الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

فرنسا تتحرش بالجنوب الليبي ودول الجوار تمانع.. الجزائر تحذر دول الساحل من تداعيات التدخل العسكري بليبيا.. وفرنسا: لا تدخل عسكري دون حل سياسي

 القوات الفرنسية
القوات الفرنسية على الحدود الجنوبية الليبية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محاولات فرنسية متكررة للتدخل في الجنوب الليبي بهدف القيام بعمل عسكري ضد الجماعات الإرهابية التي تنتشر في الجنوب والتي ترى باريس أنها تمثل تهديدًا مباشرًا لمصالحها في دول الساحل الإفريقي.
وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، قال -في تصريحات صحفية، أمس الأحد- إن جنوب ليبيا تحول إلى معقل للإرهابيين، مستبعدًا أي تدخل عسكري لبلاده هناك في الوقت الحالي.
وأكد وزير الدفاع الفرنسي على سيادة الدولة الليبية مستبعدا توجيه ضربة دون حل سياسي.
وفي نفس الوقت، قال لودريان إن الملف الليبي مطروح أمامنا في 2015 وعلى الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والدول المجاورة التصدي لهذه القضية الأمنية الساخنة.
وأضاف وزير الدفاع الفرنسي أن "داعش" يحاول الإمساك بزمام الأمور في ليبيا، وأشار إلى تواجد مختار بلمختار أحد أبرز قياديي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي في جنوب ليبيا، وإياد غالي زعيم جماعة أنصار الدين وداعش في درنة ووجود تحالف بينهما. 
ويرى مراقبون أن فرنسا تبحث عن غطاء شرعي عبر الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من أجل توجيه ضربة عسكرية للجماعات الإرهابية في جنوب ليبيا، وأنها استغلت نفوذها في الساحل الإفريقي للضغط على دول الساحل الخمس (مالي- النيجر- تشاد- وموريتانيا- وبوركينا فاسو) لمطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل في ليبيا بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي.
وتحرص باريس على تعزيز تواجدها العسكري في منطقة الساحل والصحراء وتمهد لإنشاء قاعدة عسكرية شمال النيجر؛ وذلك في إطار تنافسها مع الولايات المتحدة في الانتشار العسكري داخل شريط الساحل الإفريقي والذي يبلغ طوله 5400 كم والممتد من المحيط الأطلسي غربا وحتى البحر الأحمر في الشرق والذي يعد بمثابة الحزام الأمني للدول العربية.

منطقة نفوذ
ويقول عبدالحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الانتقالي عقب ثورة فبراير، إن فرنسا تستغل انتشار الجماعات الإرهابية في جنوب ليبيا للتمهيد للتدخل عسكريا هناك.
وأضاف "غوقة" -في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"- أن فرنسا تعتبر جنوب ليبيا ضمن مناطق نفوذها في القارة الإفريقية وتبحث عن تدخل عسكري في جنوب ليبيا يحاكي تدخلها في مالي أواخر العام 2012.
وأضاف "غوقة" أن باريس تخترق سيادة الدولة الليبية، فمن وقت لآخر نرى تحرشا فرنسيا بالجنوب الليبي في ظل غياب الدولة وفرض سيطرتها على الجنوب.
وشكك "غوقة" في نوايا المجتمع الدولي تجاه ليبيا واعتبره المسئول الأول عن إطالة أمد الصراع في بلاده، وأشار إلى أن أطرافا دولية تغذي أطراف الصراع في ليبيا؛ فرنسا في الجنوب وبريطانيا في الغرب، وكذلك أمريكا، فلكل طرف حساباته الخاصة التي تتعارض مع مصالح الدولة الليبية، وتوقع نائب رئيس المجلس الانتقالي تدخلا فرنسيا في ليبيا في المدى المنظور

رصد فرنسي
ويرى على أبو جازية، ووزير الإعلام الليبي الأسبق، أن الجنوب الليبي خارج سيطرة الدولة وأصبح وكرا آمنا للجماعات الإرهابية وعصابات التهريب وتجار المخدارات والمرتزقة الذين يستخدمون القواعد العسكرية ويعرفون كل المسالك والدروب الصحراوية ويملكون حرية التحرك في ظل غياب المؤسسات الأمنية.
وأضاف "أبو جازية" -في تصريحات لـ"البوابة نيوز"- أن باريس ترصد كل هذا لأنه يجري تحت سمع وبصر الفرنسيس.
وأوضح وزير الإعلام الليبي الأسبق أن التدخل الفرنسي واقع بالفعل وأن باريس تحضر لضربة عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في الجنوب الليبي من منطلق حماية أمن دول الساحل الإفريقي لكنها لن تفعل ذلك دون وجود غطاء دولي وإقليمي من خلال الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وهو ما تطالب به دول الساحل الإفريقي بعد مؤتمر نواكشط الأسبوع الماضي.
ويتفق الدكتور محمد الشريف مع وزير الإعلام السابق كون أن فرنسا تقوم بعملية رصد دقيقة لتحركات الجماعات الإرهابية في جنوب ليبيا.
وقال الشريف -في تصريح لـ"البوابة نيوز"-: إن كل الاحتمالات مفتوحة والأرجح هو أن يكون التدخل العسكري الفرنسي في جنوب ليبيا تحت مظلة هيئة الأمن والسلم الإفريقية التي عقدت لقاءتها في موريتانيا قبل أسبوع من أجل الوضع الليبي ومجلس الأمن الدولي.

تخوف جزائري
استضافت الجزائر، السبت الماضي، رئيس تشاد إدريس دبي، في زيارة تستمر ثلاثة أيام من أجل بحث الأوضاع الأمنية في القارة الإفريقية وانعكاسات الأزمة الليبية عليها.
وذكرت تقارير إعلامية جزائرية، أمس الأحد، أن الحكومة الجزائرية نجحت في إقناع تشاد الدولة ذات الوزن السياسي في دول الساحل بالتراجع عن فكرة الترويج للتدخل الأجنبي عسكريا في ليبيا. وبالخصوص يقول على أبو جازية وزير الإعلام الليبي الأسبق إن أي تدخل أجنبي في جنوب ليبيا من شانه أن يتسبب في مشاكل تمس الأمن الجزائري.
وأوضح "أبو جازية" أن التدخل العسكري قد يترتب عليه قيام دول جديدة في المنطقة مثل أزواد والأمازيغية التي قد تضم أجزاء مهمة من شرق وجنوب الجزائر وشمال مالي والنيجر.

لا سياسي ولا عسكري
واستبعد أحمد بن قطنش، الإعلامي والناشط السياسي الليبي، أي تدخل غربي في ليبيا لا سياسي من خلال الحوار، أو عسكري بتوجيه ضربات للجماعات الإرهابية.
وقال "قطنش" -في تصريحات لـ"البوابة نيوز"- إن الغرب مستفيد من الوضع الحالي وأنه يقدم الدعم في الخفاء للجماعات الإرهابية حتى يضمن استمرار الصراع.
ويقول الدكتور عبدالعزيز أغنية، الباحث الليبي بمركز بلقيس للدراسات الاستراتيجية بلندن، -لـ"البوابة نيوز"-: إن القوات الفرنسية تعسكر على الحدود الجنوبية الليبية وتستعد للتدخل عسكريا في الجنوب الليبي ولكن ليس الآن.
وتوقع "أغنية" التدخل الفرنسي في وقت لاحق بعد أن يتم إنهاك الجيش الليبي في حربه ضد الجماعات الإرهابية، وبعد أن ينهي الليبيون بعضهم على بعض، ساعتها ستتدخل فرنسا عسكريا في ليبيا.