجلس الأمن قرارًا بوقف إطلاق النار بين مصر والعدوان الثلاثي إلا أن القوى الثلاث المعتدية لم تستجب للقرار.. وتستمر المواجهة الطاحنة بين الإرادة المصرية والعدوان الثلاثي الغاشم..
ويتحول كل بيت فى مصر إلى مصنع للبطولات.. وسريعا يتدرب الشباب والرجال ومعهم النساء على حمل السلاح.. وتتعلم السيدات الإسعافات ومبادئ التمريض ليكن فى المستشفيات بجانب الأطباء للمساعدة فى مداواة الجرحى.
وتتشكل مجاميع المقاومة الشعبية.. وتلعب سيدات مصر العظيمات دورا بطوليا فى توصيل الأسلحة إلى حيث يتواجد رجال المقاومة.. وتصبح مصر بأكملها تحت إمرة جيش مصر النظامى العظيم..
ويتخيل المعتدى أن مصر سوف تنكسر وسوف تعلن الاستسلام..
لكن مصر تستمر تقاوم .. وعبد الناصر يستمر فى تحركاته السياسية مع جميع دول العالم الصديقة ..
وبعد ضغوط من الاتحاد السوفيتى (سابقا) ومن دول الحياد، تضطر أمريكا أن تمارس ضغطها أيضا على البلدان الثلاث للانسحاب.. وأقول (تضطر أمريكا) فليس صحيحا أن أمريكا من بادرت بالضغط على المعتدين، وليس صحيحا أنها فعلت هذا عن اختيار، ولكنها وقعت تحت ضغط بروز وتعاظم دور الاتحاد السوفيتى، وبعد الوقفة القوية غير المتوقعة لمصر وما نتج عن هذا من تغيير فى موازين القوى، وردود الفعل العربية على المستوى الشعبي والرسمى، وعلى سبيل المثال لا الحصر: نسف  أنابيب البترول فى سوريا والكويت واستقالة المذيعين الفلسطينيين فى الإذاعة البريطانية فى قبرص وكانوا يشكلون طاقمها.. وغيره من كثير يحتاج لمقال مخصص لهذا..
كل هذا جعل أمريكا مضطرة أن تعلن رفضها للعدوان!! .. ولاحظوا أن أمريكا هى التى كانت وراء رفض البنك الدولى تمويل مصر، ولاحظوا أن أمريكا دائما هى التى وراء جميع التحركات العدوانية للكيان الصهيونية.
وفي الثالث والعشرين من ديسمبر 1956 تعلن إنجلترا وفرنسا الانسحاب من منطقة القناة.. وبعدها بدأ الكيان الصهيونى بسحب قواته البرية من سيناء، واستكمل الانسحاب حتى أوائل 1957 من سيناء وغزة تماما.
وتخرج البلدان الثلاثة مهزومة سياسيا وعسكريا، هى وأمريكا التى كانت ورائها من خلف الكواليس..
وتبقى أسطورة المقاومة الشعبية المصرية مضيئة مخلدة نتذكرها ونحتفل بها فى كل 23 ديسمبر من كل سنة ذكرى عظيمة ليوم عيد النصر .. يوم انتصرت فيه الإرادة المصرية وانكسرت فيه صلافة الغرب الغاشم على يد المقاومة الشعبية المصرية، وعظمة القيادة السياسية المصرية المتمثلة فى زعيم مصر جمال عبد الناصر..
** أعد لنا يا ريس يوم إجازة عيد النصر لنحتفل ونفتخر وتعرف الأجيال حقيقة تاريخها.. وأعط الأمر لإعلام مصر أن يقوم بالدور المفروض أن يقوم به، وأن يبرز ويقدم لشعب مصر الصور المشرفة من تاريخ بلده..
** وكل نصر ومصر طيبة وعظيمة.